الرئيس العراقي: ندعم إقامة دولة فلسطينية وسياسة النأي بالنفس غير عملية
لفت رئيس الجمهورية برهم صالح إلى أن العراق وبريطانيا يمكن ان يلعبا دوراً فاعلاً في استقرار المنطقة، محذراً من ان اي تصعيد فيها قد يؤدي الى حروب جديدة، وفي حين جدد التأكيد على أن العراق يدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية، نبّه على أن الحرب يسهل البدء فيها ولكن من الصعب جداً انهاؤها. وفي وقت أشار وزير الخارجية محمد علي الحكيم إلى سعي العراق لإقامة أفضل العلاقات مع بريطانيا، أكدت المملكة المتحدة أنها ستعيد علاقاتها الوثيقة والتأريخية مع العراق.
وأفاد بيان رئاسي، بان رئيس الجمهورية التقى رئيس مجلس اللوردات البريطاني اللورد بيتر نورمان فاولر خلال زيارة مقر المجلس في العاصمة لندن.
وأشاد الرئيس بدور المملكة المتحدة ومواقفها الساندة للحكومة والشعب العراقي في تصديه للإرهاب ومساهمتها في بناء مدنه، لا سيما المحررة منها.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين العراق وبريطانيا وسبل تعزيزها وتوسيع آفاق التعاون والتنسيق المشترك بين المؤسسات التشريعية بما يضمن تطوير العمل الرقابي والبرلماني في البلاد.
بدوره، رحّب فاولر بزيارة صالح الى لندن وإسهامها في تعزيز أواصر العلاقات بين البلدين، مؤكداً رغبته الجادة بتوطيد العمل والتنسيق المشترك بين مجلسي اللوردات والنواب العراقي.
وفي بيان آخر شدد رئيس الجمهورية خلال حفل استقبال ومأدبة عشاء أقيمت على شرف سيادته والوفد العراقي المرافق له، في لانكستر هاوس، وحضرها وزراء الدفاع والتجارة الدولية والتنمية والأمن ومستشار الأمن القومي لرئيسة الوزراء البريطانية ووزير شؤون الخارجية، فضلاً عن شخصيات سياسية مهتمة بالشأن العراقي والشرق الأوسط، على أن «من اولوياتنا في هذه المرحلة إعادة إعمار العراق وتحسين مستوى الخدمات للعراقيين».
وأشار صالح الى ان «تنظيم داعش الارهابي قد هزم عسكرياً، لكنه ما زال يمثل تهديداً حقيقياً وعليه يجب التركيز على محاربته وحسم المعركة معه»، معرباً عن «تقديره وشكره لدور المملكة المتحدة في مساندة العراق خلال حربه على الارهاب وتقديم المساعدات الانسانية للنازحين وتأمين عودتهم الى ديارهم».
واضاف صالح ان «العراق وبريطانيا يمكن ان يلعبا دوراً فاعلاً في استقرار المنطقة»، محذراً من أن «أي تصعيد فيها قد يؤدي الى حروب جديدة».
بدورهم، رحب الوزراء والمسؤولون من الجانب البريطاني بزيارة رئيس الجمهورية الى بلدهم، مؤكدين أنها «ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير أسس التعاون المشترك بين البلدين»، كما أكدوا «موقف بريطانيا الثابت في دعم العراق ومساندته على جميع المستويات».
وفي مقابلة مع الـ CNN الأميركية، قال رئيس الجمهورية: إن «العراق يجب ألا يكون مسرحاً لأي عمل عدائي ضد أي من الدول المحيطة به بما فيها إيران»، لافتاً إلى ان «الحرب يسهل البدء فيها ولكن من الصعب جداً إنهاؤها».
وعن تصريحات ترامب الأخيرة لقناة CBS ورغبته بإبقاء قاعدة أميركية في العراق لأنه «يريد مراقبة إيران»، اكد صالح «حينها أصدرنا بياناً بوضوح في الحكومة العراقية بأن القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق موجودة بدعوة من الحكومة العراقية بغرض حصري هو قتال داعش ولا نريد لأراضينا أن تكون مسرحاً لأي عمل عدائي ضد أي من جيراننا بما فيهم إيران، وهذا بالتأكيد ليس جزءاً من الاتفاقية بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة».
وتابع صالح «صدام حسين كان دكتاتوراً فريداً واقترف جرائم تطهير عرقي وانخرط في أعمال عدائية عبر المنطقة ومثّل خطراً مباشراً على شعبه، وجيلي عاصر ذلك»، موضحا ان «العراقيين كانوا يتوقون لتغيير حقيقي، بالنسبة للديناميكيات داخل إيران فهي تعود للشعب الإيراني».
وعن موقف العراق من القضية الفلسطينية، قال صالح: إن «الحكومة العراقية تدعم موقف الشعب الفلسطيني في ان تكون له دولة ونحن ندعم موقف الفلسطينيين ولم نحضر الى ورشة العمل في البحرين»، مبيناً «نحن في النهاية نرى ما يراه الفلسطينيون صالحاً لهم».
في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية محمد علي الحكيم، عضو الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، وزير الدولة البريطانيّ لشؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون.
وقال الحكيم، في بيان للوزارة: إنه «التقى وزير الدولة البريطانيّ لشؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون خلال زيارته الى لندن»، مبيناً أن «الجانبين بحثا العلاقات الثنائيّة بين البلدين».
واكد الحكيم ان «العراق يسعى لإقامة أفضل العلاقات خدمة لمصالح البلدين»، مُبيِّناً أنَّ «العراق بيئة خصبة للاستثمار لما يتمتع به من ثروات كثيرة، واستقرار أمنيّ»، مشدداً على «ضرورة مُشارَكة الشركات البريطانيَّة في إعادة إعمار البُنى التحتيّة، والإفادة من خبراتها في تطوير البلاد».
وجرى في اللقاء، بحسب البيان، «بحث سُبُل فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، وتسهيل منح سمات الدخول للعراقيِّين الراغبين في زيارة بريطانيا، وقدَّم الوزير شكره وتقديره لمواقف بريطانيا الداعمة للعراق، مُشيراً إلى «ضرورة استمرار دعم الدول الصديقة».
إلى ذلك، قال وزير خارجية بريطانيا جيرمي هانت، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر : إن «المملكة ستعيد هذا الأسبوع تأكيد علاقاتها الوثيقة والتأريخية مع العراق»، مؤكداً «التزام المملكة بمواصلة دورها القيادي في العمل مع العراق، بشأن الأمن والدفاع والتجارة والرخاء الاقتصادي».
على صعيد آخر، قال وزير النفط العراقي إن التوترات الأخيرة في الخليج تشكل تهديداً خطيراً على السلام وحركة النفط في المنطقة.
وأكد ثامر الغضبان أن العراق «لن ينحاز إلى أي طرف وسط التوتر الحالي بالشرق الأوسط، في وقت يشهد تصاعداً للخلاف بين الولايات المتحدة وإيران».
وأضاف وزير النفط العراقي في مؤتمر بشأن نفط العراق بلندن: «لن ننحاز إلى بلدان بعينها أو نكون طرفاً في تحالف ضد دول أخرى».
وتابع قائلا في مؤتمر تنظمه شركة سي.دبليو.سي إن الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة في الشرق الأوسط، خاصة في خليج عمان «تشكل تهديداً خطيراً للسلام في المنطقة ولمرور ناقلات النفط في مضيق هرمز بحرية ودون انقطاع».