الراعي: الحكومة ممنوعة من الاجتماع فيما هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الحاسمة
أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى أن الحكومة ممنوعة من الاجتماع أو مقيدة بالمطالب المتناقضة للأفرقاء فيما هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الحاسمة.
وخلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، لفت الراعي الى أن «الناس اليوم يعيشون في معظم البلدان والمجتمعات، وعندنا أيضاً في لبنان، كأنهم بين ذئاب الظلم، والتعدي على الحقوق، ونهب المال العام، والفقر، وفوضى النفوذ السياسي، وسواها من الأمور التي لا تُطاق».
وطالب الراعي المسؤولين السياسيين بالتحلي بالحكمة والفطنة، مدركين الخطر الكبير الذي يواجهه لبنان وقال: «أوضاع المنطقة التي تعيش على فوهة بركان، الخطر الاقتصادي الذي يهدد الاستقرار المالي والآخذ بإفقار الشعب يوماً بعد يوم، و»صفقة القرن» الفاعلة تحت الكواليس من أجل توطين اللاجئين الفلسطينيين رغماً عنهم، ومن أجل توطين النازحين السوريين بترغيبهم وتخويفهم، والخطر الإسرائيلي الدائم على الاستقرار والسلام. فلا يحق لرجال السياسة تسخير نشاط المؤسسات الدستورية لرغائبهم ومطالبهم، وبالتالي تعطيل عملها، مثل اجتماع الحكومة وعقد جلسات المجلس النيابي، فيما الأخطار المذكورة وسواها من الأزمات توجب أن تكون هاتان المؤسستان الدستوريتان في حالة انعقاد دائم لدرء هذه الأخطار».
وقال: «أمور البلاد تحلها السلطة الإجرائية لا الوساطات المشكورة وحدها التي ربما لا تنتهي، وبالتالي تبقى الحكومة ممنوعة من الاجتماع أو مقيدة بمطالب الأفرقاء المتناقضة، فيما هي المسؤولة أولاً وآخراً عن طرح المعضلات ودرسها واتخاذ القرار الحاسم الأخير. وفي كل حال، الممارسة الشاذة عندنا تشوه مفهوم الديموقراطية التوافقية».
وتابع: «الوداعة وإيحاء الثقة وإعطاء الطمأنينة لا تعني إهمال السهر المطلوب من المسؤول، لكي لا تدب الفوضى، ويطاح بالقانون، ويتصرف كل واحد على هواه. غير أن الوداعة تعني أساساً التجرد من المصلحة الذاتية. عندما يتجرد المسؤول من مصالحه الخاصة، يتصف بالتواضع، ويكون قدوة ومثالاً، ويصبح قوياً حقاً لأنه لا يريد إلا الخير العام الذي منه خير كل إنسان وكل المواطنين. ويكون المسؤول أضعف المواطنين عندما ينأسر لمصالحه الخاصة أو الفئوية أو العائلية أو الحزبية».
وكان الراعي استقبل النائب السابق بطرس حرب، ثم وفد المعهد المسكوني للشرق الأوسط الذي أنشئ بمبادرة صادرة عن لقاء الشبيبة المسيحية ويضمّ شباباً من لبنان ومصر والسودان وفلسطين والعراق والأردن وسورية، ورحّب بالشباب، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على جذورنا المسيحية التي قدمت الشهادات وتتعايش مع مختلف المجتمعات بالمحبة، وهذا يُسهم في التعاطي الإيجابي بين الناس»، وحيّا الشباب على نشاطاتهم الاجتماعية والروحية التي تصبّ في هذا الإطار وتعززه.