توقيع «نزاز» للزميل طلال مرتضى في فيينا… الرواية التي رمّمت ما أفسدته السياسة!!

لوريس فرح

السوري الذي لا يهدّه تعب الكلام، الرجل الذي لا يكلّ ولا يملّ ودائماً يعلقنا على مشجب انتظاره، عندما يسلّمنا خيط البدايات ويتركنا لنفك لغز حكاياته وحدنا على أحر من اللهفة قبل الوصول للقفلة النهائية..

ولأن طمي الشوق تجاوز هياج «دانوب» غربتنا، كان «نزاز» داهم يقضم وقت وجعنا على مهل. عندها كان اكتمال دورة ماء وجه القمر حضوراً، بدءاً من توقف الشعر عند «ربيع القوافي» تحت وسادة «قراءات تغوي الريح» ليهجع بكل أمانه قبل سقوطه المدويّ في «كمين» قضم حبر لذتها «فأر الورق».. هكذا أكمل طلال مرتضى مدار حبره في الوقت الذي احتفت به عاصمة الفكر والنور موقعاً على نغم اللقاء.

«المؤسسة المشرقية للثقافة والاندماج Cup of cultuers » بالتعاون مع «البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون» و»ملتقى التواصل العربي النمساوي» بالإضافة إلى «الهيئة الأردنية الأوربية العليا» أقامت حفل توقيع رواية «نزاز» للكاتب السوري طلال مرتضى. هذا وبعد افتتاح الحفل، قدّمت الدكتورة إشراقة حامد مندوبة الأدب العربي في القلم النمساوي BEN ورئيسة اللجنة الأدبية في البيت العربي، عرضاً للخطوط العريضة للرواية «نزاز» وسيرة أدبية عن الكاتب واستهلت السيرة بقولها:

«حين سألته أول مرة عن طلال مرتضى السوري، قال لي: لقد أضعته مذ خرجت من دمشق.. وهذا الذي أمامك بشحمه ولحمه.. ليس سوى الرقم 6408 في سجلات اللجوء. طلال مرتضى السوري والذي يحب كلمة السوري كلازمة لاسمه هو الآخر قدّم كلمة قصيرة شكر الحضور العربي المشرف والمؤسسات الراعية للاحتفالية وختم كلمته بغصة بقيت عالقة كعبرة في مطلع حناجرنا حينها قال: أشكر تلك المدينة الباردة التي احتضنتني فيينا وأحترمها كل الاحترام، ولكنني تمنيت أن يكون هذا التوقيع في دمشق وأضعف الإيمان في بيروت».

الاحتفالية ضمّت حضوراً متنوع الجنسيات من العربية والأوروبية والآسيوية واللافت هو الخرق الذي كان طلال وفي كل مرة يفاجئنا به نحن السوريين الذين دب بيننا وتد الفرقة، إلا أن طلال مرتضى استطاع لم العائلة السورية في قاعة واحدة كعائلة واحدة. الحضور الثقافي للفعالية كان جليّاً، فقد حضر التوقيع عدد من الكتّاب والصحافيين والفنانين وغيرهم ممن يشتغلون في حرفة الكتابة.

كانت الأمسية أقل ما يُقال عنها عربية النكهة بجدارة، وكانت نفحات هواء دمشق تخترق أرواح العابرين حدود الحفل، فالسوريون كانوا ولا زالوا رغم فداحة صقيع الاغتراب لا ينفكون يزرعون ياسمين البهجة أينما حلوا، وهنا كان الياسمين كلمات. رواية «نزاز» والتي أخذتنا أشواطاً بعيدة إلى الماضي ثم عادت بنا إلى منعطفات اللجوء والاغتراب الوعرة، كانت بغوايتها كحورية بحر تتمايل بين أيدي الحضور تحمل وعداً صادقاً بمتعة لا تُضاهى إن قررت مجالستها على حين قراءة.

رجل الأعمال الأردني ورئيس الهيئة الأردنية الأوروبية وخلال الحفل قام بتكريم الكاتب مرتضى حيث توجّه بميدالية تذكارية كعربون محبّة من الهيئة العليا.

كاتبة سورية/ فيينا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى