«إسرائيل» منهمكة بتهديدات نصرالله لـ «كبد الكيان» وليبرمان يسخر من نتنياهو باسيل ينطلق جنوباً من منزل إبراهيم مشيداً بتعانق أعلام التيار وأمل… وخلط أوراق حكومي

كتب المحرّر السياسيّ

بينما يصل وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى نيويورك للمشاركة في المجلس الاقتصادي الاجتماعي للأمم المتحدة، بعد تراجع أميركي عن إدراجه في لائحة العقوبات، ومنحه بالتالي تأشيرة دخول للأراضي الأميركية، حاملاً في جعبته ملفات الالتزام بحرية التجارة والتفاهمات الدولية، التي يشكل الانتهاك الأميركي مصدر الخطر عليها، كانت بريطانيا تتلقى الرسالة عبر تصويت الكونغرس الأميركي على قانون يقيّد حركة الرئيس دونالد ترامب بخوض أي حرب على إيران، بجعل تفويض الكونغرس المسبق شرطاً للحرب، كما تلقت بريطانيا التداعيات السلبية لحجزها ناقلة النفط الإيرانية مقابل الالتزام الإيراني بقواعد التجارة العالمية، فإذ بها تجد نفسها مضطرة لما هو أكثر من مجرد الإفراج عن الناقلة الإيرانية، وفقاً لتأكيدات وزير الخارجية البريطانية في محادثته مع وزير الخارجية الإيرانية، بل للعودة إلى الحظيرة الأوروبية تحت عنوان التمسك بالاتفاق النووي.

في أوروبا ينعقد اليوم اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة مستقبل الاتفاق النووي مع إيران في ضوء المساعي التي بذلها المبعوث الفرنسي أمانويل بون إلى طهران، وما يجري على ساحة تخفيض إيران التزاماتها بالاتفاق بالتوازي مع عجز أوروبا عن الالتزام بالحوافز التي نص عليها الاتفاق لحساب إيران مقابل هذه الالتزامات الإضافية عن تلك المنصوص عليها في معاهدة الالتزام بالحد من انتشار الأسلحة النووية والتي تتمسك بها إيران، بينما تخفض الالتزامات الإضافية بالتناسب مع عدم حصولها على الحوافز الإضافية، وفق معادلة رسمتها تصريحات الوزير ظريف، نلتزم بمقدار التزام أوروبا بالاتفاق الذي منحنا حوافز إضافية وألزمنا بموجبات إضافية فكل موجب بحافز ومعادلة لا حوافز تعني لا موجبات.

في المنطقة أيضاً استمرار ساخن أمس، للتجاذب التركي الأميركي مع وصول شحنات صواريخ الـ أس 400 الروسية إلى تركيا، والتي حذرت واشنطن أنقرة مراراً من الإصرار على شرائها، ورغم استمرار المحادثات التركية الأميركية، وتعيين ديفيد ساترفيلد سفيراً لواشنطن في أنقرة لتزخيم هذه المحادثات، يمثل وصول الصواريخ فوزاً روسياً نوعياً، يحقق لموسكو وفقاً للخبراء العسكريين في الناتو القدرة على ربط الشبكات المنفصلة لرادارات روسية الصنع قادرة على المحاكاة الإلكترونية مع بعضها إذا ربطت بشبكة واحدة كانت تنقصها الحلقة التركية لتكتمل بعدما تموضعت الشبكة في روسيا وإيران وسورية.

المشهد الإقليمي الأبرز كان النقاش والتقييم اللذان شهدهما كيان الاحتلال في تداعيات الكلام النوعي الصادر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي قدّم على الخريطة أهداف خطة حزب الله للحرب المقبلة، إذا تجرأت أميركا على حرب مع إيران أو تجرأت «إسرائيل» على حرب على لبنان، وكان الكلام للمعلقين والصحف والمواقع الإسرائيلية عن القلق على المنطقة الحضرية المركزية التي تشبه كبد الكيان المعرض للسحق في الحرب المقبلة، وهو ما يسمّيه الإسرائيليون بمنطقة «غوش دان»، حيث مستوطنة تحمل الاسم نفسه جنوب تل أبيب، فشهدت التعليقات اعترافاً بأن هذه المنطقة هي مركز صنع السياسة والاقتصاد وجعلها عنواناً للتهديد لا بدّ أن يترك بصماته في المواقف المعنية بالمستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، خصوصاً بعدما أثبتت صواريخ غزة فشل القبة الحديدية في حمايتها، وفيما كان اللافت في تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي حملت في ظاهرها التهديد لحزب الله، الكلام عن اشتراط التهديد بالرد على حرب يشنّها حزب الله على كيان الاحتلال، ووصف نتنياهو كلام السيد نصرالله للمرة الأولى بالمتعالي والمتعجرف، بينما جاء تعليق وزير حرب الحكومة المستقيلة افيغدور ليبرمان على كلام نتنياهو ساخراً بالقول إن الكلب الذي ينبح لا يعضّ، متهماً نتنياهو بالكلام الفارغ.

لبنانياً، يمر اليوم آخر أيام ما قبل الجلسة النيابية لمناقشة الموازنة على مدى ثلاثة أيام، وخلال اليوم يفترض أن ينهي رئيس الحكومة ترتيب أوراقه قبل المثول أمام الهيئة العامة للمجلس النيابي ضامناً وحدة الموقف الحكومي، بعدما بدا أن هناك ما يحتاج إلى «شدّ براغي الحكومة المتخلخلة»، سواء بما تمّ تداوله عن بعض الغموض حول توافقات لجنة المال والموازنة ووزارة المال على بعض التعديلات وما يتصل منها بمصير رسم المستوردات، أو بعدما أعلنت القوات اللبنانية عزمها على التصويت ضد الموازنة، رغم مشاركتها في المناقشات الحكومية والنيابية بما أوحى بكونها شريكاً في التفاهمات التي تعلن الانسحاب منها لأسباب سياسية يعمل رئيس الحكومة على استيضاحها. وبنهاية اليوم يبدأ أسبوع الموازنة، لينشغل به الرأي العام دون أن تتوقف المساعي الهادفة لإيجاد مخرج توافقي حول معالجة حادثة قبرشمون، تتيح انعقاد جلسة حكومية، لا تزال عالقة على حبال الإحالة إلى المجلس العدلي في ظل خلط اوراق سياسي أعقب كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لم تتضح نتائجه الكاملة بعد، سواء في كيفية تصرف الحزب التقدمي الاشتراكي تجاه ملف الإحالة للمجلس العدلي في ظل الاتهامات التي تضمنتها كلمة السيد نصرالله لرئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط، أو في كيفية تصرف رئيس الحكومة الذي استقبل جنبلاط وأشاعت أوساطه كلاماً عن تفاهم مع جنبلاط على قاعدة العودة للتحالف القديم، بينما كانت زيارة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل إلى الجنوب هادئة، واللافت فيها كان انطلاقها من مبيت الوزير باسيل في منزل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والترحيب الذي لاقته الزيارة من حركة أمل، وتنويه باسيل بما وصفه بتعانق أعلام التيار الوطني الحر وحركة أمل، ويتوقع أن تتسم بالهدوء كذلك الزيارات المتوقعة لرؤساء الحكومات السابقين إلى الرياض ولوزير الخارجية إلى واشنطن ومثلها زيارة وزير الدفاع الياس بوصعب إلى لندن، دون توقع مفاجآت أو نتائج سياسية لافتة في أي منها.

يتوجّه وزير الخارجية جبران باسيل الى واشنطن يوم الثلاثاء للمشاركة في مؤتمر الحريات الدينية في 16 و17 و18 الحالي. وفي معلومات «البناء»، فإن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الذي سيفتتح المؤتمر لن يلتقي وزير الخارجية اللبناني على هامش المؤتمر حيث سيكتفي بومبيو بمصافحة وزراء الخارجية المشاركين فقط.

وغادر وزير الدفاع الياس بوصعب الى لندن في زيارة رسمية تستمر 3 أيام يلتقي خلالها مسؤولين رسميين وفي مقدمهم وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردانت ووزير الدولة لشؤون القوات المسلحة مارك لانكاستر ورئيس أركان الدفاع الجنرال نيكولاس كارتر. وتشكل زيارة وزير الدفاع الى لندن مناسبة للاستفادة من خبرات الجيش البريطاني الذي نجح بتطوير نفسه وإعادة هيكلة بنيته ومحاولة الاستفادة من هذه الخبرة في لبنان. إشارة الى أن وزير الدفاع سيشارك خلال الزيارة في غداء عمل ينظمه مجلس حزب المحافظين للشرق الأوسط، بحضور رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي إضافة إلى مرشحين أساسيين لرئاسة الحكومة البريطانية خلفًا لماي.

وليس بعيداً أشارت قناة الـ ال بي سي اي أمس، تعليقاً على ما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الإدارة الأميركية الحالية تسعى إلى فتح قنوات اتصال مع «حزب الله، ان الوسيط الذي تحدّث عنه السيد نصر الله من دون ان يسمّيه هو الجانب الالماني وأن هدف الرسالة يتمثل بتحييد الحزب نفسه عن أية مواجهة أميركية إيرانية يمكن أن تحصل.

اعتبر الوزير محمود قماطي أن العقوبات الأميركية الأخيرة هي حرب اقتصادية لدفع المقاومة للاستسلام، مشدداً على أن حزب الله قوة أمنية وسياسية وشعبية الى جانب الجيش، ولن ينجرّ الى أي مهاترات، بل يريد بناء وطن. وأكد قماطي، خلال إطلاق مهرجان «رحيق جبل الريحان عسل وصنوبر»، مواجهة كل المؤامرات التي تُنسج عليهم سواء الاقتصادية، الأمنية، العسكرية، السياسية، او تلك التي تحاك على الصناعة والزراعة.

وبينما لم تتوقع مصادر مطلعة لـ«البناء» أي تأثير للعقوبات على حزب الله خاصة أنها تأتي في سياق الزدياد الضغوط الأميركية على المقاومة، اشارت المصادر الى ان الحكومة اللبنانية لن تغير في سياستها المعتمدة مع حزب الله لا سيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على اعتبار ان الحزب يمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني وممثل في البرلمان بطريقة ديمقراطية وفي الحكومة. ورأت المصادر ان الإدارة الأميركية تفصل بين سياستها من حزب الله ومساعداتها المتواصلة للجيش اللبناني. ومع ذلك رأت المصادر ان الموفدين الاميركيين والاوروبيين الى لبنان، يعكسون في دولهم مناخاً سلبياً عن الوضع الاقتصادي اللبناني، ومرده أن المعنيين في الحكومة لا يزالون يمارسون سياسة المماطلة في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

على خط آخر، زار رؤساء الحكومات السابقون الثلاثة، نجيب ميقاتي و فؤاد السنيورة و تمام سلام ، رئيس الحكومة سعد الحريري ، في بيت الوسط، عشية سفرهم الى المملكة السعودية للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده في سياق تأكيد موقف لبنان الداعم لأسرته العربية.

الى ذلك، استهلّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل زيارته الجنوبية من منزل اللواء عباس إبراهيم في كوثرية السياد، حيث أمضى ليل السبت الأحد في ضيافة الأخير، علماً أن المعلومات اشارت الى ان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا تناول وباسيل العشاء مساء السبت إلى مائدة المدير العام للأمن العام. ومن عين إبل في سياق جولته الجنوبية أكد باسيل أن الوقت ليس وقت «الحكي عن رئاسة الجمهورية بل وقت العمل ومجلس النواب أمام تحدّي إقرار موازنة إصلاحية». وقال: «كل يوم نصحو على شائعة وكذبة جديدة وتوقعوا هذا الاسبوع كماً هائلاً إضافياً منها فخلال يومين سأسافر الى الولايات المتحدة تلبية لدعوة الى مؤتمر يتعلق بالحريات الدينية، وسأشارك لأن رمزية مؤتمر من هذا النوع تتطلب ألا يغيب لبنان عنه».

ومن بلدة القليعة الجنوبية اعتبر باسيل أن «الوحدة الوطنية تعني اولاً الدفاع عن السيادة التي لا تتجزّأ»، مؤكداً «أننا في ذكرى حرب تموز نعيش معنى السيادة ولولا الوحدة الوطنية لما تحقق الانتصار». ورأى أن «اهمية التيار الوطني الحر أنه فوق الطائفية والطوائف ويدافع عن أي لبناني في مواجهة اي معتدٍ». وقال: نحن منفتحون ولسنا منغلقين بل نعيش الوحدة الوطنية.

وأوضح باسيل من بلدة الكفور أننا «رأينا اليوم أعلام التيار الوطني الحر وحركة أمل متعانقة اينما كان ونأمل أن تكون علاقة الناس على الأرض كذلك بشكل كامل، والتيار يأمل بتفاهمات على مستوى الوطن ككل وألا يبقى أحد خارجها»، معتبراً انه «في هذا البلد ليس هناك ضرورة بأن يزيل أحد أحداً. فهناك مكان للجميع ليكونوا معاً جنباً الى جنب»، لافتاً الى ان «التعانق الذي نتحدث عنه في الكفور عشناه مع حزب الله منذ عام 2006 وطنياً ونأمل ان يمتد الى الثنائي حزب الله – حركة أمل لنعيش هذه التفاهم بمعناه الاوسع».

أما على الخط التشريعي، فإن الأسبوع الطالع، سوف يشهد اجتماعات متتالية للهيئة العامة على مدى ثلاثة أيام لدراسة مشروع موازنة العام 2019 وإقرارها، ويأتي ذلك، بعدما قام رئيس لجنة المال النائب إبراهيم كنعان يوم الجمعة بتسليم الرئيس نبيه بري تقرير اللجنة النهائي حول مشروع موازنة وانشغال دوائر البرلمان يومي السبت والأحد بطباعة 128 نسخة من المشروع لتوزيعه على النواب تمهيداً لجلسة الثلاثاء. وفيما بات مؤكداً أن لا جلسة لمجلس الوزراء قبل انعقاد الهيئة العامة، شدّدت مصادر نيابية لـ«البناء» على انه كان من المستحسن أن تجتمع الحكومة وتنجز قطع الحساب قبل اجتماع الهيئة العامة، لكن ما يحصل من مناكفات عطل انعقاد مجلس الوزراء، مشيرة الى أنه ومع ذلك فإن المجلس سوف يجتمع لإقرار الموازنة التي لا يمكن في الوقت عينه أن تنشر في الجريدة الرسمية قبل إنجاز قطع الحساب. وفي السياق اعتبرت المصادر أن الأمور عادت الى سياسة عدم الانتظام ومخالفة الدستور فقطوعات الحساب التي يفترض أن يتم إنجازها بحسب المادة 65 من قانون موازنة 2017 التي نصّت أنه على سبيل الاستثناء ولضرورات الانتظام المالي العام، يُنشر هذا القانون قانون الموازنة وعلى الحكومة إنجاز عملية إنتاج جميع الحسابات المالية المُدقّقة منذ 1993 حتى سنة 2015، ضمناً خلال فترة لا تتعدّى السنة اعتباراً من تاريخ نفاذ هذا القانون، وإحالة مشاريع قوانين قطعها الى مجلس النواب عملاً بالأصول الدستورية والقانونية المرعية، لم يتمّ الانتهاء منها وأن الأمر سوف يقتصر على إقرار قطع حساب العام 2017 فقط.

إلى ذلك، يبدو أن الأمور لم تحلّ بعد لعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد عطفاً أيضاً على حل ملف حادث قبرشمون، وزار اول أمس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رئيس الحكومة سعد الحريري، ولفتت مصادر الاشتراكي لـ«البناء» إلى أن اللقاء كان إيجابياً لا سيما مع تأكيد الرئيس الحريري تمسكه بحلفه مع النائب جنبلاط على المستوى الدرزي وتفهّمه لهواجس الاشتراكي مما يجري على مستوى الجبل وعلى مستوى الأداء السياسي لبعض القوى السياسية. وشددت المصادر على ان الاشتراكي منفتح على معالجة حادثة قبرشمون بهدوء ويبدي انفتاحه على الحلول الممكنة من خلال الاحتكام للقانون وينتظر أن يأخذ التحقيق مجراه في حادثة البساتين ويتم تسليم المشتبه بهم إلى المعلومات ليبنى على الشيء مقتضاه.

وكان جنبلاط قال من بيت الوسط في ردّ على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: «مش حلوة بحقك يا سيد» أن تنتهي بالمطالعة الكبيرة بالحديث عن فتوش.

وقال: «من حرصي على الأمن بأن لا ينقل أشخاص حول السيد حسن لهم علاقة مع كسارات فتوش معلومات خاطئة إليه، أؤكد أنني لم أطلب في حياتي شراكة مع فتوش أو غيره».

واضاف: «شو عدا ما بدا يا سيد حسن» رجّعتنا الى الـ2005 وإلى سلاح الغدر وقد التقينا 6 مرات بعدها برغم كل ما حدث في بيروت في 2008. واصفاً حديث نصرالله بأنه أمر مزعج وتوجّه إليه بالقول: «أذكرك أنني معك فقط في ما خصّ فلسطين ولست معك في أمر آخر، وأنا أخاصم رجالاً وأتمنى أن تخاصم رجالاً، وإذا كنت تريد أن تحاط بهذه المجموعات. فهذا شأنك لأنني أخاصم رجالاً وأصادق رجالاً، وهذا تاريخي وتاريخ كل آل جنبلاط. فلماذا عُدت بنا الى الـ2005؟».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى