دمشق: لا مستقبل لهذه الأمة إلا عندما تنضمّ إلى محور المقاومة.. وتحذّر الأوروبيين من عواقب تمركزهم العسكري في سورية
حذر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، دول الخليج العربية من أن الوقوف ضد سورية سيعني دعم الكيان الصهيوني وإضعاف المنطقة، معتبراً أن مسؤولي تلك البلدان لن يكونوا بمنأى حال حدوث ذلك.
وقال المقداد، في حديث لموقع قناة «المنار» اللبناني: «أثبتت التجارب التي تمّت على الأرض السورية أو بعض مناطق لبنان، أو الهجمة الغربية على الدولة الإيرانية والمؤامرات الأميركية والنيات الهستيرية التي نسمعها كل يوم ضد الثورة الإسلامية، أثبتت جميعها أن محور المقاومة مستمر ولم يعد كما كان، بل أصبح محوراً يقوم على التنسيق المباشر والتخطيط المشترك ومواجهة عدو واحد هو العدو الصهيوني الذي يقف خلف كل الأعمال الإرهابية التي تتم في سورية».
وأضاف المقداد أن التاريخ سيثبت أن «إسرائيل» كانت خلف كل إرهابي حاول الانقضاض على إنجازات سورية ودورها في المنطقة»، مشيراً إلى أن «من يقف ضد سورية في هذه المعركة إنما يقف إلى جانب «إسرائيل» وأهدافها في تفتيت وإضعاف المنطقة، بما في ذلك من يعتقد في دول الخليج أنه سيكون بمنأى عن ذلك».
وشدّد على أنه «لا مستقبل لهذه الأمة إلا عندما تنضم إلى محور المقاومة لأنه محور الشرف والعزة والانتصار»، ويجب ألا يتردد أحد في دعمه والانضمام إليه، مضيفاً: «نرحّب بأي دعم نتلقاه بدلاً من الدعم الذي يعطيه البعض بسخاء للولايات المتحدة لكي تعتدي على سورية وتعتدي «إسرائيل» على لبنان وتدمّر بلداننا واحداً تلو الآخر».
وفي تطرقه إلى مسار العملية السياسية الخاصة بالأزمة السورية، لفت المقداد إلى أن الاجتماعات الـ 13 التي عقدت خلال السنوات الماضية كان كل واحد منها خطوة متقدّمة.
وأضاف أنه سيناقش في الاجتماع المقبل في نور سلطان أستانا سابقاً بشكل عملي تقييم دمشق لما حدث في الفترة الأخيرة، بما في ذلك، على سبيل المثال مسألة وقف إطلاق النار في إدلب، الذي قال إنه لم يتحقق «نتيجة جرائم حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان» بحق الشعب السوري ودعمها للمجموعات الإرهابية على رأسها «جبهة النصرة».
وتابع بالقول: «يجب أن تناقش مثل هذه المواضيع لأنه لا يجوز أن يستمر هدر الدم السوري من قبل هذه الأطراف بلا معنى إلا انتقاماً لفشلهم في إخضاع سورية، وهذا لن يتحقق إطلاقاً ولو كان ثمن ذلك آخر طفل سوري».
وختم المقداد بالقول: «إنهم يجب أن يتراجعوا بدل أن يفرطوا بإمكانياتهم في أماكن لا مصلحة لهم بها، فعهود الاستعمار والهيمنة انتهت، ويجب أن يعرفوا أن الشعب السوري وشعوب المنطقة الحرّة ومحور المقاومة لن يقبلوا بذلك».
وفي سياق متصل، أصدرت حكومة دمشق أول تعليق رسمي على أنباء عن نية بعض الدول الأوروبية إرسال قوات إضافية إلى شمال شرقي سورية، لتحل محلّ القوات الأميركية هناك.
وأفادت وسائل إعلام غربية في الأيام الأخيرة بأن بريطانيا وفرنسا وافقتا على إرسال قوات إضافية إلى شمال شرقي سورية، لسد الفراغ الناجم عن خفض الولايات المتحدة مستوى تمركزها العسكري هناك، فيما رفضت ألمانيا الطلب الأميركي بهذا الشأن.
ميدانياً، أعلنت روسيا أن دورية من الشرطة العسكرية التابعة لها تعرّضت، اليوم السبت، لهجوم بواسطة عبوة ناسفة في محافظة درعا جنوب سورية دون وقوع إصابات بين العسكريين الروس.
وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء ألكسي باكين، في بيان أصدره مساء السبت: أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن العملية الإرهابية التخريبية نفذت على يد مسلحين من التنظيمات الإرهابية وغير الشرعية، التي تعمل بشكل مفرّق في جنوب سورية، بهدف تصعيد الوضع في هذه المنطقة».
وذكر باكين أن «قيادة مجموعة القوات المسلحة الروسية في الجمهورية العربية السورية اتخذت إجراءات إضافية خاصة بضمان أمن العسكريين الروس».
ودعا مدير مركز حميميم، في ختام البيان، قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى «التخلّي عن الاستفزازات المنفذة باستخدام السلاح، وسلك سبيل التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم».
وفي سياق متصل، استهدف هجوم ، أمس، خطاً للغاز بريف حمص الشرقي، ينقل 2.5 مليون متر مكعب يومياً، وتسبب في خروجه عن الخدمة.
وأفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء، بأن خط الغاز يربط بين حقل «الشاعر» ومعمل «إيبلا» للغاز بريف حمص الشرقي، ومنه إلى محطات توليد الكهرباء، مضيفة أن فرق التصليح الفنية تعمل على إصلاحه.
إلى ذلك، ضبطت دورية من فرع الأمن الجنائي في حمص أسلحة وذخائر وسيارات من دون لوحات في منزل في إحدى قرى المحافظة.
وأكد مصدر في قيادة شرطة حمص، بحسب وكالة «سانا»، أنه «بناء على معلومات وردت إلى فرع الأمن الجنائي في حمص حول وجود سيارات عدة من دون لوحات وأسلحة وذخائر في منزل في إحدى قرى محافظة حمص، ومن خلال التحري والمتابعة داهمت دورية من الفرع المنزل وعثرت فيه على أسلحة وذخائر حربية وثلاث سيارات».
ونوّه المصدر أن المضبوطات هي «أسلحة متنوعة وتشمل بنادق حربية وبندقية سنوبال وقواذف «أر. بي. جي» وسبطانة رشاش وبنادق صيد أتوماتيكية ومسدسات حربية وصناديق تحتوي على قنابل مع صواعق وطلقات رشاش «بي كي سي» وذخائر متنوّعة».
وتابع المصدر أن السيارات المضبوطة من نوع جيب تويوتا وكيليسا وإم دبل يو وهي معطلة دون لوحات كما عثر في المكان على 17 لوحة لسيارات خاصة، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
كما ذكر المصدر أن «التحقيقات مستمرة لكشف جميع المتورطين في هذه القضية لتقديمهم إلى القضاء المختص».
وكانت وحدات من الجيش السوري استهدفت بسلاحي الصواريخ والمدفعية مواقع التنظيمات المسلحة في بلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
وقالت وكالة «سانا» إن وحدات من الجيش السوري وسعت نطاق عملياتها على مواقع انتشار المجموعات الإرهابية لتشمل تجمعاتهم في قرى وبلدات عدة في عمق ريف إدلب الجنوبي بالتزامن مع مواصلة استهدافاتها بالمدفعية لمواقعهم في ريف حماة الشمالي.
وأفادت الوكالة أن الضربات المكثفة تركزت على تحصينات لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والفصائل المتحالفة معه في قرى وبلدات كفروما وحاس وكفريا وخان شيخون ومعرة حرمة في ريف إدلب.
وعلى محور ريف حماة الشمالي، خاض الجيش السوري اشتباكات عنيفة مع مجموعات من «النصرة» حاولت التسلل إلى نقطة المداجن من محور بلدة كفرهود، وانتهت الاشتباكات بمقتل وإصابة عدد من مقاتلي التنظيم الإرهابي، وذلك بالتزامن مع قصف مكثف على مواقع المسلحين في بلدة كفرزيتا بالريف الشمالي أيضاً.
وكان الجيش السوري قد ألحق خسائر كبيرة بمقاتلي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في معركة الحماميات في اليومين الماضيين، وتحدثت مصادر عن مقتل أكثر من 70 مسلحاً من التنظيم، فيما وسّع سلاح الجو أهدافه في محافظة إدلب.
حيث نقل موقع «مراسلون» السوري عن مصادر عسكرية أن أكثر من 71 إرهابياً من «جبهة النصرة» قتلوا خلال معركة الحماميات في ريف حماة التي استعادها الجيش السوري يوم الخميس أمس الأول.