معركة إدلب
ـ في بداياتها كما المعارك الكبرى في سورية طرحت معركة إدلب أسئلة عن مدى المشاركة الروسية وحجمها وعن حدود التدخل التركي الداعم للجماعات المسلحة والاستعداد الأميركي للتورّط في مواجهة كبرى، لكنها ككلّ المعارك السابقة أعادت تأكيد حقيقة ما أثبتته تلك المعارك حول الثبات الروسي والتلاعب التركي والتصعيد الكلامي الأميركي.
ـ الأسئلة الجديدة التي تطرحها معركة إدلب تتصل بخصوصيتها حيث تجتمع خصوصيتان جديدتان، فهذه المنطقة هي الملاذ الأخير لجماعات يتصف أغلبها بالإرهابي الذي يستحيل ضمّه إلى العملية السياسية، كما هي الموقع الأخير لتركيا الشريكة في مسار تعاون في الملف السوري والإقليمي مع روسيا وإيران رغم مشاركتها الحثيثة في تقديم الدعم للجماعات الإرهابية وأشدّها تطرّفاً.
ـ هذه الخصوصية في إدلب لا تجعل العمل العسكري مستبعداً كما افترض البعض قبل شهور، فبدون العمل العسكري لن تتحرك السياسة ولا مكان للتفاوض، لكن العمل العسكري الهادف لدفع الجماعات الإرهابية إلى الخلف ونزع المواقع الهامة من أيديها وإلى تفكيك بناها وضرب قادتها وهياكلها القتالية، والهادف أيضاً لإقناع تركيا بلا جدوى رهاناتها على الجماعات المسلحة يهدف أيضاً إلى صياغة تسويات تعقب كلّ وجبة من العمل العسكري تحقق خطوات تراكمية في هذين الإتجاهين.
ـ إذا كانت المعارك العسكرية السابقة للجيش السوري تشبه الهدم بالجرافة فعملية إدلب هي هدم بالمطرقة والأزميل لكنها في النهاية عملية هدم.
التعليق السياسي