السفير آلا: النظام التركي يستغل الشأن الإنساني للتغطية على دعمه الإرهاب

أكد المندوب الدائم السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسام الدين آلا أن تجاهل الأسباب المؤدية للنزاعات بما فيها الاحتلال الأجنبي والسياسات التدخلية واستهداف الحكومات الشرعية ودعم الإرهاب لا يسهم في التشخيص السليم للأزمات الإنسانية ولا يساعد على معالجتها بشكل صحيح، مشيراً إلى أن التخفي وراء قناع التضامن الإنساني الكاذب لن يفيد في إخفاء الوجه القبيح لممارسات النظام التركي وجرائمه في سورية.

وأوضح السفير آلا في كلمة ألقاها خلال المناقشة العامة في الجزء الإنساني من أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي عقد في جنيف أن سياسة عقد المؤتمرات الإنسانية والمزاعم التركية عن التضامن والدبلوماسية الإنسانية هي كلام عبثي، بعدما استغل النظام التركي الشأن الإنساني وجعله وسيلة لممارسة الابتزاز وأداة للتغطية على دبلوماسية دعم الإرهاب التي مارسها وغطاء لاحتلال أجزاء من الأراضي السورية لافتاً إلى أن ما تسميه تركيا بسياسة الباب المفتوح أدت في الواقع إلى الإتجار بالمعاناة الإنسانية للسوريين واستغلالها في ممارسة الابتزاز والحصول على مكاسب سياسية ومالية من أوروبا وساهم في إدخال أسوأ أشكال الإرهاب الذي موّلته تركيا وسلحته إلى الأراضي السورية.

وحذّر السفير آلا من أن محاولات التركيز على إجراءات مكافحة الإرهاب وتجاهل ممارسات الإرهاب نفسه لا تستقيم مع المنطق كما أن أي مقاربة للتعامل مع الأزمات التي شهدتها بعض الدول تظلّ مجتزأة ما لم تقترن بتذكير الدول المتورّطة في توفير الدعم المالي والعسكري للإرهاب وفي استهداف الحكومات الشرعية والتدخّل بالشؤون الداخلية للدول بالتزاماتها بموحب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

وشدّد السفير آلا على أن الحلول لمعالجة الأزمات الإنسانية تستوجب التعامل مع الأسباب المؤدية لها والابتعاد عن الانتقائية والمعايير المزدوجة، مطالباً باعتماد مقاربة شمولية وواقعية تتناول دور الاحتلال الأجنبي والإرهاب في نشوء الأزمات الإنسانية ودور الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية في تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية وفي التحريض على النزوح والهجرة.

ودعا مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف للاستفادة في هذا المجال من استنتاجات المقرّر الخاص لمجلس حقوق الإنسان المعني بالتأثيرات السلبية للإجراءات القسرية الأحادية بما فيها استنتاجاته حول العقبات التي تتركها التدابير المذكورة على العمل الإنساني.

ميدانياً، اشتعلت محاور ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي حيث أحبط الجيش السوري هجوماً شنه تنظيم «جبهة النصرة» على محور قرية القصابية في ريف إدلب الجنوبي فيما خاضت وحدات أخرى اشتباكات عنيفة على محور كفرنبودة في ريف حماة الشمالي.

وذكرت وكالة «سانا» السورية، أن وحدات من الجيش السوري أحبطت هجوماً «لإرهابيي «جبهة النصرة» على محور قرية القصابية بريف إدلب الجنوبي فيما خاضت وحدات أخرى اشتباكات عنيفة مع مجموعات كبيرة من إرهابيي التنظيم شمال بلدة كفر نبودة وأوقعت قتلى في صفوفهم».

وأكدت الوكالة أن المهاجمين استخدموا آليات وعربات عدة مصفحة متطورة وأسلحة وذخائر، ولكن الجيش السوري أفشل الهجوم مضيفة أنه: «انسحب من تبقى من الإرهابيين شمالاً وشمال شرق باتجاه قريتي بعربو والنقير مخلفين وراءهم عدداً من جثث قتلاهم وآلياتهم المدمّرة».

ولفتت الوكالة إلى الدور التركي قائلة: «تتلقى المجموعات الإرهابية دعماً عسكرياً وتمويلاً من قبل النظام التركي الذي يعمل بشكل متواصل على تقديم الحماية لتلك المجموعات حيث أظهرت المعارك وبقايا العربات المدمرة والأسلحة أنها من منشأ تركي وبعضها غربي أيضاً».

واستهدفت مدفعية الجيش والراجمات الصاروخية مواقع المسلحين وخطوط إمدادهم في قرية شير مغار في جبل شحشبو شمال غرب حماة.

ويواصل الجيش السوري استهدافه لمواقع وتحصينات وتحركات المجموعات المسلحة على محاور أرياف حماة وإدلب وحلب بهدف قطع إمدادات الإرهابيين واستنزاف قواهم على جبهات القتال، فيما بقيت خرائط السيطرة ثابتة في الأيام الأخيرة.

ونقل عن مصدر عسكري أن الجيش السوري بدأ اتباع أساليب «حرب الاستنزاف» عن طريق استهداف طرق إمداد وتحركات الإرهابيين في العمق على محاور أرياف حماة وإدلب وحلب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف من هذا التكتيك هو استنزاف قوى المجموعات المسلحة، مشيرة إلى أن خارطة الوضع الميداني، لا تزال على حالها رغم ضراوة المعارك، واستماتة الإرهابيين في إحداث أي خرق يسمح لهم باستعادة الاستثمار والتحشيد الإعلامي.

وبالإضافة إلى 3 أيام من الغارات على عمق المحاور في ريف حلب الجنوبي والغربي، أغار الطيران الحربي في الأيام الماضية على مواقع للمجموعات المسلحة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.

وفي السياق، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية عن تصدي الدفاعات الجوية الروسية لهجوم بطائرات مسيرة على قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية.

وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية اللواء أليكسي باكين، إن المسلحين حاولوا في 26 حزيران/ يونيو، بواسطة الطائرات المسيّرة مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في سورية «حميميم»، حيث جرى كشف تلك الطائرات عبر أنظمة الدفاع الجوي الروسية وتدميرها.

وقال باكين، في السادس والعشرين من حزيران/ يونيو، مع حلول ظلام تلك الليلة، حاول المسلحون من الجماعات غير الشرعية مهاجمة القاعدة الجوية الروسية «حميميم»، باستخدام طائرات مسيرة. فقامت أنظمة الدفاع الجوي الروسية بتحديد وتدمير اثنتين من الطائرات المسيرة التي كانت تقترب من القاعدة الجوية الروسية من الاتجاه الجنوبي الغربي.

يُذكر أن بقايا تنظيم «جبهة النصرة» المحظور في روسيا تتمركز في منطقة إدلب، التي يوجّه، من خلالها، الإرهابيون ضربات استفزازية ضد المناطق المجاورة ويهددون قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية.

وكان الجيش السوري قد بدأ مؤخراً عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير ريف حماة الشمالي والشمال الغربي المتاخم لمحافظة إدلب، تمكّن خلالها من استعادة عدد من البلدات والتلال الاستراتيجية، أهمها مزرعة الراضي والبانة الجنابرة، وتل عثمان، التي مهّدت للسيطرة على كفر نبودة وقلعة المضيق، المنطقتين الاستراتيجيتين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى