العثور على إبداعك في وقت لاحق في الحياة…!

د.فايزة حلمي

يقول ريك ديبياسيو: «يمكن أن يكون منتصف العمر وقتًا رائعًا في حياتنا، إذا سمحنا بذلك، في الواقع يمكن أن تكون مرحلة من مراحل الحياة، تشعل فيها طاقاتنا الإبداعية «النار»، عندما يمكننا حقًا إحداث تغيير في العالم مِن خلال أفكارنا وفنّنا وموسيقانا وأشكال التعبير عن الذات الأخرى، فيما يلي بعض الأضواء التي تساعدنا في العثور على الإبداعية الخاصة بنا لاحقًا في الحياة:

1. منتصف العمر ليس سِناً محدداً، إنها فترة زمنية نصل إليها بشكل فردي، عندما نبدأ في إلقاء نظرة على «مجموعة عملنا» وتاريخ اتخاذ القرارات ومن ثم ننظر إلى الأمام في بقية حياتنا لتحديد ما إذا كنا على المسار الصحيح.

2. ليس من الأنانية أن تقرّر أن تجد معنى في حياتك، لقد حان الوقت لكي تكون أنت.

3. كسب الرزق هو أمر مهم، ولكن الأمر يجب أن يؤدي إلى حياة مُستوفاة، ربما تكون وظيفتك جيدة وربما توفّر ببساطة وسيلة لدعم ما هو مهم بالنسبة لك، لكن، إن لم تكن، لا تتخلَّ عن روحك.

4. «الإبداع» قد يتضمن فنًا أو حرفة أو تَعَلّم مجال جديد، قد يتعلّق الأمر أيضًا بعيش حياة باستخدام شغفك وأصالتك للمتابعة على المسار الذي اخترته، إبداعك الفردي يمكن أن ينقذ حياتك إنها روحك تتحدث اليك، لذا فتَجَاهُل النزعة الإبداعية الخاصة بك، يكُوُن على مسؤوليتك الخاصة.

5. الهوايات رائعة، لكنها بدائل فقيرة لإيجاد معنى في حياتك، استمتع بها «كتسلية»، لكن تذكر: أن إطلاق إبداعك يساعدك على الإقتراب مِن معرفة سبب وجودك، ليس نحت بطة خشبية يكشف عن معنى الحياة ولكن رؤية العالم وتغييره، حتى لو كنت تبدأ بقطعة من الخشب والسكين، حَرّر عقلك.

6. تحتاج إلى اتخاذ قرار بأن تصبح الشخص المقصود منك أن تكونه وهذا لم يتم تعليمه لك، فقط يمكنك أن تعطي لنفسك هذا الإذن، إطلاق الإبداع هو الخطوة الأولى لإيجاد نفسك.

7. الفنانون هم الناس الذين يَخلقون، يمكنك أن تَخْلِق دون أن تكون الشخص الذي يرسم أو يكتب أو يعزف، أنت فنان عندما تجلب لك شغفًا بحياتك، كما قال ثورو Thoreau «من الرائع للغاية أن ننحت ونرسم الجو والوسيلة التي ننظر من خلالها، للتأثير على جودة اليوم وهذا هو أعلى الفنون».

8. إعْمَل بعُمق، لا تأخذ المسودة الأولى ولا الطريق الأقل مقاومة، إعْمَل مِن العاطفة، وحاول التعبير عن مخاوفك، أفراحك، ألمك، حُبّك، لا تَكن كأي شخص يعمل على السطح.

10. أنت فريد مِن نوعه، لا أحد يستطيع أن يروي قصتك، ولا أحد عاش حياتك، ولا أحد لديه وجهة نظرك، أكتب، شارك حبك، حياتك، شغفك.

إنه نداء لكل الأشخاص في منتصف العمر، لإطلاق العنان لإبداعاتهم الكامنة… تقول جين سينريتش Jenn Sinrich: في كثير من الأحيان نجد أنفسنا على الطيار الآلي!! الاستيقاظ في المنزل نفسه، نرتدي الملابس نفسها ونستقلّ وسيلة النقل نفسها إلى الوظيفة القديمة نفسها، حتى قرارات السنة الجديدة تغييرها بالكاد يجعلها مثل السنة السابقة وعلى الرغم من أنه من الطبيعي تمامًا أن يتوق البشر إلى الروتين، إلا أن هناك الكثير مما يجب اكتشافه خارج حدود مناطق الراحة لدينا.

تقول جولي كوراتسيو، صاحبة الدعوة «جَدّد تألّقك» Reawaken Your Brilliance: «نميل إلى البقاء في حالة ركود، عندما نفعل الأشياء القديمة نفسها»، «عندما نبدأ في رؤية الأشياء بشكل مختلف وننظر من حولنا، فإننا نفتح أنفسنا على إمكانيات جديدة وفرص جديدة ويمكننا القضاء على الخوف مِن التغيير».

اقرأ كيف قام أحد هؤلاء الأشخاص الملهَمين بتحرّكات جذريّة واغتنم الفُرَص وبدأ في مغامرات ملحميّة، إنها إحدى القصص المستوحاة من هؤلاء العاقدين العزم، الذين رفضوا الجلوس وتَرْك الحياة تَمُرّ بهم.

«عندما كان عمري 40 عامًا توفّيت زوجتي بسبب مرض نادر في الكبد، كانت تبلغ من العمر 34 عامًا في ذلك الوقت وكان لدينا ابنة تبلغ من العمر 10 أعوام وكنت مالكاً مشتركاً لشركة، بعد وفاتها أدركت أن هناك شيئًا أكبر يجب عليّ فعله في حياتي، لكن لم يكن لدي أي فكرة عما هو، لذلك بِعْت نصف نشاطي التجاري إلى شريكي وفكرت في ما يجب القيام به بعد ذلك.

كان لدى زوجتي موهبة كبيرة من الفكاهة وعلى الرغم من وجود الكثير من الدموع خلال السنوات الثلاث الأخيرة مِن مَرَضها، إلّا أنه كان هناك الكثير من الضحك أيضاً، لذا بعد وفاتها، أدركت مدى أهمية هذا الضحك، على الرغم من أنه كان في كثير من الأحيان لفترات قصيرة، وتذكّرت كيف ساعدتني هي ومَن حولها في التعامل مع مَرَضها، وعلى الفور عُدت إلى الدراسة لأتعلّم عن الفكاهة العلاجية، وبدأت أتحدّث عنها وتطوّعْت مع أشخاص يعانون مِن أمراض خطيرة، ليروا كيف يستخدمون الفكاهة لمساعدتهم على مواجهة آلامهم، وأصبح كل ذلك مادة دَسِمة لكتابي الأول «القوة العلاجيّة للفكاهة» «The Healing Power of Humor»، والذي هو الآن يُترْجَم إلى اللغة الأجنبيّة التاسعة».

أنت أيضاً تستطيع أن تقفز قفزة هائلة! وتستطيع السيطرة على مصيرك الخاص بك، إذا لم تجد الشجاعة للبدء ثانية من نقطة الصفر، فربما ستظل عالقاً بحياتك الآلية.

مستشار نفسي وكاتبة/ مصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى