ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…

تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.

وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.

كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.

إعداد: لبيب ناصيف

المميّز رفيقاً ومنفذاً وأميناً وعميداً محمود غزالة

قد تختلف معه بالرأي، انما لا تملك الا ان تحبه، فهو لم يدخل الحقد الى قلبه ولم يعرف الكراهية في تعاطيه مع رفقائه وزملائه واصدقائه.

لم اعرفه الا مناضلاً، ولم التق به الا والحزب وجدانه وشرايينه وعقله وقلبه وكل «كله».

منذ الستينات ونحن معاً، وان لم نلتق الا في مناسبات حزبية، وما اكثرها، وقليلة منها مناسبات شخصية عندما كنت ازوره في منزله في زقاق البلاط او اقصده للاطمئنان عنه وقد انتقل الى مشغرة.

ومعه عرفت عقيلته العزيزة الرفيقة رباب فخرالدين وشقيقها الرفيق القومي الاجتماعي ايماناً والتزاماً وسلوكاً: حسن فخرالدين، وتكر الاسماء الغارسة في الوجدان والذاكرة فلا تبارحها، ولن، الا مع دقائق الرحيل الاخير.

الامناء: عبدالله محسن، اميل رفول، شفيق ناصيف، عطية الحاج، الرفقاء الشهداء وقد عرفت شخصياً المميّز الرفيق كميل بركة 1 ، والرفقاء الاحباء الكثر، المرحومين زكي ناصيف، مأمون وامين منصور، سمير جواد 2 ، او الذين ما زالوا ينبضون بحياة الحزب، وهم اوفياء: الامناء هيام محسن، صفية ناصيف، سماح مهدي، واتوقف فلا اورد اسماء العشرات من الرفقاء ممن عرفت منذ الستينات، وبقينا.

في سن الفيل عندما تولى مسؤوليات حزبية، وفي تعاونيات الحزب وقد كان من بين المؤسسين الاوائل، في مشغرة التي رافقته ورافقها، في زقاق البلاط التي عرفت حضوره الحزبي المميز ورافقت سهره ومتابعته لبطولات رفقائه والوطنين في فترة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت.

في آخر زيارة لي الى مشغرة منذ نيّف وسبع سنوات اقل او اكثر اجتمعت في مكتب المديرية مع مجموعة من الرفيقات والرفقاء والعنوان واحد «تاريخ الحزب».

بعد الانتهاء من الاجتماع قصدت منزل الامين محمود غزالي الذي لم يتمكن، لوضعه الصحي، من حضور الاجتماع.

هذا اللقاء الحميم شهد عليه الرفقاء واستمعوا إليّ ادعو الامين محمود لان يتوّج تاريخه الحزبي النضالي الطويل بكتاب عن تاريخ مشغرة ونمو العمل الحزبي فيها، وصولاً الى الاضاءة على احداث ومواقف وانجازات، وعلى امناء ورفقاء كان لهم حضورهم المشع في تاريخها،

غيرك يا امين محمود لن يتمكن من اغناء المكتبة القومية الاجتماعية بكتاب عن مشغرة. اذا لم تهتم انت، قد يضيع هذا التاريخ، وقد لا يعوض.

الى هذا ندعو رفقاءنا في مشغرة ومنهم الامين سماح مهدي لان يتناول «البيرق» من يد الامين محمود غزالي، وان يهتم، فمشغرة التي حفرت الكثير في تاريخ الحزب، ومنها ارتفع شهداء ومناضلون، تستحق.

امين محمود،

اعذرني ان لم اتمكن من الوقوف مع اهلك ورفقائك عند لحدك في الدقائق الاخيرة. انما كنت معهم، انت تعرف كم احببتك، كم كنت اسأل الرفيقة هلا 3 عنك، كم احببت كل عائلتك، وكم انت كنت دائماً لصيقاً بذاكرتي ووجداني.

مشغرة عبدالله محسن، واميل رفول وشفيق ناصيف، هي ايضاً مشغرة محمود غزالي.

فجميعهم باقون في احلى الصفحات من تاريخنا، وجميعهم يقولون لاجيالنا: مشغرة اضاءت كثيراً في تاريخ الحزب، وستبقى تضيء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى