سيرة حياة داود قسطنطين الخوري من روّاد المسرح الغنائي في كتاب جديد
رشا محفوض
يعدّ الأديب والمسرحي السوري داود قسطنطين الخوري 1860-1939 أحد روّاد المسرح الغنائي في سورية والعالم العربي وتكمن أهمية مسرحيّاته في مضامينها الوعظية والإرشادية التي تحضّ على الوفاء وحفظ العهود والمواثيق والتمسّك بالعروبة وتراثها وتحارب الرذيلة.
ويوضح الكتاب الصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب بعنوان «المسرح الغنائي العربي ومسرحيات المعلم داود قسطنطين الخوري» من تحقيق ودراسة وتصحيح الفنان المسرحي محمد العواني أن دفاع الخوري عن العرب والعروبة جاء من إيمانه بانتمائه الفكري والروحي، لذلك يجد القارئ في تراثه الشعري والمسرحي التمجيد بالعرب ولغة الضاد ولا سيما سورية العربية الطبيعية.
والكتاب اعتمد فيه العواني على الطبعة الوحيدة لأعمال الخوري الشعرية والمسرحية التي جمعها ونسقها الباحث الدكتور الراحل شاكر مصطفى وصدرت عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي سنة 1964.
ويتضمّن الكتاب سيرة حياة الخوري من المولد والنشأة والموقف الوطني والقومي العربي وسمات مسرحياته لجهة البناء المسرحي والاقتباس والحبكة والشخصيات والصراع الدرامي واللغة والحوار والمكان والزمان والموسيقى والغناء.
ويوضح الكتاب أن مسرحيات الخوري سارت على نهج القباني في الأوبريت الغنائي من استخدام اللغة الفصحى مع العامية لتغدو لغة مفهومة من قبل كل شرائح المجتمع في تلك الفترة والمزج بين الشعر والنثر في الحوار المسرحي.
ويستعرض الكتاب الذي يقع في 419 صفحة من القطع الكبير بعضاً من مسرحيات الخوري ومنها رواية العفاف في رواية «الأميرة جنفياف» و»الصدف المدهشة» و»اليتيمة المسكوبية» و»عمر بن الخطاب والعجوز» و»الابن الضال».
وحسب الكتاب فإن الخوري ألف 8 مسرحيات من نوع الأوبريت الغنائي ومسرحيتين كتبهما بالاشتراك مع رفيق دربه يوسف شاهين وتعرف على أبي خليل القباني في دمشق عام 1879 حيث عمل معه حتى أحرق المتطرفون مسرحه.