«دراما خبز الحياة… ما لها وما عليها» على طاولة «أماسي»… أخذ ورد ومكاشفات
دمشق ـ آمنة ملحم
جدالٌ واسعٌ.. وحالة مدّ وجزر تعيشها مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني مع آراء متلوّنة حول المشروع الأخير «خبز الحياة» الذي أطلقته مع مديرها المخرج زياد جريس الريس والذي أنتجت عبره ستة أعمال درامية لموسم رمضان، في حين كانت تنتج ثلاثة أعمال كحدّ أقصى في السنوات الماضية.
المتابع لما يدور في الأروقة بين أهل المهنة عموماً يلاحظ حالة التضارب في الآراء بين مبارك ومشجّع للمشروع وبين رافض له بشكل كلّي، وللوقوف على هذه الآراء ومناقشتها خصّصت «أماسي» جلستها الأخيرة لهذا المشروع بعنوان «دراما خبز الحياة.. ما لها وما عليها» استعرض مدير الجلسة ملهم الصالح بشفافية عالية كل الآراء التي تناولت المشروع الإيجابية منها والسلبية ووضعها على طاولة النقاش فحصد تفاعلاً موضوعياً من مدير المؤسسة المخرج زياد الريس وكذلك من الحضور.
الريس خلال الأمسية ناقش بلهجة المتفائل والواثق، وأكّد أن الخطوة الأولى من المشروع أنجزت كما رسم لها معرباً عن فخره بالنتاج الذي قدّم، مفصّلاً نقاطاً عدة بالأرقام والوثائق، ومن ضمن ما طرحه، بيّن أن أحد الأعمال المنتجة «عن الهوى والجوى» حقّق أعلى نسبة مشاهدة على «اليوتيوب» بين الأعمال السورية، كما استطاعت المؤسسة بيع عملين «غفوة القلوب، وشوارع الشام العتيقة» لقنوات عربية بعدما كان من الصعب سابقاً تسويق أعمال المؤسسة الحكومية في القنوات الخارجية، كما وقّعت المؤسسة مع مشروع «خبز الحياة» بخطَوته الأولى أكثر من 1500 عقد مع ممثلين نجوم، وشباب من الأكاديميين وكذلك مع الفنيين هذا عدا عن الإيرادات المرتفعة التي حصدتها من موسم رمضان فقط، والتي تفوق ما كانت تحقّقه المؤسسة في السنوات الماضية.
وحول مستوى الأعمال المنجزة ضمن المشروع وما أثير حولها ومحاولات الطعن التي طالتها لفت الريس إلى أن وزير الإعلام كلّف لجنة للإطلاع على سوية تلك الأعمال قبل العرض، وكانت برئاسة الفنان دريد لحام والذي أصدر تقريره وكان عنوانه «الأعمال مكتملة العناصر الفنّية وذات مستوى جيد».
ونوّه الريس إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضت على البلد ككلّ كان لها تأثيرها على الخطوة التالية من المشروع، حيث خفضت المخصّصات لقطاعات الدولة كافة، ولكن المؤسسة ستحاول البحث عن حلول بديلة، وان مشروعها المقبل سيكون مسلسل «حارس القدس» المطران كبوتشي سيناريو حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب والذي من المفترض أن ينطلق منتصف تموز المقبل، وهو ضمن الإنتاجات عالية التكلفة، على أن تنتج المؤسسة عملين آخرين للعام 2020، كما أن على طاولة المؤسسة مشروع شراكة مع القطاع الخاص لإنتاج عمل درامي.
وفي نقاش فُتح خلال الأمسية مع الحضور قدّم الفنان هشام كفارنة في مداخلته رأيه بضرورة تحقيق تكافؤ الفرص في مشروع «خبز الحياة»، وعدم تكرار ظهور الفنانين بأكثر من عمل، وكذلك ضرورة حصر الفرص بالأكاديميين والفنانين النقابيين لحماية المهنة، وإعادة النظر بالأجور.
وعقب الريس هنا بأن تكرار بعض أسماء الفنانين في الأعمال التي أنجزت كان لأن قلّة من الفنانين آمنوا بالمشروع في بدايته، بينما كثر من سخر منه وتعاملوا معه بقسوة، فمعادلة المشروع كانت أربح قليلاً، ولكن حقّق ظهوراً أكثر بالأجر نفسه، وأكد أن 95 في المئة من العاملين بالمشروع من النقابيين والمتخرجين، أما من ناحية الأجور بالمؤسسة، فهي محكومة بأنظمة وقوانين لا يمكن تجاوزها.
وفي مداخلة للفنانة فيلدا سمور حول تغييب بعض الأسماء عن المشروع أكّد الريس بأن المؤسسة لا تتعامل وفق أي موقف تجاه فنان ولا وجود لأي نيّة سيئة تجاه أحد، بل كل الفنانين مرحّب بهم في المؤسسة ضمن ما هو متاح، ومن لم تسنح له الفرصة في الخطوة الأولى للمشروع فربما تتاح له الخطوات المقبلة.
وأعرب الريس عن فخره بكلّ ما أنجز ضمن المشروع من الناحية الفكرية والإنسانية.
وكان للمشاركين في المشروع مداخلاتهم فلفتت الشابة هديل إسماعيل كاتبة «غفوة القلوب» إلى أن خطوتها مع «خبز الحياة» أضافت لها الكثير واعتبرتها خطوة إيجابية تدفعها لتقديم المزيد مستقبلاً.
وكذلك مخرج «غفوة القلوب» رشاد كوكش أعرب عن سعادته بوجوده ضمن هذا المشروع منوهاً بأنه يعتبر العمل ظلم من ناحية ساعات العرض مطالباً المؤسسة لاحقاً في التركيز على ساعات العرض التي تحقّق فرصة أفضل للأعمال.
ولفتت الإعلامية رنيم الباشا التي شاركت برباعية ضمن عمل «ومضات» إلى أن المشروع يعتبر تجربة جريئة وتحمل مسؤولية موجّهة شكرها للمؤسسة على تبنّي أفكار الشباب.
كما أعرب الكاتب زكي مارديني عن سعادته بالفرصة التي منحت له عبر مسلسل «أثر الفراشة» كممثل بمساحة كبيرة للظهور بعد تقديمه أعمالاً مسرحية كثيرة، متمنياً من المؤسسة التركيز على السرعة في قراءة النصوص من قبل لجنة القراءة والبتّ فيها.
كما نوّه المخرج سمير ذكرى بأهمية ما تقدّمه المؤسسة رغم الصعوبات مؤكداً على ضرورة العمل بروح الجماعة لإنتاج أعمال درامية تبرهن للعالم أننا موجودون وصامدون.
وأوضح الناقد أحمد هلال أن مشروع «خبز الحياة» انسجم مع فكرته كمشروع بكل معنى الكلمة، من حيث العمل بشكل جماعي وبروح الفريق، وهذا ما تحتاجه الدراما لنجاحها.
والأعمال التي أنتجتها المؤسسة ضمن هذا المشروع للموسم الحالي هي.. «عن الهوى والجوى»، «أثر الفراشة»، «غفوة القلوب»، «ناس من ورق»، «ومضات» و»شوارع الشام العتيقة».
واختتمت الأمسية 28 من «أماسي» بتقديم درع تكريمية لمشروع «خبز الحياة» قدّمته وزارة الثقافة للمؤسسة وتسلّمه المخرج زياد الريس مدير المؤسسة. و»أماسي» ندوة تقعد في الخميس الأخير من كل شهر بإدارة الإعلامي ملهم الصالح في المركز الثقافي في أبو رمانة.