عماد مرمل تفوّق على ذاته في حلقة صعبة

جهاد أيوب

أن تحاور قيمة بأبعادها المعنوية الغنية بالأحداث وبانتظار الجمل لها هي صعوبة.

أن تحاور شخصية ثرية بالمواقف، وتصنع التاريخ هي الصعوبة.

أن تحاور حالة محورية لديها كاريزما وسرعة بديهة وذكاء إعلامي، ومواقف صادمة ومباشرة تخلق إشكالية عند المحاور والمتلقي مثل سيد المقاومة السيد حسن نصر الله لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة دون ملل وكلل فعلاً صعوبة لا بل عمق الصعوبة والمسؤولية!

أن تطول المقابلة مع هذا الرمز الذهبي والإنساني الذي تمّت محاورته من أسماء إعلامية عديدة منها من وفّق، ومنها من أخفق وتطلب من السيد بحكمته وحنكته الإعلامية أن يتدخل، ويدير الحوار، ويأخذ الحلقة حيث يرغب، أن تطول المقابلة دون أن نلمس زمانها، وكلّ ساعة نشعر بأنها دقيقة يعني الخوف تلاشى، والصعوبة خمدت، والمسؤولية فرضت البساطة من أجل التميّز والنجاح… وهذا ما حدث مع الزميل عماد مرمل في اللقاء الحدث المنتظر مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله منذ أيام على قناة «المنار».

تفوّق عماد مرمل على ذاته، وعلى غالبية من حاور السيد من قبل، كان جاداً مع مرحه اللطيف، وذكياً مع بساطة تقرّبه من ضيفه، ولبقاً مع قائد يعشقه الكون حتى لو اختلف معه لأسباب مرضيه يعانيها الحاقد الذي لم يتعوّد الكرامة، والعدو الذي لم يعتد انتصاراتنا!

الحديث عما جاء على لسان فكر قلب السيد من مواقف الفعل تحتاج إلى مقالات خاصة، ولكن في هذه الزاوية وجب أن نقدّم تحية محبة واحترام إلى دور زميل تفوّق ونجح وتميّز وتواضع هو عماد مرمل!

لم يفرض عماد عضلات المعرفة حتى يلفت نظرنا بحجة أنّ السيد يفهم وأنا أفهم، ولم ينظر علينا ليعلمنا أنه على وفاق وصداقة مع السيد حسن، ولم يتعمّد السؤال الطويل والتعليق المعلقاتي وهذا لم يصبنا بالانزعاج، لا بل فرض علينا محبة عماد، والتصالح معه في إطلالة مسؤولة!

عماد الذي عوّدنا على ضحكاته الطويلة، وعلى القفز فوق هفوة مع ابتسامة مجلجلة هنا لم يكن كذلك، أدرك قيمة دوره، وقيمة وحساسية الموقف، وقيمة وغاية اللحظة، وقيمة وقيادة ودور وأهمية ضيفه، وهذا جعله يقلق من الداخل ليترجم هذا القلق بالإعداد المتكامل والشيق والرشيق والواقعي، والسؤال المباشر دون مطوّلات فكانت النتيجة راحة الضيف، وجعله يسترسل بذكاء دون خوف من الوقوع بكشف أسرار ليس مكانها هنا، وأيضاً كانت النتيجة لصالح المتلقي بمختلف أنواعه.

من الواضح أنّ المحاور متفق عليها، وحتى بعض الأسئلة، ولكن غالبية الأسئلة كانت صناعة مسؤولية عماد الصحافي، وبعض الارتجال الجميل كان موفقاً، وباعتقادي ما حدث خارج التصوير كان الأجمل، لا بل ذكاء السيد في البوح وتذكير عماد خاصة بموضوع الرئيس نبيه بري كان رائعاً كما لو كانا يعملان معاً منذ زمن!

حلقة تدرس لرشاقتها وتنوّعها، وعدم التشاطر من قبل عماد المحاور اللبق، ووجب أن تدرس من قبل العدو حتى يقرأ تفاصيل التفاصيل في الرسائل التهديدية المباشرة والتمهيدية لانتصارات المقاومة المقبلة.

حلقة تدرس من قبل الزملاء ليفهموا أنّ البساطة والتواضع والإعداد الجيد تشعل حلقة متفوّقة!

حلقة كانت ناجحة بكلّ المقاييس السياسية والمهنية والإنسانية والوطنية، وقدّمت لنا الزميل عماد مرمل متفوّقاً…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى