بعض ما قيل عنا!!

جرت العادة أن نكتب الكثير من المقالات، ونلقي الأكثر من المحاضرات نتحدث من خلالها عن الغرب، ونمتدح ثقافتهم وسلوكهم في أغلب الأحيان. لكن قليل جداً ما نسمع رأي أحدهم بنا، أو حتى إنّ أحدهم ألّف كتباً تصف العرب من خلالها… انوبواكي نوتوهارا المفكر الياباني الذي عاش حقبة من عمره في مصر وسورية متنقلاً بين المدن والأرياف والبادية. نشر كتابه العرب.. وجهة نظر يابانية عرض فيه بعض انطباعاته مع تحليلاته الشخصية عن المجتمع العربي.

ومن أهم هذه الانطباعات التي وردت في كتابه: «بعض الحكومات العربية لا تعامل الناس بجديّة بل تستخف بهم». وسنضيف لكلامه الإنسان في زمننا الحالي تمادى في الاستسلام، قدّام غياب أسباب نجاح عملية العدل قبل السلام.

«الشعور بالاختناق سمة عامة للمجتمعات العربية، توتر شديد ونظرات عدوانية تملأ الشوارع، وقيمة الاحترام متدنيّة في الشارع العربي». وسنضيف لكلامه الكل تواطأ مع رشّاش الموت ضدّ الرغبة في البقاء، فإذا زالت المحبة، وزال الإخاء، ما عاد لنا أن نتحدث عن أسباب تذكر للترحيب بإرادة البقاء.

«يتشدّق كثيراً بكلمة ديمقراطية في العالم العربي ولكن قلّما تمارس». وسنضيف لكلامه الغلبة للأقوى، وليبكِ على نفسه حطّاب العود الضعيف، فالحرب طاحونة لا تختلف عن آلة منتجة للرعب ومولّدة للذعر.

«العرب مُورست عليهم العنصريّة، ومع هذا فهم يمارسونها ضدّ بعضهم البعض». وسنضيف لكلامه زمننا أمّار بتعطيل سياسة العقل وهو زمن منّاع للماء، جمّاع للدماء ولا تحاول أن تفهم السبب.

«المواطن العربي غالباً ما لا يستفيد من أخطائه بل يكررها». وسنضيف لكلامه بأنّ القلق يجعل اللحظة المأساوية عقيدة، والخوف تصيّره المآزق النفسية والاجتماعية مظلة، مظلة مثقوبة لا تعد بحجب عورة الأحزان.

«لفهم سلوك المواطن علينا الانتباه لمفهومَي الحلال والحرام، مع العلم أنّ العربي يهيئ نفسه للتحايل على التشريع بتأويل النصوص بما يخدم مصلحته». وسنضيف لكلامه بل ويحاول إيجاد مخرج وفتوى بآية أو حديث ولو غير صريح ليحلل قبلة في شهر رمضان أو غيرها في أيام القرّ.

تلك كانت صور العرب من خلال أعين يابانية. لم يذكر ذكاء العرب وإنجازاتهم، لم يذكر كرم حاتم الطائي، ولا وفاء السموأل. لم يذكر فطنة العربي ودهاءه، ولم يذكر ما ترك العرب من كتب في الطب والفلسفة والأدب والتي أغنت المكاتب على مرّ السنين.

تُرى هل مازالوا ينظرون إلينا النظرة ذاتها!!؟؟

صباح برجس العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى