فرحات لـ«الميادين»: فتح جبهة الجنوب يؤدي لاشتعال جبهة الجولان ووصول المعركة إلى العمق الإسرائيلي
أشار الخبير العسكري إلياس فرحات إلى «أن «إسرائيل» لم تكن بعيدة في يوم من الأيام عما يجري في سورية، فهناك عمليات عسكرية كبيرة قامت بها المعارضة المسلحة بجميع أطيافها، وجرت بناء على إيعاز من «إسرائيل» وأخصها عمليات ضرب الرادارات ومراكز الدفاع الجوي. وهي عادة تكون مراكز منعزلة على رؤوس التلال وليست محمية من عناصر المشاة أو المدرعات وهي موجهة فقط ضد العدو «الإسرائيلي» والطيران «الإسرائيلي» للكشف عن الطيران في الأجواء السورية والقريبة منه».
ولفت فرحات إلى «عملية استنزاف الجيش السوري قتالياً كجيش وذلك باستقدام مجموعات مسلحة كبيرة ويبدو أنها مدربة تدريباً لمدة طويلة، خصوصاً جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق والشام «داعش»، فهؤلاء العناصر جاؤوا كجيوش وليس كتنظيم القاعدة وخلايا نائمة إنما جيوش بأعداد كبيرة بهدف استنزاف الجيش السوري وتفكيك البنية التنظيمية للجيش بخاصة في الفرق والألوية».
وعن معنى السيطرة على تلال رنكوس قال: «إن منطقة القلمون هي منطقة جبلية وعرة وهنا يحكم العامل الطوبوغرافي فمن يسيطر على رؤوس التلال يسيطر على الموقف العام بشكل واضح».
وأضاف: «أما في الجنوب الوضع مختلف، فهناك محاولة إسرائيلية أميركية بالتعاون مع بعض العرب لاستثمار المسلحين الذين دربوهم من أجل هجوم على محور درعا دمشق وهذا الهجوم حصل في تشرين الثاني الماضي عدة مرات كعمليات تسلل، لكن وقعوا بأربعة كمائن خسروا فيها الكثير، وإن عملية هجوم كبير من درعا والقنيطرة باتجاه دمشق هي عمل صعب ولعب في منطقة خطرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى اشتعال جبهة الجولان ووصول المعركة إلى العمق «الإسرائيلي» في الجليل لذلك «إسرائيل» تخشى هذه اللعبة، وإن سقوط جوبر والمليحة بأيدي الجيش السوري سيكون مقدمة للدخول إلى دوما وإنهاء وضع الغوطة».
وأضاف فرحات: «وضع المسلحين وكيفية قتالهم ناتج من الأوامر التي تأتيهم من القيادات التي تشرف عليهم من أماكن عدة، وهذه القيادات من الطبيعي أن تطلب منهم الصمود وتعدهم بالمساندة لذلك تراهم في أول الأمر يقاتلون بأقصى ما يمكنهم، خصوصاً الأجانب منهم، وعندما يشاهدون جدية الجيش السوري وقوته واندفاعه ويلمسون أن ما وعدتهم به قيادتهم لم يتحقق عندها يخافون وتتفكك منظومة القيادة والسيطرة عليهم تماماً كما حصل في يبرود».
وأشار إلى «أن ما جرى في كسب جرى تحت قيادة وسيطرة متماسكة، خصوصاً القيادة التركية ومشاركة تركية فاعلة بنيران المدفعية والصواريخ، وفي حلب أيضاً بمشاركة قيادية تركية، ولكن على رغم قساوته لم يحقق أي تقدم ملموس سوى أن الاشتباكات ما زالت تجري في حي الزهراء المجاور لمبنى الاستخبارات الجوية».