إقليم سنجار وتحفة الربيعين الأخضرين.. عبق العراقة العراقية

تحرس زهور بشقائق النعمان الحمراء الفاتنة، الجمال الشامخ في قضاء سنجار بالرغم من ألمه الكبير إثر جرائم «داعش» الإرهابي بحق العراقيين الإيزيديين قبل نحو خمسة أعوام إلى درجة الإبادة.

وتتمتع قرى قضاء سنجار والقريبة من الجبل، غربي الموصل، مركز نينوى، شمال العراق، بطبيعة خلابة بدأت السياحة بالعودة إليها معانقة شلالاتها الأنيقة، وسهولها الخضراء المعبّدة بأشجار الماطرة تينا.

وفي حزيران الحالي، بدا الجمال العراقي المقدس في قرى قضاء سنجار ومحيطه، في جولة تجرد الإنسان من طاقاته السلبية وهمومه المريرة.

فعند نهاية طريق مطلي باللون الكحلي يمر في منطقة سردتشي، يفرش جبل سنجار ذراعيه رونقاً كيف لا وهو الذي أنقذ عشرات الآلاف من الإيزيديين الهاربين من الذبح والسبي على يد «داعش» في مطلع آب عام 2014، وحسب معلومات صحافية تقطن حوالي 2300 عائلة نازحة داخل مخيم في منطقة سردتشي. وهذه العائلات المذكورة نزحت إلى سردتشي، هاربة من بطش «داعش» الإرهابي، حيث كان المقاتلين الإيزيديون يأتون إلى هذه المنطقة للاستراحة بعد كل معركة ومقاومة ضد العناصر الإرهابيين.

قرية باري

وهي من القرى الجبلية الجميلة، في سنجار، كأنها ترتدي طوقاً من الأشجار ذات اللون الوردي المائل للبيج والمسمًى «نيود»، تعود للتوت، مع غيرها من بساتين التين والرمان. ومعروفة بمياهها العذبة، وأرضها المفترشة بالأعشاب الخضراء، من الأماكن السياحية، بالرغم من الإهمال الذي كان واضحاً فيها، وسط عودة العائلات النازحة إليها.

بينما تبدو قرية أديكا أرضاً خضراء طويلة، يزينها عقد أزرق من أحجار الجبال، وسماء ملبدة بالغيوم الناصعة البياض حاجبة حرارة الشمس عن المتنزهين، وقطعان المواشي. وهي الوحيدة التي عاد إليها جميع سكانها بعد سنوات من النزوح، وهي تعتمد على الزراعة، وتربية الحيوانات من أبقار وخراف ودواجن.

في منطقة ملحمية تقع على مقربة من مزار شرفدين، صادفنا مجموعة من الخراف، والماعز الأسود، يقتاد على الأعشاب الوفيرة، على مقربة من السلاسل المموّجة لجبال سنجار.

بقببه المخروطية، يعانق مزار شرفدين أحد أبرز المعابد المقدسة لدى الديانة الإيزيدية، السماء الناعسة، ومنه أطلقت شرارة المقاومة ضد الإبادة الإرهابية.

ولا ينسى الإيزيديون الجملة من الكلمة الشهيرة التي ألقاها القائد قاسم ششو، في المعبد، وهو يخاطب الرجال والشباب قائلاً: نعم ليست لدينا الأسلحة، ولكننا سوف نقاوم حتى لو بالأحجار من هذا الجبل المقدس». في إشارة منه إلى جبل سنجار.

وبين بساتين التين والزيتون، وقرى كورمالي، وباليف، وجبليين، ومنطقة كرسي الشامخة المعروفة بصمودها وهي من أبرز المناطق السياحية المتميزة بزراعة التبغ بالإضافة إلى التين، ونبع يدى بيرخاوي، كانت زهور شقائق النعمان الحمراء البراقة، ترقص غنجاً، في منطقة أسمها «كلي دري».

وتعتبر شقائق النعمان من الزهور المقدسة لدى الايزيديين، لأنها تعود لبداية الربيع وجماله وبدايات ولادته بعد شتاء ثلجي قارص.

والمناطق السياحية في القرى القريبة من جبل سنجار، شهدت مؤخراً عودة بالرغم من كونها خجولة إلا أنها غرست الأمل بتقدم الحياة ومضيها نحو مستقبل وغد أفضل من الماضي الذي رسخته المجازر والمظالم في وجدان العراقيين الايزيديين. سبوتنيك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى