ماكرون يدعو إلى تحديث الإطار التجاري المتعدّد الطرف ويؤكد من طوكيو تمسكه بتحالف رينو نيسان.. والمناخ خط أحمر
دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، في اليوم الأول من زيارته لليابان، عن تحالف رينو – نيسان ودعا إلى جعله «أقوى رغم التوترات الشديدة بين الشركتين المصنّعتين للسيارات».
وأكّد ماكرون مع وصوله إلى الأرخبيل الذي يزوره للمرة الأولى بشكل رسمي، أن «تحالف رينو – نيسان هو بالطبع إنجاز نتمسّك به كثيراً»، مضيفاً في كلمة ألقاها أمام الجالية الفرنسية في اليابان «أتمنّى أن يكون كل العالم ملتزماً بشكل تام» بهذا التحالف ليستمر ويزدهر.
وهزّ تحالف رينو – نيسان الذي يرمز إلى التعاون الصناعي بين البلدين منذ عشرين عاماً وتوسّع ليضمّ ميتسوبيشي موتورز، توقيف رئيس مجلس إدارته كارلوس غصن منذ سبعة أشهر بتهمة مخالفات مالية.
والتقى ماكرون رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مكتبه قبل مأدبة عشاء مع زوجتيهما في العاصمة. لكن على عكس ضيفه، لم يقل آبي أي كلمة عن هذه المسألة، ما يمثّل الاختلاف في المقاربة بين حكومته والدولة الفرنسية التي تملك 15 من رأس مال رينو.
ورأى ماكرون أن الفرنسيين واليابانيين «معاً» يجب أن يعملوا على «تطوير أوجه التضافر والتحالفات بكل ما للكلمة من معنى» بهدف جعل التحالف «أقوى في مواجهة المنافسة الدولية». ولم يتطرّق الرئيس إلى مشروع دمج رينو وفيات كرايسلر الذي شكل ضربة لنيسان. وقد تم التخلّي عنه في الوقت الراهن.
في المقابل، رفض ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع آبي عقب لقائهما، التعليق على الوضع الشخصي لكارلوس غصن فقال إن «ليس من شأن رئيس الجمهورية الفرنسية التدخّل علناً» في مسألة قضائية.
ووجّه القضاء الياباني لكارلوس غصن تهمة عدم تصريحه عن كامل مداخيله في وثائق مالية واختلاس أموال نيسان. ويخضع حالياً غصن للإقامة الجبرية في طوكيو في انتظار محاكمته.
وخلال لقائهما، سعى ماكرون وآبي أيضاً إلى تقريب مواقفهما قبل قمة مجموعة العشرين التي تُفتتح غداً في أوساكا في أجواء دولية متوترة جراء الأزمة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران والتجاذب التجاري الصيني الأميركي.
وفي كلا الحالين، تطرح طوكيو التي تترأس مجموعة العشرين هذا العام وباريس التي تترأس مجموعة الدول السبع، نفسيهما كوسيطين.
في الملف التجاري، دعا ماكرون إلى «الخروج في حال لا غالب ولا مغلوب» من حال «التوترات الشديدة بين الولايات المتحدة والصين». ورأى أن الحلّ لا يكمن في «اتفاقات ثنائية» أو «الالتفاف على القواعد الدولية» أو «في الحمائية» إنما «في تحديث الإطار التجاري المتعدد الطرف».
وفي ما يخصّ المناخ، رسم ماكرون «خطاً أحمراً» مؤكداً أن فرنسا «لن توقّع إعلان مجموعة العشرين»، إذا لم تدافع الأخيرة عن «الطموح المناخي».
وبحسب معلومات صحافية، خففت الرئاسة اليابانية لمجموعة العشرين في مشروع إعلان القمة اللهجة حيال ملف المناخ كي تقبل به الولايات المتحدة التي أعلنت انسحابها من اتفاق باريس حول المناخ المبرم عام 2015.
في ما يخصّ إيران، يريد ماكرون وآبي «تجنّب تصعيد خطير»، بحسب الرئاسة الفرنسية، بين واشنطن وطهران التي زارها رئيس الوزراء الياباني مؤخراً من دون تحقيق نجاح كبير.
وتحدّث ماكرون أول أمس، مع نظيره الإيراني حسن روحاني وينوي إجراء «اتصالات أخرى بشأن الملف النووي الإيراني والأزمات الإقليمية» على هامش قمة مجموعة العشرين، وفق الإليزيه.
ووقّع ماكرون وآبي خطة عمل جديدة تمتدّ خمس سنوات بهدف وضع «سبل تعاون أقوى وملموسة أكثر» بين البلدين على الصعيد الاقتصادي والبيئي والأمني والثقافي.
وتمّ التركيز بشكل خاص على التعاون في منطقة الهند – المحيط الهادئ، حيث تثير الطموحات الصينية قلق اليابان وفرنسا التي تتبع لها أقاليم ما وراء البحار في المنطقة.
وأوضح ماكرون أنه «مع اليابان والهند وأستراليا ونيوزيلندا» ودول أخرى محتملة، «يجب أن تكون فرنسا جهة فاعلة لإرساء توازن» في هذه المنطقة الواسعة بهدف «ضمان عدم حصول هيمنة في هذه المنطقة».
وذكّر بأن هذه المخاوف «مشروعة تماماً بالنسبة إلى فرنسا» التي لديها مع كاليدونيا الجديدة ومايوت ولا ريونيون وبولينيزيا، «أكثر من مليون فرنسي وثمانية آلاف جندي موزّعين» في منطقة الهند – المحيط الهادئ.
وسيصبح الرئيس الفرنسي اليوم ثاني رئيس أجنبي بعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يلتقي الإمبراطور الجديد ناروهيتو في قصره في طوكيو.