ياسمين

جهاد الحنفي

ومَن ياسمينُ التي ارتَـَشـفا

ندى دمِها الفجرُ إذ نَزَفا

ومَن ياسمينُ التي عَزَفَتْ

حريقاً بمسمعِ من عَزَفَا

ومَن ياسمينُ حكايتُها ـ فاستمعْ …

دهشة المجدِ إن وَصَفا

ومَن ياسمينُ لكلِّ النُّجومِ

تراها الكفَّ عوناً والكَنَفَا

كعادتِها استيقظتْ والظَّلامُ

يلفُّ المدى قلِقاً وَجِفا

ولكنَّها مَسَحَتْ وَجْهَه…

بشروقِ ابتسامَتِها … فغفا

يوشوِشُها الزَّهرُ حين تجلَّتْ

بعينيكِ ما أجملَ الصُّدفا

وطيرُّ يحطُّ على كتفيْها

يغازلُ منديلَها شَغَفا

ومَن ياسمينُ… خليليَّةُ…

الطُّهرِ والعطرِ أرضا ًومُكتَنفا

على الدَّربِ كانت خطاها تؤرِّخُ…

مستقبلاً بعدُ ما عُرِفَا

هناك رصاصاتُهم قَطَفَتْ

ربيعاً لعطرِ الحياةِ هَفَا

هناك دمُ الوردِ لم يرتجفْ

ولكنَّ قاتلَها ارتَجَفا

أنوثةُ شمسٍ على الأرضِ تَهوي

وأخوتُها صَنَمٌ وَقَفا

وتسألُ من إخوتي؟ أمةٌ

تنامُ على أمْسِها تَرَفَا

تحاصِرُها النَّارُ من كلِّ صوبٍ

فتذرفُ أدمُعَها… وكفى

وإن غَضِبتْ فاللسانُ سلاحٌ

يَدُكُّ الحصونَ إذا قَصَفا

أيا أمةٌ ناحَ آدمُها من

سماءٍ على نسلِه أَسَفا

وصاحَ تبرأتُ ربيَ منه

أعدْ لي دمي الحرَّ والنُّطَفا

ومَن ياسمينُ… سؤالُ زعيمٍ

طفا فوق أيَّامنا جِيَفا

وكيف سيعرفُ مَن ياسمينُ

إذا كانَ لا يعرفُ الشَّرفا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى