الفصل بين لبنان وسورية مستحيل المطران نيفون: محبّة الأرض والناس هي الصمود بذاته
يعتبر المطران نيفون صيقلي، اللبناني الأصل، واحداً من أبرز رجال الدين المشارقة والعرب في روسيا، كممثل للكنيسة الأنطاكية في روسيا، ولدوره في تعزيز العلاقات بين الكنيستين الأنطاكية للروم الأرثوذكس والروسية.
والتقى مندوب وكالة «سبوتنيك» الصحافي أيهم مصا المطران صيقلي وأجرى حواراً متحدثاً فيه عن دور الممثلية الأنطاكية وعن تاريخها، وعن الدور الذي تقوم به في روسيا، وعن الكنيسة الأنطاكية للروم الأرثوذكس بشكل عام.
بداية، شرح المطران تاريخ ممثلية الكنيسة الأنطاكية في روسيا، فقال: هناك تمثيل كنسي بين الكنيسة الأنطاكية والكنيسة الروسية منذ زمن، والممثلية في روسيا أقامها المطران فيلاريت دروزدوف عام 1848، وفي ذلك الوقت تم افتتاح ما يسمى بالأنطس الأنطاكي لمساعدتنا، لكون كنيستنا كانت فقيرة جداً مادياً.
ويشرح صيقلي عن الدور المنوط بالممثلية الأنطاكية، وأهميتها بالنسبة للعلاقات الثنائية العربية الروسية، ويبين: الكنيسة هي الشعب وعندما تكون هناك علاقة بين كنيسة وكنيسة، فهي علاقة بين الشعب، ونحن لا نقيم علاقات مباشرة مع الدولة، لكن عندما تكون هناك علاقات مع الشعب، تكون هناك علاقات مع الدولة، ودور الممثلية هو تمتين العلاقات بين الكنيسة الأنطاكية والروسية، والاهتمام برعايا الجالية اللبنانية والسورية الموجودة في روسيا.
وكشف المطران نيفون عن مسؤولية ممثلية كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس لرعاياها في روسيا، ويقول: نقدم مساعدات لرعايانا هنا، على الرغم من عدم وجود رعايا كثر في روسيا، لأن الهجرة العربية لم تكن كبيرة باتجاه الاتحاد السوفياتي ومن قبله روسيا القيصرية، بل هناك عدد قليل من العوائل العربية، أو الذين تعلّموا ودرسوا وتزوّجوا وبقوا في روسيا، وفي السنتين الأخيرتين أصبح عدد الرعايا أكبر، حيث المهجرين الذين أتوا من سورية بسبب الحرب، ونقدم مساعدات لهم.
لا إمكانية لتقسيم الكنيسة
وعن تصريح الرئيس بشار الأسد حول المحاولات الولايات المتحدة لتقسيم الكنيسة الأنطاكية، أكد المطران نيفون عدم إمكانية تقسيم الكنيسة، ووضح: لن يحدث هذا التقسيم، لأن ذلك غير معقول كوننا كنيسة واحدة في سورية ولبنان، ومركز الكرسي هو دمشق. ونحن فخورون بوجوده هناك، حيث طريق القديس بولس والعديد من الأماكن المقدسة الأخرى، وليس من المعقول أبداً أن يكون هناك انقسام بين لبنان وسورية، والسياسة لن تلعب دوراً في هذا المجال أبداً.
سر صمود المسيحيين في سورية وطنيتهم
وشدد رجل الدين نيفون على أن سر صمود المسيحيين في سورية ضد الهجمة الإرهابية التي تعرّضوا لها كما الأقليات كلها، هو الوطنية الموجودة في الناس، وأهم شيء هو محبة الأرض، ومحبة الناس، وهذا هو الصمود بحد ذاته.