بلير يعترف بدور روسيا الفاعل في الساحة الدولية أوباما يواجه ارتداد «الثورة الملوّنة» عليه

ربما تكون «صحوة» لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وربما هي مراجعة للسياسة الأوروبية إزاء شريك هام في هذه الـ«أوروبا» لا يمكن الاستغناء عنه وعن دوره الفاعل في الساحة الدولية. ومناسبة هذا الحديث اعتراف

بلير بأن روسيا لاعب مهم في المحافل الدولية، وبأنّ الغرب مدعوّ إلى التعاون معها في شأن مواجهة التطرّف الإسلامي، من دون النظر إلى الأزمة الأوكرانية. من الضروري أن يتعاون الغرب مع الكرملين في هذا الموضوع لأن روسيا تبقى لاعباً مؤثراً في حل مشاكل معينة، من بينها الشرق الأوسط. ومن الصعب من دون روسيا تسوية الأزمة السورية. كلّ ذلك بحسب صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية التي اعتبرت أنّ دعوة بلير هذه، تتعارض وموقف أوباما، الذي يضع روسيا إلى جانب حمّى «إيبولا» و«داعش» الذي يتهدّد الأمن العالمي.

أوباما بدوره كان محطّ اهتمام صحيفة «إيزفستيا» الروسية التي نشرت تقريراً عن ارتداد حادثة مدينة فيرغسون الأميركية، والاضطرابات العنيفة احتجاجاً على تبرئة هيئة المحلّفين ضابط الشرطة الذي قتل شاباً أسود.

ونقلت «إيزفستيا» عن رئيسة قسم التحليل التطبيقي للمشاكل الدولية في معهد العلاقات الدولية، تاتيانا شكالينا، قولها في هذا الخصوص، إن أوباما مشغول جدّاً بالقضايا الدولية، إذ لا يبقى لديه أيّ وقت لحل المشاكل المرتبطة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية في الداخل. وإنّ أوباما بدأ بنشاط تنفيذ عمليات عسكرية في ولايته الأولى، وحالياً هو مشغول بالأزمة الأوكرانية وأحداث الشرق الأوسط وكذلك روسيا، التي لا تشكل أيّ مشكلة للولايات المتحدة.

«نيزافيسيمايا غازيتا» : بلير يعترف بأن روسيا لاعب مهم في الساحة الدولية

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى حديث المبعوث الخاص للّجنة الرباعية في شأن أزمة الشرق الأوسط توني بلير إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» حول تعاون الغرب مع روسيا في تسوية المشاكل الدولية.

اعترف بلير بأن روسيا لاعب مهم في المحافل الدولية، ودعا الغرب إلى التعاون معها في شأن مواجهة التطرّف الإسلامي، من دون النظر إلى الأزمة الأوكرانية. من جانبها تدعو روسيا إلى تسوية الأزمة السورية دبلوماسياً.

دعوة بلير هذه تتعارض وموقف أوباما، الذي يضع روسيا إلى جانب حمّى «إيبولا» و«داعش» الذي يتهدد الأمن العالمي.

بحسب رأي بلير، «إنّ التطرّف الإسلامي الذي نواجهه يشكل تهديداً بعيد المدى للأمن. لذلك من الضروري أن يتعاون الغرب مع الكرملين في هذا الموضوع لأن روسيا تبقى لاعباً مؤثراً في حل مشاكل معينة، من بينها الشرق الأوسط. ومن الصعب من دون روسيا تسوية الأزمة السورية».

وأشار بلير في حديثه إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إلى أن الأوضاع الدولية الحالية معقدة جداً، لذلك على الغرب أن يكون مستعداً للتعاون مع موسكو في قضايا معينة واتخاذ موقف متشدّد في أخرى.

وقال المبعوث الدولي: «بوتين قومي روسي، ويؤمن بروسيا قوية، وندّد علناً بتفكّك الاتحاد السوفياتي. وإن الشعارات القومية تحظى بالشعبية في روسيا. أنا أعتقد انه بوتين مع الوقت توصل إلى استنتاج، مفاده، أنّ الغرب والولايات المتحدة يعملان ضدّ مصالح روسيا. لذلك من وجهة نظري يجب توخي الحذر في شأن تفسير ما يجري في روسيا حالياً».

وتتخذ روسيا على هذه الخلفية، اجراءات لإعادة تشغيل الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية. من هذا المنطلق دعت روسيا مسؤولين سوريين رفيعي المستوى من السلطة والمعارضة إلى موسكو، لضمان اتصالات بين الطرفين، وتوضيح انه من دون نظام الأسد لا يمكن الانتصار على «داعش».

وبحسب مصدر في الخارجية الروسية، تتحمل السلطات السورية العبء الأكبر في محاربة «داعش». لذلك من دون التنسيق معها في ما يسمى عمليات مكافحة الارهاب التي تقودها الولايات المتحدة ستكون نتائجها محدودة. إن خطر الارهاب موجه كما للسلطة كذلك «للمعارضة المعتدلة».

من جانبها أشارت مصادر صحافية إلى أن كل هذا يمهّد الطريق إلى عقد مؤتمر «موسكو ـ1» بدلاً من «جنيف ـ3». وهذه المبادرة تتبنّاها القاهرة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في شأن سورية، ستيفن دي ميستورا. بموجب هذه الخطة، سيرأس وزير خارجية سورية وليد المعلّم الوفد الأول إلى هذا المؤتمر، والوفد الثاني سيضمّ معاذ الخطيب وممثلين عن المعارضة. الهدف من المؤتمر تشكيل حكومة انتقالية، تكون مهمتها إجراء تعديلات دستورية جذرية، وبعد مضي سنتين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

«إيزفستيا»: هل ارتدّت «الثورة الملونة» على أوباما؟

جاء في صحيفة «إيزفستيا» الروسية: تشهد مدينة فيرغسون وغيرها من المدن الأميركية، اضطرابات عنيفة، احتجاجاً على تبرئة هيئة المحلفين ضابط الشرطة الذي قتل شاباً أسود. وتشير هذه الاضطرابات إلى أن مسألة التمييز العنصري لم تحلّ حتى الآن في الولايات المتحدة الأميركية، أي أن المشكلة قائمة.

ويثق المحتجون، بأن سبب قتل الفتى الأسود وقرار هيئة المحلفين هو التمييز العنصري، على رغم أنّ الشاب لم يبدِ أي مقاومة لرجال الشرطة. لذلك، إنّ سكان حوالى 100 مدينة أميركية بينها واشنطن ونيويورك وشيكاغو بحسب وسائل الإعلام الأميركية، دعموا هذه الاحتجاجات.

وأكد بيان صادر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما التوترات العرقية في فيرغسون. ويشير شهود عيان، إلى أن الحالة تشبه ما جرى عام 1992 في لوس أنجلوس، عندما أصدرت المحكمة قراراً ببراءة الشرطي الذي قتل مواطناً أميركياً أسود، وكانت النتيجة مقتل أكثر من 50 شخصا وجرح المئات.

يقول مدير مركز «كارنيغي» في موسكو، دميتري ترينين، إن السلطات الأميركية في السنوات الأخيرة لم تعد تولي مشكلة التمييز العنصري والعرقي والاجتماعي الاهتمام اللازم. هذه المشكلة موجودة منذ عشرات السنين في الولايات المتحدة إضافة إلى مشكلة عدم المساواة الاجتماعية بين المواطنين. إن أحداث فيرغسون، إشارة جدّية، إلى أن مشكلة التمييز العنصري في الولايات المتحدة لم تحلّ نهائياً.

أما رئيسة قسم التحليل التطبيقي للمشاكل الدولية في معهد العلاقات الدولية، تاتيانا شكالينا، فتقول إن أوباما مشغول جدّاً بالقضايا الدولية، إذ لا يبقى لديه أيّ وقت لحل المشاكل المرتبطة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية في الداخل.

وتضيف: «لقد بدأ أوباما بنشاط تنفيذ عمليات عسكرية في ولايته الأولى، وحالياً مشغول بالأزمة الأوكرانية وأحداث الشرق الأوسط وكذلك روسيا، التي لا تشكل أيّ مشكلة للولايات المتحدة».

وتشير شكالينا، إلى أن الولايات المتحدة، لا تولي أيّ اهتمام بحقوق الإنسان في جنوب شرق أوكرانيا، على رغم المعاناة التي يعيشها سكان هذه المنطقة. إن الموقف من حقوق الإنسان والحياة خارج البلاد، ينعكس على حقوق الناس وحياتهم داخل البلاد. وهذا ما نلاحظه في الولايات المتحدة على غرار ما يحدث حالياً في فيرغسون. ومع ذلك لم تتعظ السلطات الأميركية ولم تتخذ الإجراءات الضرورية لحلّ هذه المشكلة.

وتضيف شكالينا، قد يتخذ النزاع بين السود والبيض شكلاً أكثر حدّة، لذلك يجب تسوية هذه الأزمة بالسرعة الممكنة، قبل أن تتفاقم الأمور أكثر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى