نابلس: موكب مهيب في وداع المناضل بسام الشكعة
شيّعت جماهير محافظة نابلس وفلسطين المحتلة، أمس، في موكب جنائزي مهيب، جثمان المناضل الكبير بسام الشكعة، رئيس بلدية نابلس الأسبق، إلى مثواه الأخير في المقبرة الغربية في المدينة.
وكان قد أعلن أول أمس عن وفاة المناضل الشكعة، عن عمر ناهز الـ 89 عاماً.
وشارك في مراسم التشييع نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، ومحافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان، وقادة الفصائل والأحزاب وممثلو الفعاليات الوطنية والرسمية والشعبية على مستوى الوطن، الى جانب مئات المواطنين.
وقال عبد الرحيم الحنبلي الصديق المقرّب من المناضل الشكعة، إنه عاش لحظات كثيرة مع الراحل الشكعة لأكثر من ستين عاماً، كان خلالها رجلاً وطنياً مناضلاً ضد الاحتلال وأطماعه.
وأضاف أن الشكعة كان أحد قادة الجهاد المقدّس في فلسطين وناضل ضد حلف بغداد، وطورد واعتقل وواجه قرار الإبعاد، منوّهاً إلى أنه فضل العيش مزارعاً يحافظ على أرضه ومارس دوراً هاماً في دعم المزارعين من أجل تعزيز صمودهم ونضالهم ضد أطماع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وأشار الى دوره في الحفاظ على الثوابت الوطنية ومنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد، ورفضه لممارسات الاحتلال، ودفع ثمناً لذلك بعد تعرضه لعملية تفجير أدت الى بتر ساقيه.
وأوضح الحنبلي أن الشكعة حاول الاستقلال عن الاحتلال وهو يشغل رئيس بلدية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، من خلال توفير خدمات للمواطنين مثل توليد الكهرباء بجهود ذاتية للبلدية.
وكان المناضل بسام الشكعة الملقب بـ»أبو نضال» توفي بعد صراع طويل مع المرض، وهو من مدينة نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية المحتلة ورئيس بلديتها السابق.
وبسام الشكعة هو أحد أعيان مدينة نابلس، وانتخب رئيساً لبلديتها عام 1976، وعرف بتوجّهه القومي والعربي ورفضه الاحتلال بكل أشكاله، ولا سيما الاستيطان، وهو ما دفع الاحتلال وعبر تنظيم سري لمحاولة اغتياله هو ورئيس بلدية رام الله كريم خلف آنذاك، ورئيس بلدية البيرة إبراهيم الطويل عبر زرع عبوات ناسفة في مركباتهم الخاصة، فبترت ساقاه.
كما بترت ساق كريم خلف، في حين نجا إبراهيم الطويل لاكتشافه العبوة الناسفة، وقال الشكعة كلمته الشهيرة حينها «الآن أصبحت أقرب للأرض»، في إشارة إلى عظم حبّه لها.
ومع قدوم السلطة الفلسطينية لم يهادن الشكعة كثيراً قيادتها، ولا سيما رئيسها الراحل ياسر عرفات، وعرف بمعارضته لسياساتها.
ونعت حركة حماس أمس، أحد قادة الحركة الوطنية الفلسطينية، رئيس بلدية نابلس الأسبق بسام الشكعة، والذي وافته المنيّة مساء الإثنين.
وقالت حماس في بيان: إننا إذ ننعى فقيد الوطن ونسأل الله أن يتغمّدَه بواسع رحمته، لنذكر سجله النضالي الحافل بالتضحيات، كأحد الأبطال الذين تصدّوا للاحتلال والاستيطان.
وأضافت: «هو عنوان من عناوين حب الفلسطيني لأرضه وتمسكه بها، واستعداده الكامل للدفاع عنها، فضلاً عن تمسكه بالثوابت الوطنية طوال مسيرة حياته الزاخرة بالعطاء».
وتابعت حماس: ننعاه كإحدى قامات العمل الوطني مستذكرين التصاقه بالجماهير الفلسطينية، ومساهماته الجليلة في خدمة شعبنا وقضيتنا، وباعتباره رمزًا من رموز الوحدة، والتي رافقته حتى آخر أيام حياته.