مؤتمر «الأدب الوجيز» التأسيسي في بيروت ينطلق عربياً ويُطلق جائزته الأدبية
صدرت عن مؤتمر الأدب الوجيز التأسيسي في بيروت الذي انعقد في 20 و21 حزيران الحالي، نتائج تضمّنها بيان ختامي، بلور القواعد التنظيريّة لهذه الحركة الفكرية الأدبية الواعدة، التي تستمدّ جوهرها من تجارب تراثية وآفاق تفاعلية عالمية وقواعد نقدية فحصها الملتقى في مئات المقالات والمشاركات والندوات، طيلة سنوات مديدة من التفاعل محلياً وعربياً.
وتنفرد «البناء» بنشر وثيقة البيان الختامي التأسيسي للمؤتمر لأهميتها الفكرية والتاريخية. وجاء فيها:
«البيان الختاميّ لمؤتمر الأدب الوجيز التأسيسي في بيروت 20 و21 حزيران 2019
انعقد مؤتمر الأدب الوجيز في بيروت بتاريخ 20 و21 حزيران 2019 تحت عنوان «الأدب الوجيز هويّة تجاوزيّة جديدة»، بحضور عددٍ من الأدباء والنّقّاد من البلدان العربيّة، وناقشوا على مدى يومين المسائل الفكريّة التنظيريّة الّتي توائم المنطلقات الأساسيّة الّتي قام عليها المؤتمر.
وقد صدرت عن المؤتمرين بعد التّداول والحوار النّتائج الّتي أفضت إلى التوصيات التالية:
تُعدّ كلمة المفكّر العربيّ «أدونيس» ركيزةً أساسيّةً اعتمدها المؤتمرون لما لها من بعدٍ فكريٍّ في تأصيل هويّة مؤتمر الأدب الوجيز كحالةٍ تجاوزيّةٍ عميقةٍ تستشرف آفاق المستقبل، والالتفاف حول حركة الأدب الوجيز ودعمها بتعميق تجربة مُطْلِقها الأستاذ أمين الذّيب وتعميمها.
أكّد المؤتمرون هويّة الأدب الوجيز كحالةٍ لتشكيل الوعي الجديد من خلال إمكانيّات التّجاوز والإيجاز باعتباره حاجةً فكريّةً معاصرة، وتأصيل النّوع من حيث المصطلح والتّكثيف والاستشراف والدّهشة والمفارقة الشّعريّة، والتقنيّات والخصائص والحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبيّة استنادًا إلى مفاهيم النّقد الجديد وآليّاته.
اتّفق المؤتمرون على تمكين الإيجاز بوصفه قولًا كثيراً مكثّفاً ينطوي على إمكانات هائلةٍ وينفتح على تأويلاتٍ عديدةٍ من شأنها أن تكسر القوالب التّعبيريّة السّائدة والأنماط البلاغيّة القائمة تماشياً مع متطلّبات العصر.
أكّد المؤتمرون أنّ الأدب الوجيز له أبعاده التاريخيّة في الشّعر والأدب والتّراث وأنّ الحاجة إلى تظهيره الآن هي من متطلّبات الحياة المعاصرة وبالتّالي فإنّه حالةٌ تطوريّةٌ استشرافيّة.
شكّل المؤتمر قاعدة انطلاقٍ للأدب الوجيز من خلال المرتكزات النقديّة الّتي طُرحت في المؤتمر على أن يُصار إلى تعميمها والانطلاق من خلالها لتأسيس ملتقيات للأدب الوجيز في البلدان العربيّة، وتشميلها بمؤتمراتٍ تؤسّس لنظريّةٍ نقديّةٍ تتناول الأدب الوجيز. ويطمح المؤتمر أن يجد الأدب الوجيز له مساحةً في المناهج الجامعيّة مستقبلًا.
ثمّن المؤتمرون جائزة الأدب الوجيز العربيّة الّتي أطلقها ملتقى الأدب الوجيز، كحالةٍ إيجابيّةٍ تعزّز الحالة الإبداعيّة في البلدان العربيّة.
كلّ ما طُرح في المؤتمر من حواراتٍ وقراءاتٍ نقديّةٍ سيتمّ توثيقه في كتابٍ يكون قاعدة انطلاقٍ لمرتكزات الأدب الوجيز.
بكم نكبر وبإبداعاتكم نضيء وإلى ملتقياتٍ جديدةٍ للأدب الوجيز في جميع البلدان العربيّة.