بري: لإجراء مصالحات سياسية وعائلية ضماناً للعيش الواحد الموحّد سندافع عن مواردنا البحرية أكثر مما دافعنا عن برّنا

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عدم استحضار لغة السلاح وتاريخ الحرب الأهلية ونزع فتيل أي تفجير، مشدداً على وجوب إجراء المصالحات السياسية والعائلية ضماناً للعيش الواحد الموحّد، مشيراً الى أن لبنان في خطر اقتصادي وفي خطر توطيني وفي خطر دائم إسرائيلي، وفي عقوبات من كل أنحاء العالم، سائلاً ماذا ننتظر كي نتوحّد ونتصالح، أتهدم أسوار لبنان ونحن نناقش جنس المحاكم؟ مؤكداً أن المجلس النيابي انتصر في معركة دوره التشريعي ورفض منطق تهميش الديمقراطية.

مواقف رئيس مجلس النواب جاءت خلال رعايته حفل التخرّج الأول الذي نظمته جامعة فينيسيا في الصرفند، بحضور وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، رئيسة مجلس امناء جامعة فينيسيا السيدة رندة عاصي بري، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، رئيس مركز البحوث العلمية الدكتور معين حمزة، أفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية في جامعة فينيسيا، المدعي العالم المالي القاضي علي ابراهيم، فعاليات قضائية واكاديمية واقتصادية واغترابية. وحشد من ذوي الطلاب المتخرجين.

وقال بري: «كما المهم التوصل الى وضع هيكلية تربوية فإن من المهم في مكان إنصاف العاملين في القطاع التربوي، لأنه لا يمكننا الدخول الى المستقبل والاستثمار عليه والوطن أعرج ويتوكأ على بعضه البعض، ويرفع المطالب بالعدالة المالية، والأعوام الدراسية تقع في الأسر العام تلو العام».

أضاف: «إن مطالب أساتذة الجامعة اللبنانية هي مطالب حق، وما يطلبون به تحسيناً لوضعهم هو حق ايضاً، ولكن على الأساتذة وروابطهم الموازنة بين مصالحهم ومصالح الطلاب ومصلحة الجامعة وأن يقرأوا جيداً الوضع المالي المساهم شبه الوحيد في موازنتهم، أن النضال المطلبي يجب ان يستمر ونبارك ما توصلوا إليه من اتفاق على البنود السبعة مع معالي وزيري التربية والمالية ورئيسة لجنة التربية النيابية».

ودعا الى «عدم استحضار لغة وسلاح وتاريخ الحرب الأهلية، ونزع فتيل أي تفجير والاكتفاء بالنزف الحاصل بالشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال الحادث الأليم في الشحار الغربي، تلك المنطقة العزيزة التي تشهد اليوم امتحان السلم الأهلي، لذلك نؤيد إجراء تحقيق في الوقائع التي جرت وإجراء المصالحات السياسية والعائلية ضماناً للعيش الواحد الموحّد. فالمعركة ليست بيننا. المعركة معنا، لبنان في خطر اقتصادي، في خطر توطيني، في خطر دائم إسرائيلي، وفي عقوبات من كل أنحاء العالم. فماذا ننتظر كي نتوحد ونتصالح، أتهدم أسوار لبنان ونحن نناقش جنس المحاكم؟».

ولفت الى ان «المجلس النيابي انتصر في معركة دوره التشريعي ورفض منطق تهميش الديمقراطية. فقرار السلطة التنفيذية إقرار صيغة الموازنة لم تدفع لجنة المال والموازنة النيابية الى إقرار الموازنة في شكل أوتوماتيكي، بل تحوّلت الاجتماعات أقرب ما تكون الى اجتماعات يحضرها عشرات النواب استخدموا حقهم في عصر الموازنة، حيث ان الدستور يبيح للمجلس خفض النفقات وليس زيادة الموازنة.

وشدد على أن «موقف لبنان موحّد بسلطتيه التشريعة والتنفيذية، بمراجعه السياسية والدينية، بمساجده وكنائسه، بكتبه السماوية ودستوره إزاء ما تمثله صفقة او صفعة العصر من أثمان».

وقال: «اليوم الثاني عشر من تموز، ذكرى مرور 13 عاماً على العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي انتصر فيه مثلث الجيش والشعب والمقاومة، لذلك ليعلم القاصي والداني بأننا سندافع عن مواردنا البحرية تماماً بل أكثر مما دافعنا فيه عن برّنا».

ولفت الى ان «لبنان يرفض أن يبادل فلسطين بثلاثين من فضة، كما ويرفض التوطين مقابل ما يوصف بالرخاء الاقتصادي. إن لبنان مصمم مهما طال الزمن على ان يكون ممراً لعودة ابناء الشعب الفلسطيني الشقيق لوطنه وتقرير مصيره وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ولبنان ملتزم بالموقف الفلسطيني الموحد ازاء ما يطرح».

وتوجّه للدول العربية بالقول: «إن الأجدر بكم خوض حوار مع الجوار المسلم في شأن ما يشكل نقاط خلاف من خوض هذا الحوار مع المسؤولين الصهاينة، الصديق والرفيق لا نفاوضه بينما نفاوض العدو؟ لأن المشكلة مع الإسرائيليين هي أبعد من خلاف الى احتلال ومجازر تكاد تستغرق قرناً واستغرقت عقوداً من الزمن، ولأجيال من أبناء الشعب».

وكان الرئيس بري أكد خلال استقباله في عين التينة وفداً من المنظمة العربية للمحامين الشباب المشارك في مؤتمر النفط والغاز العربي بين التحديات والقانون المنعقد في بيروت برعاية بري، أن «المقاومة تشكل قوة ردع وهي عامل مساعد في المعركة السياسية التي يخوضها لبنان على محور تثبيت الحدود والحقوق السيادية في البر والبحر».

وعن تثبيت الحدود البرية والبحرية للبنان مع فلسطين المحتلة، قال بري: «إسرائيل تريد خلق مزارع شبعا جديدة لكن هذه المرة في البحر. فمنذ خمس سنوات ولبنان يخوض مفاوضات شاقة والموقف اللبناني هو هو. فالمعارك السياسية ليست أقلّ خطورة وأهمية من المعارك العسكرية مع العدو».

وشدد على ان «القدس كانت وستبقى قبلتنا السياسية والقومية، وللأسف البعض تفرق عن هذه القبلة. ففلسطين وقضيتها بقدر ما هي ملك للشعب الفلسطيني هي قضية العرب الأولى وأكبر خطر يهدد هذه القضية هو تفرق العرب وعدم توحّدهم حول فلسطين وتحويل بوصلة الصراع باتجاه صراع عربي – عربي وإسلامي – إسلامي»، لافتاً الى ان «صفقة القرن، هي نسف لمبدأ الارض مقابل السلام، وهي صفقة تجارية».

وعن الوضع العربي، قال: «للأسف، اليوم وصلنا الى مرحلة تخلينا فيها عن أحلام الوحدة، وازاء هذا الواقع، لا نطلب التكامل العربي ولا الوحدة إنما نطلب أضعف الايمان التنسيق حيال المخاطر وحفظ كرامة الأمة وشعوبها وثرواتها».

وأكد الرئيس بري أن «سورية كانت وما زالت تمثل سنداً قوياً للمقاومة، وما يستهدف شمالها هو لعبة أمم هدفه إشغال هذا البلد عن دوره المحوري في مجابهة عدوانية إسرائيل ومشاريعها التفتيتية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى