محمود … أنت الآن حرٌّ
جهاد الحنفي
إن كانَ ذنبُــــكَ
موتَنا عشقاً بحرفٍ
أنت بوحُ سمائِه
«لا تعتذرْ عمَّا فَعَلْتْ»
إن كانَ ذنبُــــكَ
جهلَنا الليلَ المعربدَ في بقايا صبحِنا
فأنا جهلتُ على يديْكَ وأنتَ لا
«لا تعتذرْ عمَّا فَعَلْتْ»
إن كانَ ذنبُــــكَ
ما نثرتَ على هشيمِ عروقِنا
من خمرةٍ
سجِّلْ
بأنَّ الآثمينَ الرافضينَ
لخمرِكَ الأبديِّ
لكنِّي إمامُ الظامئينَ
ثملتُ حتى آخرِ الكرمِ العتيقِ
وليس عليك من إثمٍ
إذا لم تعتذرْ عمَّا فَعَلْتْ
قمرٌ
يوشوشُ في الطَّريقِ خطاكَ
لا تقلقْ
ستعبرُ للنِّهايةِ… أنتَ مَن حَمَلَ البدايةَ ذاتَ ليلٍ
كلُّهم وقفوا
وأنت مشيْتَ
عيناك انتظارٌ شامخٌ للفجرِ
من خلفِ التِّلالِ السُّمْرِ
لا تقلقْ
حصانُكَ لم يزلْ حرَّ اللِّجامِ
صهيلُهُ أنفاسُ جَدِّكَ
والمدى ميدانُه
رملُ المنافي في جبينِكَ
ذكرياتُ العائدينَ الى سطورِ الأرضِ
من وجعِ المجازِ ومستحيلِ فضائِه
كم مرةٍ ستقولُ
لن ننسى
ليعرفَ من ينامُ على حشيشِ دروبِنا
أنّا سنرجعُ
فارحلوا
أنا سنمحو من مرايانا خطايا ظلِّكم
فلترحلوا
يا سيِّدَ الألمِ المقدَّسِ
لم يغادرْك المسيحُ
جراحُه قَدَرٌ جليليُّ الحياةِ
وأنت لم تذهبْ لجُلجُلةٍ
حملْتَ إلى منافينا خطى الآلامِ
قد بوركتَ يا أنتَ الفلسطينيُّ
حين ولدْتَ من فجرٍ
وحين نطقْتَ من سِرٍّ
وحين تقومُ من جمرٍ
لتكويَ جُرحَنا المفتوحَ كالأزمانِ
لا تأبهْ بما فعلوا بيوسُفِهم
وحسبُكَ أن جُبَّاً
قد رموك به
سيصبحُ عرشُك الذهبيَّ
هاويةً لتجَّارِ الظَّلامِ
هنا على هذا الترابِ
نعيشُ نبضاً في رؤاكَ
نقولُ للأشواكِ … أشواكِ المسافةِ
لن نبالي
لن تنالي من خُطانا
فلتكن أحلامُنا معصومةً كالأنبياءِ
جريئةً كالعاشقينَ
نقيَّةً من جُبْنِ مَن «كَسروكَ كي يقفوا على ساقيْك عرشاً»
كم صرختَ بوجهِ مَنْ عشِقَ القصورَ وزيفَها
«إسحبْ ظلالَك من بلاطِ الحاكمِ العَرَبيِّ»
وكم صرخْتَ
«القمحُ مرٌّ في حقولِ الآخرينَ»
اليوم َلا يعني لنا في الكونِ شيءٌ
غيرَ موطأ روحِنا
أثرِ الفراشةِ فوق نارِ جروحِنا
أحلامُنا… أسماؤنا
أسماؤنا فرحُ السَّنابلِ في حقولِ دمائِنا
هذي فلسطينُ العروسُ
ومهرُها الحبُّ الذي لا ينتهي
كقصيدة ٍلا تنتهي
والعاشقونَ على دروبِ حنينِها
كتبوا بما اشتعلتْ به الأرواحُ
لن ننساكِ
فارِسُكِ الشَّقِيُّ
على بُراقِ الشَّوقِ آتٍ
فانثري
أزهارَ فجرِكِ والتَّراتيلَ النَّديَّةَ
لن تنامي ياعروسُ على دموعٍ
لن يمروا فوق حِنَّاءِ العروسِ
ولن يمروا بعدَ هذا اليومِ
قلتَ ونحن قلنا
لن يمروا
لن تمروا
ها أنت يا محمودُ
فوق الأرضِ … ملءَ الأرضِ
أنت الآن حرُّ