الرسّامة سنا أتاسي تربطها علاقة روحية مع لوحاتها التي تعكس عالمها الداخلي العميق

ترتبط التشكيليّة سنا أتاسي بعلاقة قوية مع لوحتها التي تتعامل معها على أنها مرآة لروحها تعكس من خلالها عالمها الداخلي العميق وتداعيات الأنثى بكل ما فيها من مشاعر أمل وألم وحب وانكسارات.

وعن ملامح الأنثى التي ترسمها في لوحاتها تقول أتاسي في حديث صحافي أرسم في لوحتي روح الأنثى التي أتلمّسها من الإحساس العميق بداخلي وأحاول التعبير عما ينتابني من مختلف المشاعر بأسلوب تعبيري ينقل هذا الإحساس.

وتابعت: عندما توفيت أختي الكبرى قبل سنوات عدة دخلت في بحث فنّي عن ماهية الروح وشكلها، فأخذت ابتعد عن الواقع في لوحتي لأجسّد الأرواح الأنثوية الجميلة التي تشبه بعضها، ولا ينطبق عليها قانون الزمان والمكان بتقشف لوني لصالح الأبيض والأسود الذي أجد فيه غموضاً وتناقضاً يولّد إحساساً بالتشويق للمشاهد ليلتقط الإحساس الذي أريد إيصاله.

الفنانة الدارسة للتصميم الإعلاني والمحترفة بصناعة أفلام الكرتون أوضحت أن التجربة التي تعمل عليها منذ سنوات وتقدّمها للجمهور عبر المعارض الجماعية تمثل إحساساتها في هذه المرحلة، مبينة أن التطور والتحديث سمة أساسية للفنّ المعاصر مع البحث المستمر الذي لا يمكن تحديد نهاياته فربما يصل إليها الفنان أو لا يصل.

وتجد الفنانة أتاسي الكثير من الحريّة والمتعة في الرسم على المساحات الكبيرة التي تجعلها تشعر بالتحليق في عوالم الأنثى الغنية بمفرداتها وتفاصيلها خاصة ما يتولد من إحساس عميق في رسم العيون الجميلة الواسعة، وإن كانت ترى أن لكلّ مقاس من اللوحات جماليّته الخاصة.

وقالت: رغم أني لم أتمكّن من الدراسة في كلية الفنون الجميلة بسبب رفض الأهل إلا أنني لم أتوقف يوماً عن الرسم وخوض التجارب مع البحث الدائم عن أسلوبي الفنّي الخاص وظلّ الرسم شغفي الأول واللوحة هي صديقتي الأقرب.

وترى المتخرجة بدبلوم العلوم السينمائية أن حالة السوق الفنية المحلية اليوم تمتاز بالفوضى مع قلة الصالات الفنية الاحترافية ما يعيق وصول أصحاب التجارب الفنية الجادة للجمهور.

الفنانة سنا التي تشارك حالياً في معرض الفنّ العربي في مدينة بيروت تعبّر عن تفاؤلها بالمستقبل على صعيد تجربتها الفنية الخاصة وللحركة التشكيلية السورية بشكل عام مستمدة من الدافع الداخلي لديها الحافز لتقديم لوحة تعبيرية ذات قيمة فنية وإنسانية عالية تحترم ذائقة المشاهد وتنتمي بقوة لأصالة الفنّ التشكيلي السوري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى