صرخة
د. أنطوان الحايك
التهنئة والتبريك للأطباء الفائزين في انتخابات نقابة أطباء لبنان في الشمال، رغم أنّ المولود مشوّه. ولكن بعد إعلان النتائج خرجتُ للتجوّل في أحياء وشوارع طرابلس التاريخية، فسمعت الحجارة العتيقة والمآذن وقبب الكنائس تصرخ: لماذا شوّهتم روحي وتاريخي وهويتي، أنا لست منكم وأنتم لستم مني.
لذلك… لم تكن المسألة اختيار أشخاص وإنما إعادة للمدينة روحها وتاريخها وهويتها. طرابلس عاصمة الشمال التي أعشق. إذا نظرت إلى حالها اليوم أراها حزينة، كئيبة، منغلقة على ذاتها، متقوقعة. إذا نظرت إلى تاريخها أراها مدينة منفتحة سياسياً، عقائدياً، ثقافياً، حاضنة لكلّ التيارات الفكرية دينية كانت أم علمانية. كانت مدينة وطنية، قومية، عروبية ومدينة العيش الواحد. مدينة عبد الحميد كرامي ـ رشيد كرامي ـ عبد المجيد الرافعي ـ فتحي يكن ـ علي عكاوي ـ نزيه المظلوم ـ فوزي حريكي ـ الخوري طانيوس منعم ـ فرح أنطون ـ كامل درويش واللائحة تطول… مدينة جمال عبد الناصر ـ فلسطين ـ الجزائر ـ ضدّ حلف بغداد. هكذا عرفت هذه المدينة. أيّ وجه أجمل؟ مدينة الإنغلاق وأنا أو لا أحد؟ أم مدينة للجميع الإسلامي ـ القومي العربي ـ الشيوعي ـ القومي الاجتماعي ـ التيار الوطني الحرّ ـ الوسطيين ـ المستقلين ـ المردة ـ تيار المستقبل ـ القوات اللبنانية؟
لذلك، لماذا حصل ما حصل في انتخابات نقابتنا يا عمر ـ يا محمود ـ لقد انتخبتكم.
هل من مجيب؟
ختاماً طرابلس للجميع، أرجوكم لا تشوّهوا تاريخها وجمالها ورونقها.