مزيد عن سجن القلعة

في النبذة عن الرفيق توفيق رافع حمدان أشرنا إلى تعاطي الرفقاء الأسرى في «سجن القلعة». في كتابه «حان الوقت» يعرض الأمين سليم سعدو سالم لمعلومات يُصح أن تُعرف.

في الصفحة 80 يروي ما يلي:

« لا بد من القول أن إدارة سجن القلعة تجاوبت مع بعض مطالبنا، فسمحت بتنقل بعضنا بين القواويش لحضور الدروس، وأشرف إميل رعد 1 على تنظيم تلك الدروس، فكان إميل رفول 2 يُدرّس اللغة العربية وقواعدها، ومنير شعار 3 يُدرّس آداب اللغة العربية إلى جانب تاريخ الحزب، وإميل رعد يُدرّس تاريخ سوريا القديم، ولم أعد اذكر اليوم اسم من كان يُدرّس جغرافية سوريا الطبيعية، وتولّى عبد الهادي حماد 4 تعليم من يريد تعلّم أصول كتابة الخط العربي، وتوليتُ أنا تدريس اللغة الانكليزية، ولكن بعد بضعة أشهر عاد التشدد ولا أعرف أسباب ذلك فراحوا ينقلون بعضنا من سجن إلى آخر، وكنتُ أنا ممن شملهم الترحيل، فمرّة إلى سجن الرمل ثانية، وأخرى إلى بعقلين، وبيت الدين، وبعبدا، التي أحمل لسجنها في ذاكرتي صورة واضحة جداً، حيث أن السجن كان عبارة عن اسطبل للخيول في مبنى السرايا الحكومية».

وعن تحمل رفقائنا لعذابات الأسر، يضيف الأمين سالم في الصفحة 81:

« الغرفة التي حشرونا فيها عبارة عن قبو مشبعة جدرانه بالرطوبة القاتلة، إلى درجة أننا كنا نتسلى أو نتسابق في الكتابة عليها بأصبع اليد، وتظهر الكلمات بسبب الرطوبة التي كانت أشبهُ بالماء على تلك الجدران المدهونة بالكلس، كنا أربعة أو خمسة قوميين بين أكثر من ثلاثين سجيناً في ذلك القاووش.

رفضتْ إدارة السجن أن يكون القوميون في قاووش واحد، لذلك وزّعونا كما توزّع الأغنام على عدة قواويش، ونلتقي، أو على الأصح نشاهد، رفقاءنا الآخرين وقت النزهة المسموح بها يومياً لمدة نصف ساعة فقط في باحة خارجية مسّورة بقضبان الحديد ومساحتها أقل من نصف مساحة القاووش.

وهناك التقينا بالأمين جبران جريج 5 ، الذي كان يبثُّ فينا روح التحمل والقوّة والمقاومة بما يكتب من شعر، تارة في الغزل وأُخرى في العقيدة والحزب. ولأننا محرومون من وسائل الكتابة والقراءة… لا صُحف ولا كُتب ولا ورق أو أقلام، فقد كان يحفظ ما ينظم من شعر ويسمعنا إياه في اليوم التالي.

هوامش:

1 – إميل رعد: مراجعة النبذة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 – مُنير رفول: كما آنفاً.

3 – منير الشّعار: كما آنفاً.

4 – عبد الهادي حماد: كما آنفاً.

5 – جبران جريج: من المناضلين المُميزين، عرف السجون، كما المسؤوليات الحزبية المحليّة والمركزية على اختلافها وصولاً الى رئاسة الحزب. لهُ مؤلفات عديدة أشهرها سلسلة مجلدات «من الجعبة» و «مع انطون سعادة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى