صباحات
صباح الرحيل الحزين الذي خيّم القلوب بمغادرة القائد التاريخي لساحات حضوره يوم اطمئن حافظ الأسد إلى أن وديعتيه اللتين أعدّهما زاداً للأمة قد صلُب عودهما وأينعتا زهراً وثمراً، فقال وداعاً ورحل بعدما رأى بأم عينه المقاومة التي رعاها وحماها وساندها تحرِّر جنوب لبنان وتحقق أول عملية تحرير غير منقوصة بلا شروط وبلا تفاوض، والقائد الذي رعاه وحماه ووضع بين يديه خلاصة خبراته صار جاهزاً لتولي القيادة، والذين توهّموا أن الرحيل نهاية مسيرة اكتشفوا أنه بداية مختلفة للمسيرة التي لن تتوقف إلا في محطات التزوّد بالطاقة لمواصلة السير مجدداً نحو الهدف ذاته، فلسطين. الوقوف لتحية القائد التاريخي حافظ الأسد بقلب حزين لا تعني قلقاً على المسيرة التي قادها بقدر ما تعني فقدانا لوجوده يشهد الانتصارات التي تتحقّق على يد الجيش الذي بناه وبعبقرية القائد الذي رعاه وبوفاء الشعب الذي آمن به وبعظمة المقاومة التي أحبها واعتبرها خياراً لا رهان، التحيّة للعظيم حافظ الأسد هي بعض من التحيّة نفسها لسورية والمقاومة والجيش العربي السوري والرئيس بشار الأسد… وفي النهاية لفلسطين.