خدمات مؤسساتنا.. وقيمتها..
في إشارة إلى كتابهما unlocking public value يطرح كل من مارتن كول وجريج بارستون نموذجاً جديداً لرفع مستوى الأداء المؤسسي وعلى وجه خاص الحكومي.
فيدخلا من باب معضلة القطاع العام بعدم وجود منهجية لتعريف الأداء ذي المستوى المرتفع وكيفية قياسه والوصول إليه مروراً بتشكيك المواطنين والمتعاملين مع الحكومة في القيمة المقدمة منها إلى ممارساتها لرفع سقف توقعات المتعاملين معها!
وما بين إدارة النتائج وإدارة الأداء هناك قيمة تسمى قيمة الخدمات الحكومية، قيمة لا ترتبط بتحقيق النتائج المبتغاة ولا بخفض التكاليف فقط، بل بتحقيق الهدفين معاً إلى جانب فهم الأولويات الاستراتيجية.
فيبتكر المؤلفان نموذجاً لقيمة الخدمات الحكومية يقيس إلى أي مدى تجيد المؤسسات تحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف عاماً بعد آخر، وكيف تقيّم هذه المؤسسات أداءها وتقارنه مع غيرها، وكيف تكشف فاعلية تكاليفها انطلاقاً من المقومات الأساسية لقيمة الخدمات الحكومية المتجلية بالمهمة والوظائف والقدرات الجوهرية وأصحاب المصالح والعملاء والمواطنين وتوقعاتهم للنتائج التي تسعى الحكومات تقديمها وما هي المعايير العملية لاستخدامها في القياس!
وعلى اعتبار أن البيان الواضح الملامح لأهداف كل مؤسسة يكفي كسبب لوجودها ومن المفترض أن يخسر المجتمع شيئاً ما في حال غيابها، وعلى اعتبار أن منهجيّة قياس قيمة الخدمات الحكومية تعتبر الأولوية للمواطنين والمستفيدين منها، يراودني: هل هناك مؤسسات وإدارات ومديريات أهدافها واضحة لن يتأثر المجتمع بوجودها ولا حتى بغيابها!!
ريم شيخ حمدان
سورية