أبجديّات ـ أمل

نبيل مملوك

مجددًا، تحرّر الصدفة أيّامي من الاختناق مقدّمة أنفاسكِ الورديّة كهديّة لتقبّلي الحياة كما هي. ساعتان ذوّبتها في فنجان عمري، ساعتان أحاول أن أحفظ منهما حركة الشمس الذي اتبعت أيدينا وهما تتعانقان، وحركة السحاب التي تفصّل من بشرتها الشفّافة في شتاء يليق بذكرى هذا اللقاء.

لم أتوقّع يا «شيرين» أن تكوني أغنيةً تدخل بسلاسة إلى مأتم قلبي، لم أتوقّع، عزيزتي أن تصبح نبضاتي ماهرة في الغوص بليل دمائي. هذه المرة استدعانا البحر لنلتقي، لأحفظ تفاصيلك كقصيدة لن تُعاد، لأحفظ شعرك الذي قطع بمداه أنفاس نسياني، ووجهك الذي يعزف أنشودة الضحك لتغدو حواسي أوطانًا لم تعرف الحروب والمأساة قطّ.

أخبرتكِ البارحة ببعض التفاصيل التي صادفتها وأنا أتجوّل كبائع ورد في أزقّة شخصيتكِ لكني اكتفيت بتنشّق عطر بعضها، ربما لأعلن سكري في هذا النصّ «الغيور» على كمالك، فالكلمات التي خرجت من ثغرك كانت ترتدي الانضباط متحديةً برد الارتباك أو اقتراف السطحيّة، ونظراتك العابرة نحوي كانت جملة من القطارات التي دهست صعاليك الحزن المتسكّعة بين أحياء دموعي.

… مجددًا تعانقت أيدينا، لكن أناملك صمّمت الكتابة ببقايا الرمال على جدار كفّي الوداع كان صعبًا، لكني أدركتُ أن هذه التفاصيل التي هربت مني الآن ما هي إلّا أبجديّات تأمّل وأمل!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى