استشهاد 3 مدنيين وإصابة 8 آخرين إثر تفجير إرهابي في مدينة السويداء.. والجيش يوقع قتلى ومصابين بين «النصرة» في ريف حماة الشمالي
قال المحلل السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، إن «المبعوث الأممي في سورية، غير بيدرسون، يحاول التوصل إلى تقارب في المواقف بين الحكومة والمعارضة، ولكن للأسف الشديد المعارضة لا توجد لديها إرادة استكمال تشكيل اللجنة الدستورية بشكل نهائيّ».
وأوضح أن «جهود بيدرسون مرحّب بها، لكن الأمر مختلف تماماً، ومن الواضح أنه ليس هو مَن يتخذ القرار»، مبيناً أن هناك «عوامل أخرى منها تصرفات المعارضة والضغوط الخارجية عليها».
وأكد أونتيكوف أن «المشكلة ليست في الحكومة السورية، فهي وافقت على تشكيل اللجنة الدستورية وتقدّمت بأسماء اللجنة»، لافتاً إلى «أننا ننتظر خطوات من قبل المعارضة التي تعرقل تشكيل اللجنة بحسب تصريحات متعددة للمسؤولين الروس».
وأشار إلى أن «الولايات المتحدة ودولاً أوروبية لا تريد تجاوز الخلافات حول اللجنة الدستورية، الذي يُعدّ انتصاراً كبيراً لروسيا والدول الضامنة لأستانا».
وذكر أن «هناك محاولات أميركية لنقل موضوع اللجنة الدستورية لديها كي تنضم وتشارك في تشكيل اللجنة وهو ما يزيد من المشكلة ويعرقلها أكثر».
وبدأ مبعوث الأمم المتحدة لسورية، غير بيدرسون، الخميس، زيارة للعاصمة الروسية موسكو، تستمرّ يومين، قبيل زيارة مقررة للعاصمة السورية دمشق، في إطار مساعيه إطلاق اللجنة الدستورية السورية.
ميدانياً، أدى انفجار إرهابي إلى استشهاد 3 مدنيين وإصابة 8 آخرين كحصيلة نهائية لعملية انتحارية ضربت مدينة السويداء جنوب سورية صباح أمس.
وكشف المصدر عن أن التفجير تم بواسطة دراجة نارية مفخخة يقودها انتحاريان.
وبيّن المصدر أنه «تم نقل جثامين ثلاثة شهداء مدنيين إلى مشفى السويداء الوطني»، مشيراً إلى وجود أشلاء يرجّح أنه تعود للإرهابيين اللذين فجرا نفسيهما.
وأشار المصدر إلى أن الطواقم الطبية في المشفى الوطني بالسويداء تقدّم الإسعافات اللازمة لعدد من المصابين الذين تمّ نقلهم إلى المستشفى وحالات بعضهم خطيرة.
ووفقاً لمصدر، فإن الطريق الذي وقع فيه الانفجار يعجّ بالمارة من المدنيين، ويعتبر مركزاً للمطاعم والمحال التجارية والمتنزهات وفيه فندق العامر الذي وقع الانفجار قربه.
إلى ذلك، سقط العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين بضربات مكثفة لوحدات من الجيش السوري على مقارهم ومحاور تحركهم في ريف حماة الشمالي، وذلك رداً على اعتداءاتهم المتواصلة على المدنيين في القرى والبلدات الآمنة.
واستشهدت أول أمس، طفلتان وأصيب 3 مدنيين بجروح في اعتداء إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» بالقذائف على قريتي العزيزية والرصيف شمال غرب حماة.
وذكر مصدر أن وحدات من الجيش وبعد رصد ومتابعة لتحركات مجموعات إرهابية من «جبهة النصرة» و»كتائب العزة» في قرية الزكاة وبلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي نفذت فجر أمس، رمايات مكثفة على مواقعهم المحصنة وخطوط إمدادهم.
وبين المصدر أن الرمايات أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير إمدادات لهم.
وعلى محور قرية الجبين بالريف الشمالي أيضاً دمّرت وحدة من الجيش بصاروخ موجه عربة مصفحة لإرهابيي النصرة أسفر أيضاً عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين المرافقين للعربة.
ويواصل الجيش السوري استهدافه مواقع وتحصينات وتحرّكات المجموعات المسلحة على محاور أرياف حماة وإدلب وحلب بهدف قطع إمدادات الإرهابيين واستنزاف قواهم على جبهات القتال، فيما بقيت خرائط السيطرة ثابتة في الأيام الأخيرة.
ونقل عن مصدر عسكري أن الجيش السوري بدأ اتباع أساليب «حرب الاستنزاف» عن طريق استهداف طرق إمداد وتحرّكات الإرهابيين في العمق على محاور أرياف حماة وإدلب وحلب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف من هذا التكتيك هو استنزاف قوى المجموعات المسلحة، مشيرة إلى أن خريطة الوضع الميداني، لا تزال على حالها رغم ضراوة المعارك، واستماتة الإرهابيين في إحداث أي خرق يسمح لهم باستعادة الاستثمار والتحشيد الإعلامي.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن الشراكة الروسية مع تركيا وصلت إلى مستوى استراتيجي، وأنه على اتصال دائم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال بوتين في احتفال تقديم أوراق اعتماد السفراء في الكرملين «وصلت الشراكة مع جارتنا تركيا إلى مستوى استراتيجي، ونحن على اتصال دائم مع الرئيس رجب طيب أردوغان».
ووفقاً لبوتين، فإنه يجري تنفيذ مشروعات على قدر كبير من الأهمية، مثل بناء محطة الطاقة النووية «أكويا» وخط أنابيب الغاز «التيار التركي».
وكانت صحيفة سورية تحدثت عن تحركات سياسية في ملف الشمال السوري، وتوقعت اتخاذ تركيا اتجاهات في سياساتها الميدانية في إدلب مغايرة لتوقعات المجموعات المسلحة المرتبطة بها.
وأشارت صحيفة «الوطن» إلى أن ملف إدلب والشمال السوري وبالتوازي مع العمليات العسكرية، يشهد تحركات سياسية بالإضافة إلى تصريحات روسية وتركية تشير إلى احتمال تغير في الموقف التركي لا يتوافق مع توقعات الفصائل المسلحة.
واعتبرت الصحيفة أن الإعلان الروسي عن احتمالات تأجيل «أستانا»، يعزز التأكيدات، بأن مرحلة ميدانية جديدة على وشك الانطلاق، وبأن: «أيام الإرهاب في مناطق إدلب وريف حماة الشمالي باتت معدودة، وعليه يمكن فهم التحركات التركية ومعها التعزيزات في إطار محاولة لذر الرماد في عيون الأدوات، والإيحاء بتواصل الدعم التركي، والذي لن يحصل على ما يبدو خلال المعارك المستمرّة شمالاً».
ولفتت الصحيفة إلى أن: «هذه المعطيات تسير على النحو الذي يحقق أهداف دمشق، وجاءت بالتوازي مع غارات جوية روسية قتلت 15 مسلحاً وجرحت 10 آخرين بعضهم حالاتهم حرجة، من ميليشيا «جيش النخبة» المنضوية ضمن ما يسمّى «الجبهة الوطنية للتحرير».