حزب الله: إذا حصلت مواجهة بين أميركا وإيران المنطقة كلها ستشتعل
استبعد حزب الله وقوع حرب بين إيران والولايات المتحدة، لكن في حال حصلت فإن المنطقة كلها ستشتعل. ونوّه بـ»الإجماع اللبناني ضد صفقة القرن وضد التوطين»، متهماً بعض الحكام العرب بالتآمر على لبنان. وأوضح أن «لبنان محصّن أمام العدو، ولكنه ليس محصناً أمام الفساد والهدر»، مشيراً إلى أن «المشكلة في لبنان ليست في قلة الفلوس وإنما في فائض اللصوص».
وفي السياق، استبعد نائب الأمين لعام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وقوع حرب بين إيران والولايات المتحدة، لكن في حال حصلت فإن المنطقة كلها ستشتعل، ونحن جزء من المنطقة وجزء من التطورات التي ستحصل، لأن هناك تدخلاً من «إسرائيل» ومن أميركا وهناك أمور كثيرة ستحصل على الأرض.
وأضاف الشيخ قاسم في مقابلة تلفزيونية مع قناة «أي نيوز» «لذلك أنا قلت إن الأمور إذا اشتعلت فلا أحد يعلم مدى امتداد الاشتعال والحريق، ولا كيف ينتهي، وما هي النتائج، والكل سيكون معنياً في ما يحصل». وحول احتمال شنّ «إسرائيل» عدواناً جديداً على لبنان قال الشيخ قاسم: «من يراقب الوضع الميداني والسياسي الإسرائيلي، يرَ أن فكرة أو فرصة الحرب على لبنان غير متاحة وغير مطروحة في المرحلة الحالية، لأن إسرائيل منشغلة بظروفها الداخلية. وسياسياً لا يوجد فيها حكومة بعد، وهم مشغولون بالانتخابات، أيضا تتأمل إسرائيل أن تحصد شيئاً من صفقة القرن المزمعة سياسياً، فإذا حصلت في السياسة فهذا أفضل لها».
وأضاف «اسرائيل لديها جبهة داخلية متوترة وخائفة، لأنه إذا سقطت الصواريخ عليها فستكون الخسائر كبيرة، وهم ليس لديهم حل للجبهة الداخلية».
وقال الشيخ قاسم إن «القوات البرية الإسرائيلية التي يعتمد عليها من أجل أن تقاتل هي ضعيفة، وبالتالي يفكرون باستبدالهم بالريبوتات لتخفيف الخسائر عند أي مواجهة، وهذه نقطة ضعف حقيقية».
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله أنه توجد «مجموعة أمور موجودة تدل على أن إسرائيل ليست الآن بوارد الحرب، لكن هناك لازمة مضطرون أن نقولها دائماً، ليكون الأمر واضحاً. الفرق بين التحليل السياسي الذي يقول إنه لا حرب في الأفق، وبين الاستعداد والجهوزية عند حزب الله فيما لو حصلت الحرب أن يكون جاهزاً في الميدان وحاضراً لها، مهما كانت، وكيفما كانت، بكل القوى، وكل الإمكانات».
وتطرق قاسم إلى «القمة الأمنية التي انعقدت في الكيان الإسرائيلي وضمّت أميركا وروسيا، وقال إنها كانت قمة فاشلة من جهة الإسرائيلي، لأنه أراد أن يأخذ من الروسي التزامات بالسياسة لها علاقة بمتطلبات إسرائيل في المنطقة، – يعني في سورية ومواجهة إيران وما شابه – لكن الروسي أكد انه متعاون مع إيران خلال كلمته الافتتاحية، وأكد أن له علاقة قوية مع سورية، وهما يواجهان الارهاب معاً، فهو بطريقة قال فيها للاسرائيلي، أنا مع أمنكم، ولكن لا تطلبوا مني أي شيء بالسياسة في ما يتعلق بالمنطقة».
ورأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن «صفقة القرن هي إحدى الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية، ومعها أموال بعض حكام الخليج، وهم يستخدمون هذه الأداة لتطويق إيران».
وأضاف خلال حفل إطلاق الأنشطة الصيفية في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك: «إننا نقدّر كثيراً الإجماع اللبناني السياسي على رفض صفقة القرن، إنه دليل على أن لبنان منيع وقويّ ومحصّن، خاصة في ما يتعلق بالإجماع على رفض التوطين». ونوّه بـ»الإجماع اللبناني ضد صفقة القرن وضد التوطين»، متّهماً بعض الحكام العرب بالتآمر على لبنان، لأن «مَن يرد التوطين في لبنان فهو المتآمر عليه، وكل من يدعو إلى التوطين في لبنان هو عدو للبنان، سواء كان أميركياً أو عربياً أو خليجياً».
ورأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني في حسينية قبريخا، أن «الموقف التاريخي الشجاع والموحّد لشعب فلسطين، وجّه الضربة القاتلة لورشة المنامة، وقطع الطريق على ورشة بيع فلسطين وتمرير مشروع صفقة القرن».
وقال: «في لبنان كان هناك إجماع من كل الطوائف والمذاهب والقوى السياسية برفض التطبيع وورشة المنامة و»صفقة القرن»، وكل الإغراءات والمكرمات التي تريد أن تخرج لبنان عن ثوابته بالتمسك بحقه. هل يعتبر اللبنانيون أن موقف السعودية الداعم لـ»صفقة القرن»، أي الداعم للتوطين في لبنان هو في موقع الصداقة لهم؟ هل موقف الإمارات والبحرين في موقع الصداقة للبنان وهل هم يخدمون لبنان عندما يسيرون بمشروع صفقة القرن أم أن هذا الموقف عدائيّ وعدوانيّ على لبنان؟ ورأى أن «لبنان في مواجهة تداعيات ورشة المنامة و»صفقة القرن»، هو في دائرة الاستهداف القريب وليس البعيد، ولولا حصول انتخابات جديدة في إسرائيل، لكان لبنان قاب قوسين أو أدنى من فرض التوطين كأمر واقع معترَفٍ به عربياً، ولا سيما أن هناك أيادي عربية تعمل على توجيه السهام إلى لبنان وتهديده».
وشدّد على أن «قوة لبنان في مواجهة تداعيات «صفقة القرن»، هي التمسك بالمعادلة الاستراتيجية، الجيش والشعب والمقاومة، ولا سيما أن المقاومة بقوتها والتي تزداد يوماً بعد يوم، تجعل لبنان في الحصن الحصين أمام كل مخاطر صفقة القرن».
وأوضح أن «لبنان محصّن أمام العدو، ولكنه ليس محصّناً أمام الفساد والهدر، و»حزب الله» لا يزال على موقفه في مقاومة الفساد والهدر، لأننا نعتبر أن المخاطر حقيقية وتهدد كل اللبنانيين بحاضرهم ومستقبلهم».
وختم: «ناقشنا الموازنة بثبات ورؤية وخلفية مكافحة الفساد والحد من الهدر، وكان موقفنا ثابتاً وأبلغ للجهات المعنية برفض الحزب بشكل حاسم وقاطع ونهائي، زيادة 2 ضريبة على البضائع المستوردة».
وشدّد المستشار السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسين الموسوي، «أن المطلوب منا بكل قوة حفظ وحدتنا الوطنية والبقاعية والجنوبية والعربية والمصيرية». وأكد الموسوي خلال حفل تأبيني في مدينة بعلبك «ان معركتنا مع أميركا والصهيونية وعملائهم، حيث كانوا لن تنتهي الا بانتصاركم وثقوا بذلك». ورأى «أن المتفرجين على الظلم الذي يمارسه بعض الأشخاص والمجموعات في منطقتنا من قتل وفوضى وإحداث فتن، مسؤولون أمام الله، والساكت عن الحق شيطان أخرس».
وأكد النائب إبراهيم الموسوي حق الناجحين بمباريات مجلس الخدمة المدنية إلحاقهم بوظائفهم، وقال في كلمة ألقاها في احتفال في بلدة الطيبة: «الذين نجحوا في امتحانات مجلس الخدمة المدنية احتاجتهم الدولة اللبنانية في الإدارة وخضعوا لامتحانات نجحوا فيها، هؤلاء فيها لهم حق علينا جميعاً، لهم حق على رئاسة الجمهورية وعلى رئيس مجلس الوزراء وعلى رئيس مجلس النواب وعلى الوزراء والنواب وعلى الجميع، وهؤلاء يصرخون صرخة ضمير لكل إنسان مسؤول، إذا كان الموضوع توازناً طائفياً، فهو في الفئة الأولى، أما في الفئات الأخرى فليسمحوا لنا، هذا الموضوع يجب أن يتم الالتفات إليه وأن يحل بشكل نهائي».
وقال: «الكلام الذي قيل في موضوع وزارة الاتصالات سابقاً وحالياً يستدعي تحرك القضاء فوراً، ولكن للأسف القضاء صار عندنا مسيّساً، وهذا لا يبني وطناً أبداً، ونحن لا نرضى بأن نكون شهود زور، بل سنبقى ندافع عن كل إنسان في هذا الوطن، وعن كل صاحب حاجة».
وختم الموسوي: «المشكلة في لبنان ليست في قلة الفلوس وإنما في فائض اللصوص، فليقرروا وقف الهدر والفساد وعندها وضع البلد «بيظبط»، في الجمارك اللبنانية وحدها وضع «سكانر» يزيد الواردات ملياراً و600 مليون دولار سنوياً، ناهيك عن الأملاك البحرية والبرية والمشتقات النفطية التي نسأل لماذا تستفيد من استيرادها عائلات عدة ولا يستفيد منها الوطن؟».