على يديه الفتح المبين!

العلامة الشيخ عفيف النابلسي

الانطباع الأول الذي خرجت به بعد مقابلة الأمين العام لحزب الله الأخ السيد حسن نصر الله أنّ المقاومة تتعامل مع ترتيبات الدخول إلى القدس، أما أصل الدخول فهذا أمر منجز وقد انتهت من البحث في شروطه ومقدّماته. الشعور الذي انتابني لا يوصف وأنا استمع إلى كلماته التي يقول فيها إنّ لديه أملاً بالصلاة في القدس. لكن أنا لديّ يقين بذلك لما أعرفه في هذا الرجل من خصائص وميزات وأحوال إيمانية قلّ نظيرها. وهو بذلك يفتح الباب على مصراعيه لنصر جديد، بعد أن فتح الله أبواب الغيب في قلبه لتنير له الطريق إلى الهدف الأسمى للسعي الإنساني في هذا المقطع من التاريخ في مواجهة الطغاة وأهل الباطل وشياطين الإنس.

قد لا يعني كلام الأمين العام الكثير للناس الذي لا يفهمون إلا بلغة المادة وموازين القوى البشرية ومنطق الإمكانات التي من خلالها تتحقق النتائج المأمولة، أما الغيب والمعنويّات والإيمان فلا وزن لها في معادلات القوة واسترجاع فلسطين. ولكني أقول إنّ المقاومة عندما انطلقت فإنّها لم تنطلق إلا وهي تحمل الكثير من هذه المبادئ، والقليل القليل من القدرات المادية والسلاح الذي لا يمكن أن يحرّر زاروباً، لكنها وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل هذا الإيمان وهذا الأمل بالغيب. شغلتني عبارته عن الصلاة في القدس أكثر مما شغلني شيء آخر نعرفه ونسمعه مراراً لترتدع «إسرائيل» وتكفّ عن صلفها وعنجهيتها، وهذا يعني أنّ موعدنا مع القدس قد اقترب، وساعة دولة الكيان قد دنت. ومرة جديدة أقول قد لا يستوعب العقل العربي والغربي ما قاله سماحة السيد خصوصاً أن صفقة القرن وتطبيع العلاقات الخليجية الإسرائيلية على قدم وساق، والتطوّرات هي لصالح تقدّم إسرائيل في المنطقة وتحوّلها إلى جزء طبيعي منها، لا لإيمانيات وغيبيات وشعارات ليست موصولة بالواقع! لكني رأيت أنّ هذه العبارة هي الأهم وهي الأخطر وهي الأجدر في توفير الأمل لأجيال فقدت كل طريقة لتغيير هذا الواقع المر.

بعكس ما يروج له الإعلام الخائن من زوال آخر قطعة من فلسطين في السنوات المقبلة مع تنفيذ بنود صفقة القرن واستحداث دولة فلسطينية في سيناء أو في أي مكان آخر، فإن كلام سماحة السيد وضع العالم في تصور مغاير وأمام مشهد جديد مقبل لا يمكن أن يرى حقيقته النقية إلا مَن أعطاه الله فراسة المؤمنين! اليوم نحن لسنا مع قائد فحسب بل مع ولي من أولياء الله يجري الله على لسانه ينابيع الحكمة وعلى يديه فتحاً مبيناً!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى