طهران: الخطوة الثالثة من تقليص التزاماتنا ستكون حازمة وتدعو الصين للتعاون في مواجهة «هيمنة» أميركا واشنطن ترفض مقترحاً إيرانياً مقابل إلغاء العقوبات والحرس الثوري يكشف عن «ميدان حرب» يتخطّى الخليج
اتهم نائب الرئيس الإيراني، إسحق جهانغيري، الولايات المتحدة بأنها «تعرّض منطقة الخليج للخطر»، مشيراً إلى أنّ «سياسة بلاده الخارجية تركز على مكافحة الهيمنة الأميركية».
جهانغيري
وقال جهانغيري، خلال لقاء عقده، أمس، مع رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سونغ تاو، إن «الأميركيين يعرضون أمن منطقة الشرق الأوسط والخليج للخطر».
وأضاف جهانغيري أن «السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية تكمن في دعم تعددية الأطراف، ومواجهة هيمنة الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنّ بلاده «على استعداد للتعاون مع الصين في هذا الصدد على الأصعدة الإقليمية والدولية».
من جهة أخرى، اعتبر نائب الرئيس الإيراني أن بلاده «تلعب دوراً هاماً في مكافحة التطرف والجماعات الإرهابية في المنطقة، وخاصة تنظيم داعش».
وأوضح أن «إيران أسهمت في دعم الحكومتين الشرعيتين العراقية والسورية»، معلناً استعداد بلاده لـ»التعاون مع الصين في محاربة الإرهاب وإعادة بناء العراق وسورية».
وقال في هذا السياق، إن «الولايات المتحدة تحاول نقل عناصر داعش الإرهابيين من سورية إلى أفغانستان، وهي خطة خطيرة ويجب الوقوف ضدها».
بعيدي
على صعيد آخر، ردّت إيران، أمس، على بريطانيا بشأن عرض تبادل الناقلات المحتجزة لدى كل منهما.
وقال سفير إيران في بريطانيا إنه «من المستحيل إجراء مبادلة مع بريطانيا بالإفراج عن الناقلة البريطانية مقابل إفراج لندن عن الناقلة الإيرانية».
وأكد السفير حميد بعيدي نجاد أنه «من المستحيل تبادل الإفراج عن ناقلات النفط التي تحتجزها البلدان»، مشيراً إلى أن «احتجاز ناقلة النفط الإيرانية لدى سلطات جبل طارق البريطانية جرى بشكل غير قانوني».
ونشر السفير تغريدة، على «تويتر»، قال فيها «من المستحيل المضي باتجاه المقايضة مع المملكة المتحدة في ما يتعلق بالناقلتين الإيرانية والبريطانية كما يلمح الإعلام البريطاني، فالمملكة المتحدة احتجزت الناقلة التي تحمل النفط الإيراني بشكل غير قانوني، فيما احتجزت الناقلة البريطانية لخرقها بعضاً من لوائح الأمن والسلامة الرئيسيّة بمضيق هرمز».
الموسوي
فيما كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن «طهران اقترحت على واشنطن توقيع البروتوكول الإضافي هذا العام بدلاً من عام 2023، مقابل إلغاء العقوبات، لكن هذا العرض وُوجه بالرفض».
وأكد موسوي أن «وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لم يلتق أي مسؤول في الإدارة الأميركية خلال زيارته نيويورك».
وحذّر موسوي في تصريح صحافي، أمس، من أن «الخطوة الثالثة من تقليص التزاماتنا النووية ستكون حازمة، في حال فشل الجهود الدبلوماسية».
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن تفعيل «إينستكس» المالية الأوروبية للتبادل التجاري مع إيران ليس الهدف الأكبر الأساس، إنما هو مقدّمة لتنفيذ أوروبا التزاماتها.
وقال موسوي إن «التحالف العسكري الأوروبي المقترح لحماية الملاحة في مضيق هرمز مبني على أوهام، ولا ننصح ألمانيا والدول الأوروبية بالانضمام له»، مضيفاً أن «إيران هي المسؤولة عن تأمين الخليج ومضيق هرمز، ولأجل حماية أمن المنطقة لا حاجة لتشكيل تحالفات من خارجها».
وأوضح أن «ضمان أمن المنطقة والخليج ومضيق هرمز لا يتم إلا عبر تعاون دول المنطقة»، مشيراً إلى أن «تدخل الدول الأجنبية في المنطقة سيؤدي إلى زعزعة أمن الخليج واستقراره».
من جهة أخرى، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية تصريح سفير السعودية بالأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، بشأن إنهاء حرب اليمن بأنه «إشارة إيجابية»، مؤكدة أن «ردّ إيران سيكون إيجابياً عليه».
وقال الموسوي، في المؤتمر الصحافي الأسبوعي أمس، إن «رد إيران سيكون إيجابياً على أي إشارة سعودية إيجابية»، مشيراً إلى أن بلاده «دعت مراراً وتكراراً إلى حلّ القضايا بين دول المنطقة من خلال الحوار ومن دون شروط مسبقة».
وأعرب الموسوي عن «ترحيب طهران بأي جهود للتقريب بين الدول الإسلامية، لأنها تعتقد أن هناك مصالح كبرى مشتركة»، مضيفاً أن «هذه المصالح تتطلب من دول المنطقة أن تضع خلافاتها جانباً، وهو أمر جيد بالنسبة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بحيث تمنع الدول الأخرى وبعض الأنظمة غير الشرعية من استغلال هذه الخلافات والاستفادة من هذه الفجوة».
وكان السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، أكد أن «الرياض لا تريد أي حرب مع طهران في أي مكان»، مشدداً على أن «أزمة اليمن آن لها أن تنتهي، وأن الرياض على استعداد لإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية وإيران».
في سياق متصل، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خطوة الإمارات بسحب قواتها من اليمن بأنها «تشكل خطوة إيجابية».
وقال موسوي، إن «تغيير النهج، مهما كان السبب فيه، نعتبره أمراً إيجابياً وخطوة جيدة يمكنها أن تؤدي إلى الأمن والاستقرار وخفض التوترات التي تعتبر اليمن إحدى بؤرها.
وأضاف أن «إيران ترصد هذه الخطوات بدقة وستساعد قدر ما تستطيع من أجل أن يتم اتخاذ المزيد من هذه الخطوات وتعميقها أكثر فأكثر، وستتخذ إيران الخطى في هذا المسار».
رشيد
على صعيد آخر، أكد قائد مقر «خاتم الأنبياء» المركزي، التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء غلام علي رشيد، أن «سعة نطاق المواجهة وعنصر الزمن هما اللذان يحددان مصير أي حرب محتملة مقبلة».
وقال اللواء غلام إنه «بالإشارة إلى الحرب المحتمل وقوعها في المستقبل، لا قوة في العالم لديها الإمكانية في إدارة حرب ضد أراضٍ بمساحة إيران تبلغ ثمانية ملايين كلم مربع».
وخلال زيارة تفقدية للوحدة الصاروخية التابعة لقوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري، أكد اللواء رشيد: أنه «بالنظر إلى تاريخ الحروب التي اندلعت خلال العقود الأربعة الأخيرة والخسائر المالية والبشرية التي ألحقتها بشاعليها كـ صدام حسين والسعودية والولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، تظهر أخطاؤهم في تخميناتهم وقراراتهم، وإطالة هذه الحروب هو نتيجة عوامل لم تكن قابلة للتكهن».
واعتبر القائد في الحرس الثوري الإيراني، أن «مصير الحرب المستقبلية المحتملة تعينها الأبعاد الجغرافية لميدان الحرب والفترة الزمنية لها، مشيراً إلى أنه «لا قوة في العالم لديها الإمكانية في إدارة حرب وشنها وإنهائها ضد أراضٍ بوسع إيران تبلغ مساحتها ثمانية ملايين كلم مربع».
وتابع: «لذلك القدرة على إدارة الحرب على جغرافيا واسعة ضمن فترة زمنية طويلة هي من تقرّر نتيجة الحرب وليس القدرة في التخريب وشدة الدمار».