الفرزلي: عدم وجود نضج داخلي لصناعتها سبب التأخير في عقد قمة بين عون والأسد
اعتبر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي أن استهداف المسيحيين في هذا الشرق لم يكن لأسباب دينية، وأن المسألة العقائدية الدينية لم تكن هي الأساس والمحرك لهذا الصراع المذهبي الطائفي بل بالعكس ، لافتاً الى انه لم يحدث نزاع عالمي حقيقي منذ الحرب العالمية الاولى حتى اليوم الا وكان اليهود هم المستفيدون الأوائل من هذا الصراع .
واستغرب في مداخلة خلال الندوة التي نظمتها بلدية غلبون قضاء جبيل، واللجنة الثقافية في المجلس البلدي في قاعة المحاضرات بعنوان الاستهداف المسيحي في الشرق ، كيف أن بعض القادة في لبنان الذين سبق لهم ان شاهدوا مسألة النزوح الفلسطيني، سمحوا لأنفسهم ألا يرفعوا الصوت عالياً رافضين فكرة دخول النازحين السوريين وعدم تبنيهم ما قاله الرئيس العماد ميشال عون في حينه بضرورة وضعهم على الحدود . وذكر بما جاء في الدستور اللبناني بـ أن لا توطين ولا تجزئة ولا تقسيم .
واذ اكد أن النظرة للنازحين السوريين ليست نظرة عنصرية ، تحدث عن مشاكل تفكك الأسر السورية اضافة الى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لهذا الوجود في لبنان، لافتا الى وجود اكثر من خمسين ألف ولادة سنوياً غير مسجلة في القيود السورية، وقد تأتي الامم المتحدة تحت عنوان باسم الانسانية يجب توطينهم فماذا نفعل عندها؟ .
وكشف الفرزلي عن مساعٍ جدية يجري العمل عليها لعودة النازحين السوريين، ناقلاً عن رئيس البلاد قوله إنه لن يهدأ له بال قبل ان ينهي موضوع مسألة توطين الفلسطينيين والنزوح السوري في لبنان، لأن المسألة ليست بسيطة بل لها علاقة بوجود البلد وابنائه . وأعلن الفرزلي أن المسؤولين في الامم المتحدة عندما يزوروننا في مكاتبنا يحاولون في أكثر الأوقات تجاوز حدودهم في عملية أكل الرأس وهذا ما نرفضه نحن».
وأكد ان السبب الرئيسي الوحيد لزيارة الرئيس عون إلى الرئيس بوتين هو السعي مع القيادة السورية لعودة النازحين الى بلادهم ، مشيراً الى ان الموفد الروسي الذي أرسله الرئيس بوتين الى سورية هو ثمرة من ثمرات اللقاء لكي تتحرك روسيا في هذا الموضوع .
واعتبر ان التأخير في عدم عقد قمة بين الرئيسين عون والاسد للمطالبة بتأمين العودة للسوريين الى بلادهم هو عدم وجود نضج داخلي لصناعتها ، مؤكداً ان لا شيء يمنع الرئيس عون من زيارة سورية لهذا السبب، ولكن في الوقت عينه يريد ان تنضج الامور بطريقة تؤدي الى نتيجة لمصلحة البلاد، لان الموضوع ليس عقد قمة فقط للقمة .
وأعرب عن اقتناعه انه عندما يصبح لبنان دائرة انتخابية واحدة، فتنتخب الطوائف نفسها وتطبق النسبية في داخلها، عندها تتشقف الطوائف في داخلها ويصبح هناك تيارات متعددة لا قيمة برلمانية لها ان لم تتفق مع تيارات اخرى قريبة اليها فكرياً فتتشكل مجدداً الكتلة الوطنية والكتلة الدستورية ويعود لبنان الى مكان عليه أفضل بكثير من اليوم بملايين المرات، فلا مجال للتشبيه كما كان حتى ايام الانتداب وفي بداية الاستقلال .
وكشف الفرزلي عن قانون جديد للانتخابات النيابية سيطرح في الاشهر القليلة المقبلة في اللجان قائم على الدائرة الواحدة بشرط النسبية وان تنتخب كل طائفة نوابها، معلناً ان العمل جار لوضع قانون جديد تجرى عليه الانتخابات النيابية المقبلة . واكد انه كان على تنسيق تام مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منذ ان كان مطراناً بالنسبة لقانون الانتخاب الارثوذكسي وكان مقتنعا بهذا القانون .
واعتبر ان قضية الهدر والفساد ليست وليدة اليوم ، معلناً إيمانه الكبير بالغد الأفضل للبنان، ورأى أنه اذا مرت هذه المرحلة التي نعيشها في لبنان بالرغم من صعوباتها الاقتصادية سيكون مستقبل لبنان واعداً .
واكد ان رئيس الجمهورية لم يعط حتى اليوم حقه في موضوع محاربة الفساد ، مشيراً الى ان الحملة المضادة في هذا الموضوع واضحة، ولكن ديناميكية الحرب على الفساد بدأت .