امتدادات تفجيرات حاملات البترول من الفجيرة وأرامكو إلى ما تنتظره أميركا!
جهاد أيوب
التفجيرات التي طالت حاملات البترول في الخليج العُماني واضح فاعلها، ولا يتطلب الأمر تحليلات كثيرة كي يُعرف، وحتى تتضح الصورة علينا البحث عن المستفيد الأول من هكذا فعلة!
الزائر الياباني في إيران يحمل رسالة خاصة جداً من الرئيس الأميركي المشوّش ترامب إلى القائد علي خامنئي، وما أن رفضت إيران استلام الرسالة الأميركية، وانتشر الخبر كعاصفة من الكرامات وزعت على العالم وعلى من يفتقدها في أوروبا وبلاد الأعراب، وتحديداً في السعودية حتى انهالت المواقف الأميركية العشوائية، ومنها ما تفضّل به ترامب بعد علمه بالردّ الإيراني الصافع!
يوجد ناقلة يابانية ضمن الناقلات التي طالتها المتفجرات وأصيبت في عرض البحر، والغريب أنّ القوات العسكرية الأميركية المتواجدة هناك لم تتحرك، وأيضاً الإسعاف الخليجي غاب عن السمع والمشاهدة، فما كان من الإسعاف في الجيش الإيراني التحرك لإنقاذ المصابين، وإطفاء النيران التي أصابت الناقلات!
يعني إيران الثورة غير معتادة على الغدر بالضيف، ولا ترسل رسائل دبلوماسية وعسكرية عبر الغدر، وهي المعروف عنها بالتدخل المباشر كما فعلت في سورية، وفي الصراع مع «إسرائيل»، وفي لجم الوجود الأميركي، وإيران قد بعثت برسائلها منذ بداية الأزمة برفضها للتفاوض مع أميركا ما دامت المعطيات الحالية والمسبّبات موجودة، ولا مفاوضات والعقوبات الأميركية واقعة ضدّها!
السعودية غرقت في وحل اليمن ولا ينقذها غير الحرب الأميركية الإيرانية، و»إسرائيل» التي تعيش على الدماء والحروب تحتاج إلى حرب تنقذ اقتصادها، وجيشها، وانتخاباتها بعد ثلاثة أشهر!
والسعودية و»إسرائيل» في أفضل حال من العمل المشترك، وقنوات التواصل الاستخباراتي بينهما لا تنقطع، وهما يسعيان لوقوع الحرب بين أميركا وإيران، وهما أيضاً لهما سوابق بغدر أقرب المقرّبين منهما! أميركا ترامب مقبلة على انتخابات كاسرة، وترامب يتمسك بالرئاسة، لذلك لا يرغب هو ولا أميركا بالحرب، وإيران لا تشجع عليها ولكنها جاهزة، فموازين القوى هي التي تمنع الحرب، والكلّ يدرك ذلك وبالتحديد أميركا التي تعرف ماذا ينتظرها في بلادنا!
من هنا لا بدّ من طرح السؤال عن الذي له مصلحة بوقوع الحرب، وبإشعال فتيل تفجير ناقلات البترول…إنه واضح المعالم والتصرف!
تفجيرات الفجيرة وأرامكو أثرت على البورصة والأسواق العالمية وأسعار النفط، وأحدثت إرباكات في الأسواق الخليجية، وبعد المتفجرات تلك تراجعت أميركا في خطابها الفاجر تجاه إيران، والسعودية بعثت عن طريق سلطنة عُمان بطلب التهدئة مع إيران ولو من تحت الطاولة، ولكنها استمرّت في التآمر على إيران!
والإمارات لم تتهم إيران بالتفجيرات… ولاحقاً أميركا وزمرها في الإعلام وجّهوا اتهاماً غير جدّي لإيران، فقط «إسرائيل» وإعلام السعودية اتهما إيران بتلك الفعلة…
ونظراً لتعامل إيران ببرودة دبلوماسية انزعج محور أميركا كله وكان التفكير بتفجيرات الناقلات… وسينتظرنا الكثير من تفجيرات مشابهة!
همّ أميركا ترامب صبّ كلّ اهتماماتها حالياً على إنجاح صفقة القرن دون إطلاق نار، ويصرّ ترامب في جلساته مع زعامات تعمل لديه وبالتحديد الأعراب بأنّ هدفه أن يتمّ التوقيع على الصفقة دون إدخال تعديلات على بنودها، والفريق العسكري الأميركي وترامب يدركان ما ينتظرهما في هذه المنطقة، ويطرحان الكثير من الأسئلة التي يخافونها إنْ وقعت الحرب، ومنها:
– ما الذي سيحدث في العراق وجميع القوات الأميركية مكشوفة هناك؟
– ما دور الحشد الشعبي العراقي وهو يتعامل بفوقية، ويوقف القوات الأميركية على الأراضي العراقية دون الجيش العراقي خارج البهرجة الإعلامية؟!
– تعلم أميركا أنّ هنالك جلسات واجتماعات على مستوى قيادات عسكرية لمحور المقاومة عُقدت من أجل الخروج بمواقف حاسمة بالنسبة للعراق وسورية، وبالطبع أميركا لا تعرف ماذا دار فيها!
– ماذا يحدث في سورية المقبلة على إعلان الانتصار الكبير بقيادة الرئيس بشار الاسد، وهي أيّ سورية متفقة كلياً مع إيران ومحور المقاومة، ووقعت اتفاقاً جديداً يضمن تأمين طريق حلب وحراسة وحماية التواجد الإيراني وقوات جبهة الممانعة في حلب؟!
– بعد عدم التزام تركيا بتفاهم حصل بينها وبين روسيا وإيران حول «حماة وإدلب» تغيّرت الخطة العسكرية السورية الروسية هناك، لتصبّ في استعادة كلّ «حماة وإدلب»، هل المعركة قريبة هناك؟
– ماذا فعل وسيفعل حزب الله الذي استعاد منذ أيام «كفرنبوذا» بـ 30 مقاوم من دون ضجة إعلامية؟
– لماذا يصرّ محور المقاومة في سورية على تنظيف صحراء البادية في سورية «دير الزور وشرق حمص»… وهي – طريق النصر – وهدف أساسي للعراق وإيران، ولن يتنازل محور المقاومة عن هذه الطريق – طريق النصر؟!
– كلّ الوجود العسكري الأميركي في الخليج تحت مجهر قوات الحرس الثوري الإيراني، فهل يتفرّج الحرس الثوري الإيراني إنْ ضربت أميركا إيران؟!
إنْ وقعت الحرب أكثر المتضرّرين دول الخليج، والوجود الأميركي في كلّ المنطقة، و»إسرائيل» التي تتعالى عما سيصيبها من حزب الله الذي ينتظرها على كوع وجودها!
وتعتقد «إسرائيل» انها تنمو وتزدهر كلما وقعت الحروب، ولو كانت تعرف ما ينتظرها من المقاومة في لبنان لكانت هجرت فكرة وقوع الحروب من أساسها!
هذه الأمور تدركها أميركا مع ترامب ومن دونه، مع وقوع متفجرات ومن دونها… وأيضاً إيران ومحور الممانعة، وحزب الله المقاومة في لبنان وروسيا يعلمون ويعملون ويجتمعون ويخططون، ومن الغباء أن يعتقد العدو بأنّ محور المقاومة ودول الممانعة لا تزال المفعول به!