واشنطن ترحّب بوقف إطلاق النار في إدلب.. والأمم المتحدة تعتبرها أكبر بؤرة للإرهابيين
رحّبت الولايات المتحدة الأميركية، بإعلان وقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غرب سورية.
المتحدثةُ باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس أعربت عن تقديرها لجهود تركيا وروسيا في هذا الصدد، مؤكدةً في بيان أنّ الولايات المتحدة «تعتقد أنّه لا يمكن معالجة الصراع السوري بالحل العسكري، بل إن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مستقر وآمن لكل السوريين».
ولفتت أورتاغوس إلى أنّ المسار الوحيد الممكن للحل هو «العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف».
من جهته أعلن مسؤول جبهة النصرة الإرهابية أبو محمد الجولاني أنّ فصيله «لن ينسحب من المنطقة المنزوعة السلاح في شمال غرب سورية».
وشدّد الجولاني على رفض الجبهة دخول قوات مراقبة روسية إلى المنطقة العازلة كما ينُص عليه اتفاق أستانة.
يُذكَر أنّ جبهة النصرة وحلفاءها بدأوا بتجنيد أسرى سجونهم في حملة أطلقتها تحت اسم حملة «الخندق» لحفر الخنادق وإقامة التحصينات في مناطق انتشارها في الشمال السوري ولمواجهة تقدم الجيش في ريف حماة الشمالي.
بعد أن أكدت سورية مراراً أن الإرهاب آفة تصيب المجتمع الدولي بأكمله وأنها تكافحه على أراضيها بالنيابة عن العالم أجمع تأتي التقارير الدولية لتثبت صوابية ذلك وتحذر من المخاطر والتهديدات التي يمثلها الإرهاب الموجود على الأرض السورية على العالم بأسره.
على صعيد آخر، إلى ذلك، أكد رئيس منظمة التنمية التجارية الإيرانية محمد رضا مودودي أمس، أن سورية أفضل فرصة للاستثمار والتجارة وأنه يتعين تعزيز الروابط التجارية بين البلدين.
وأوضح مودودي في تصريح خلال ملتقى «التعريف بالفرص الاستثمارية والتجارية في سورية» أن إيران تفتخر بلعب دور في إعادة إعمار وتحديث سورية.
وأشار رئيس منظمة التنمية التجارية الإيرانية إلى أن المنظمة وبمساعدة المسؤولين عن إعادة الإعمار، تسعى لتقديم أفضل الفرص الاستثمارية والتجارية للمستثمرين.
وبيّن مودودي أن المنظمة تعمل على تسهيل التجارة وحتى إبرام مذكرة تجارة حرة مع دمشق لإيجاد ركيزة تفضي إلى التنمية التجارية بأقل المصاريف.
ودعا للإفادة من سورية بتوفير احتياجات إيران الداخلية بهدف إبقائها سوقاً تجارية مستدامة.
وفي هذا السياق كشف تقرير لـ فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي نشر على موقع الأمم المتحدة أن مدينة إدلب وأفغانستان تعدّان أكبر بؤرتين لتجمّع الإرهابيين الأجانب ومعظمهم مرتبطون بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وتنتشر في محافظة إدلب ومناطق في ريف حماة الشمالي مجموعات إرهابية تتبع بمعظمها تنظيم جبهة النصرة و»الحزب التركستاني» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية والتي أغلب مرتزقتها أجانب تسللوا عبر الأراضي التركية بتسهيل من نظام رجب طيب أردوغان الذي حوّل تركيا إلى مقرّ وممرّ لعبور عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سورية بدعم غربي ومن ممالك ومشيخات الخليج.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال لديه «الكثير من القوة من حيث التمويل والخبرة الإرهابية والتجربة القتالية» ليبقى التهديد الأخطر والأشدّ على الأمن العالمي.
وأوضح التقرير أنه وعلى الرغم من هزيمة تنظيم داعش الإرهابي عسكرياً مع سقوط ما يُسمّى «الخلافة» في سورية والعراق إلا أنه يواصل العمل على إعادة إنشاء خلايا نائمة لتنفيذ هجمات في دول أخرى مع استخدام «الدعاية» للحفاظ على سمعته في الإرهاب.
وحذّر التقرير من تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي ومن أن العالم قد يشهد موجة هجمات جديدة في مختلف أنحاء العالم «فحين يتوفر لـ «داعش» الوقت والمجال لإعادة الاستثمار في بناء القدرة على شنّ عمليات خارجية سيقوم بتوجيه وتيسير هجمات إرهابية في دول أخرى وقد يحصل ذلك قبل نهاية عام 2019 علاوة على الهجمات المستوحاة من التنظيم والتي لا تزال تحدث في مختلف أنحاء العالم».
وأعرب التقرير عن قلق المنظمة الدولية من الخطر الذي يشكله نحو 30 ألف إرهابي أجنبي انضموا إلى تنظيم داعش ويعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة ويواصلون أنشطتهم، مبيناً أنه حسب تقييمات تستند إلى معطيات الأجهزة الاستخبارية لمختلف الدول فقد عاد ألفا متطرف على الأقل إلى القارة العجوز وهو ما يشكل أيضاً خطراً على أمن أوروبا التي لا تزال تواجه تهديداً إرهابياً ملحوظاً بسبب مستوى التطرف في السجون والإفراج عن البعض من المتطرفين العائدين إلى القارة العجوز من «النقاط الساخنة» وعدم فعالية برامج إعادة تأهيلهم.
ميدانياً، عثرت وحدة من الجيش السوري خلال أعمال تمشيط القرى والبلدات التي حررها من الإرهاب مؤخراً في ريف حماة الشمالي الغربي على مدرعات وعربات وأسلحة وذخائر من مخلفات التنظيمات الإرهابية المندحرة من المنطقة.
وكشف مصدر أن عناصر الهندسة في الجيش واصلوا أعمال تمشيط المناطق التي طهرها الجيش مؤخراً من الإرهاب بريف حماة الشمالي الغربي على محور قريتي الجبين وتل ملح ومحيطهما وعثروا على أسلحة وآليات بينها دبابة «ت 55» ومركبات دفع رباعي وعدد من السيارات المزوّدة برشاشات دوشكا وقذائف «بي 10» وقاعدة «م.د.» وقواذف هاون عيار من 62 إلى 120 و25 صندوق ذخيرة رشاشات .
واستعادت وحدات من الجيش السوري في الـ 28 من تموز الفائت السيطرة التامة على قريتي «تل ملح» و»الجبين» بريف حماة الشمالي الغربي بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين فيهما.
إلى ذلك، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن بلاده ماضية في تنفيذ عملية شرق الفرات، وأخطرت كلاً من واشنطن وموسكو بذلك. وأضاف أن العملية ستطال منطقة سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
وأعلن أردوغان في وقت سابق أن تركيا مصمّمة على تدمير «الممر الإرهابي» شرق الفرات في سورية، مهما كانت نتيجة المحادثات مع الولايات المتحدة حول إنشاء منطقة آمنة.
كما خاطب الأكراد والعرب والتركمان في شمال سورية، داعياً إياهم للتعاون من أجل القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيماً «إرهابياً وظالماً»، مؤكداً أن أول وأهم عامل لاستتباب الاستقرار والأمن والازدهار في سورية يتمثل في القضاء عليه.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قد هدد الشهر المنصرم بشن عملية عسكرية شرق الفرات في سورية، إن لم يتم إعلان منطقة آمنة هناك، وإذا استمرت أخطار هذه المنطقة تهدد تركيا.