موسكو تعلن عن احتمال عقد قمة ثلاثيّة جديدة حول سورية
أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف عن احتمال عقد قمة ثلاثية جديدة حول سورية.
ووفقاً لموقع «روسيا اليوم» أكد بيسكوف للصحافيين أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بحثا على هامش قمة العشرين في أوساكا في اليابان عقد قمة ثلاثية جديدة حول سورية.
وقال بيسكوف: «هناك تفاهم بأن هذه القمة ستتم قريباً»، مشيراً إلى أن الكرملين سيبلغ الصحافيين بموعد عقدها بعد تأكيده بشكل نهائي.
وجدّد رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا حول سورية «روسيا وإيران وتركيا» خلال قمة في سوتشي شباط الماضي التأكيد على التزامهم الثابت بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها.
وفي هذا السياق، ناقش رئيس هيئة أركان الجيش الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف، الوضع في سورية، في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره التركي، يشار غولر.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الطرفين بحثا، أثناء الاتصال «الوضع في سورية بما في ذلك منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتبادلا الآراء حول ضمان الاستقرار في المنطقة».
ويبقى الوضع في محافظة إدلب، المعقل الأخير للمعارضة المسلحة في سورية، موضع حوار مستمر بين روسيا وتركيا، وسط إخفاق الدولتين في تحقيق بنود المذكرة الموقعة من قبل رئيسيهما، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، في سبتمبر 2018، حول حل الأزمة في إدلب، خاصة في ما يتعلق بالفصل بين «المعارضة المعتدلة» المدعومة من أنقرة و»الإرهابيين».
وازداد الوضع في إدلب حدّة في الأشهر الأخيرة، وسط تكثيف عمليات الجيش السوري ضد المسلحين في المنطقة ومخاوف دولية من حدوث كارثة إنسانية، في حال شنت دمشق هجوماً واسع النطاق في مدينة إدلب ومحيطها.
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تدرس بيانات العدوان الصهيوني الذي وقع في محيط دمشق وحمص، وأكد أن موسكو تدعو لاحترام القوانين الدولية.
وأكد لافروف: «بلدنا سوف يبني تقييماته على القرارات الحالية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وأشار لافروف إلى أهمية احترام وتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن موسكو تعتبرها منطلقاً لتقييم أي أفعال تقوم بها أية جهة في المنطقة.
وكان التلفزيون السوري قد نشر لقطات عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف سورية الأحد.
ووفقًا لوسائل الإعلام السورية، استشهد نتيجة الهجوم على أطراف العاصمة، أربعة أشخاص وأصيب أكثر من 20 بجراح بدرجات متفاوتة من الشدة.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت أن العدوان الصهيوني الذي تعرّضت له الأراضي السورية، الليلة قبل الماضية، شاركت فيه بوارج صهيونية من البحر.
وقالت المصادر «إن الدفاعات الجوية السورية تمكّنت من إسقاط الصواريخ التي أطلقتها بوارج صهيونية من البحر قبل وصولها إلى أجواء المياه الإقليمية السورية، مشيرة إلى أن صواريخ «إس200» في منظومة الدفاع الجوي السورية أسقطت ستة صواريخ صهيونية كانت تستهدف مواقع عسكرية في حمص».
وتعرّضت عدة مناطق سورية بعيد منتصف ليل الأحد لعدوان نفذته طائرات حربية صهيونية من الأجواء اللبنانية.
وقال مصدر عسكري سوري إن «وسائط الدفاع الجوي السورية تصدّت لصواريخ معادية أطلقتها طائرات حربية صهيونية من الأجواء اللبنانية باتجاه بعض مواقعنا العسكرية في حمص ومحيط دمشق»، ما أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين بينهم طفل وإصابة آخرين في بلدة صحنايا في ريف دمشق الجنوبي.
وفي سياق متصل، أعلنت شركة صهيونية متخصصة في تحليل صور الأقمار الصناعية أن روسيا استكملت نصب جميع بطاريات منظومة صواريخ «إس 300» المضادة للجو في منطقة مرتفعة ببلدة مصياف السورية، بحسب زعمها.
وأفاد تقرير نشره موقع «The Times of Israel» بأن الشركة الصهيونية المختصة قالت عن نظام الدفاع الجوي «إس 300» في سورية يبدو أنه يعمل بأكمله، محذراً من أن ذلك يشير إلى وجود تهديد أكبر لقدرة الكيان الصهيوني على شن غارات جوية ضد القوات السورية والإيرانية.
ولفت التقرير إلى أن صور الأقمار الصناعية في أوقات مختلفة أظهرت في 19 فبراير الماضي أن 3 بطاريات من أصل أربع نصبت بالكامل في قاعدة في بلدة مصياف، الواقعة شمال غرب سورية، وهي تعمل على الأرجح، إلا أن الصور الجديدة أظهرت أن البطارية الرابعة أخذت مكانها هي الأخرى، بعد تسعة أشهر من قيام روسيا بتزويد سورية بهذا النظام المتطوّر للدفاع الجوي.
وكانت الشركة الإسرائيلية ذاتها المتخصصة في تحليل صور الأقمار الصناعية قد شككت حينها في أن البطارية الرابعة «ربما تكون غير صالحة أو هي مجرد هيكل غير حقيقي أو عنصر للخداع».
وذكر التقرير أن الكيان الصهيوني هدد بتدمير منظومة «إس 300» إذا تم استخدامها ضد طائراته المقاتلة، بغض النظر عن رد فعل روسيا المحتمل من ذلك.
وكانت روسيا أعلنت أنها ستزوّد الجيش السوري بنظام دفاع جوي متطوّر بعد إسقاط طائرة استطلاع روسية خلال غارة جوية صهيونية على سورية في سبتمبر الماضي، واتهمت موسكو تل أبيب علانية، وفق التقرير، بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة ومقتل من فيها، مشيرة إلى أن الطيارين الصهاينة استغلوا طائرة الاستطلاع الروسية بمثابة غطاء خلال تلك الغارة، فيما ألقت «تل أبيب» باللوم على القوات السورية التي أطلقت دفاعاتها الجوية بعنف وواصلت إطلاق النار حتى بعد مغادرة الطائرات الصهيونية للمنطقة.
وأشار التقرير الصهيوني إلى أن روسيا رأت أن منظومة صواريخ «إس 300» التي زودت بها سورية في أعقاب حادثة سبتمبر، ستؤدي إلى «تبريد الرؤوس الحامية» في المنطقة، مضيفاً أن موسكو زوّدت دمشق، علاوة على منصات الصواريخ المضادة، برادارات وأنظمة استهداف ومراكز قيادة.