لقاء عسكريّ سوري عراقي تمهيداً لافتتاح معبر القائم المشترك
أجرت قيادات عسكرية في الجيشين السوري والعراقي، أمس، عملية استكشاف مشتركة على الحدود بين البلدين تمهيداً لإنشاء معبر مشترك بين الحدود السورية -العراقية.
والمعبر الذي يتم العمل على افتتاحه يبدأ من البوكمال في الأراضي السورية، ليقابله معبر القائم – حصيبة على الجهة العراقية من الحدود.
وخلال جولة على المعبر، اطلع ضباط الجيشين السوري والعراقي على النقاط العسكرية المشتركة بين البلدين للتأكد من جاهزيتها لأي طارئ، والقدرة على تثبيت النقاط في محيطها.
وحضر من الجانب السوري اللواء شوقي يوسف رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية بالمنطقة الشرقية، واللواء أكرم حويجة رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في البوكمال.
وكان في يوليو/تموز الماضي قد جرى في قضاء القائم المحاذي في الحدود مع سورية على إعادة فتح المعبر الحدودي مع مدينة البوكمال السورية، قريباً.
وأعلن قائمقام قضاء القائم، أحمد جديان، في تصريح في العراق، في 22 تموز/يوليو الماضي، قائلاً: «إن اتفاق أبرم في القضاء عندما زارنا مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، ومدير المنافذ الحدودية العراقية، كاظم الفياض، والسفير السوري في العراق، ووفود من العمليات المشتركة، على أن يتمّ إعادة فتح المنفذ أو المعبر الحدودي بين القائم والبوكمال السورية، خلال ستة أشهر، من تاريخ الزيارة».
وترتبط سورية مع العراق بثلاثة معابر حدودية، اثنان منهما يقعان تحت سيطرة الاحتلال الأميركي، الأول هو اليعربية/ ربيعة الذي يربط أقصى شمال شرق سورية بالأراضي العراقية، وتسيطر عليه قوات التحالف الأميركي متخذة من ميليشيات قسد واجهة لها على المعبر، فيما الآخر فهو معبر الوليد/ التنف الذي تحتله القوات الأميركية والبريطانية بشكل مباشر.
أما المعبر الثالث البوكمال/ القائم ، فقد نجحت القوات السورية والعراقية وحلفاؤهما على طرفي الحدود بتحريره نهاية العام 2017 من مسلحي تنظيم داعش، وذلك إثر سباق محموم للقوات البرية المتقدّمة من منطقة دير الزور باتجاه المعبر شرقاً، في مقابل القوات الأميركيّة والبريطانيّة والميليشيات الموالية لهما في شرق الفرات قسد وفي منطقة التنف مغاوير الثورة السورية ، ممن حاولوا الوصول إلى المعبر لتحقيق رزمة من الأهداف يأتي في مقدمها تركيز الضغط الاقتصادي على سورية، ومنع أي تواصل بري لها مع العراق قد يتيح تدفق السلع بينهما سيساهم بالتأكيد في تخفيف وطأة الضغط الاقتصادي والمعيشي داخل سورية، وامتداداً إلى إيران، وحتى الصين في سياق مناهضة الغرب لمشروعها طريق الحرير الذي تعد مدينة تدمر ركناً أساسياً منه.
وكان معبر البوكمال/ القائم أهم المعابر الثلاثة قبل عام 2011، قبل أن يسيطر عليه في يوليو/تموز 2012 تنظيم مسلح يُدعى الجيش الحر سرعان ما بدّل اسمه إلى جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، قبل أن تبدّله مجدداً إلى اسم الدولة الإسلامية العراق والشام/ داعش في عام 2014، وذلك إثر خلافات داخلية عصفت بتنظيم القاعدة في أفغانستان حول متزعم ما يسمّى إمارة بلاد الشام .
ويقع قضاء القائم الذي كان يُعتبر أحد أخطر معاقل تنظيم «داعش» على بعد نحو 400 كم شمال غرب بغداد بالقرب من الحدود السورية وعلى طول نهر الفرات.
وحرّرت القوات العراقيّة، قضاء القائم بالكامل من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017، ضمن عمليات استعادة مناطق أعالي الفرات، غربي الأنبار.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير الأنبار «المحافظة التي تشكل وحدها ثلث مساحة البلاد»، من سيطرة «داعش» الإرهابي وصولاً إلى الحدود السورية.
ميدانياً، دخلت عشرات الشاحنات والعربات العسكرية التابعة لـ»التحالف الدولي» بقيادة واشنطن إلى مدينة القامشلي قادمة من إقليم كردستان العراق محمّلة بالدعم اللوجستي لتنظيم قوات سورية الديمقراطية قسد في الشمال السوري.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر أهلية وإعلامية في محافظة الحسكة أن قافلة جديدة مؤلفة من 200 شاحنة محمّلة بمساعدات لوجستية وعربات عسكرية تابعة لـ التحالف الأميركي» قادمة عبر معبر «سيمالكا» غير الشرعي الذي يربط محافظة الحسكة مع إقليم شمال العراق وصلت إلى مدينة القامشلي.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الشاحنات هي عبارة عن دعم لما يسمّى «وحدات الحماية الكردية» وميليشيا «قسد» المدعومة من قبل الاحتلال الأميركي.
واعتبرت الوكالة أن واشنطن تهدف: «إلى إطالة أمد الحرب والإبقاء على حالة عدم الاستقرار والفوضى وتأمين غطاء لسرقة ثروات البلاد عن طريق الميليشيات التي قمعت المظاهرات العارمة والاحتجاجات خلال الأشهر والأسابيع الماضية المطالبة بخروج قوات الاحتلال الأميركي والفرنسي من سورية».
من جهته قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، إن تركيا تستعد «للقضاء» على تهديد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية «قريباً جداً».
وذكر أردوغان، في خطاب له بثه التلفزيون: «تركيا لها الحق في القضاء على كل التهديدات ضد أمنها القومي … إن شاء الله، سنواصل العملية التي بدأت إلى المرحلة التالية في وقت قريب جدا».
وتابع الرئيس التركي: «لا يمكن لتركيا أن تشعر بالأمان ما لم يتم القضاء على منظمة «ي ب ك/بي كا كا» التي تنمو كالخلايا السرطانية على حدودنا الجنوبية عبر الأسلحة الثقيلة المقدمة إليها من قبل حلفائنا».
وفي سياق متصل، استهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف إدلب الجنوبي بالصواريخ قرى جورين والجيد وعين سليمو، مما أدّى لمقتل طفلة وامرأة وإصابة ستة مدنيين بجروح عدا عن الأضرار المادية.
أفادت وكالة «سانا» أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدتي سفوهن وكفر عويد بريف إدلـــب الجـــنوبي استهدفت أمس، بالقذائف الصاروخية على قرى جورين والجيد وعين سليمو بريف حماة الشمالي.
وأشارت الوكالة إلى أن: «الاعتداءات أسفرت عن استشهاد طفلة وإمرأة وإصابة ستة مدنيين بجروح وإلحاق أضرار مادية في منازل المواطنين وممتلكاتهم».
وكانت التنظيمات المسلحة قصفت، الاثنين، بالصواريخ قرية الخفية غرب بلدة أبو الضهور بريف إدلب وقرية بريديج بريف حماة الشمالي، مما أدّى إلى أضرار مادية بالمنازل والبنية التحتية.
وأعلن الجيـــش السوري، الاثنين، استئناف عمليّته العسكرية لتحرير محافظة إدلب من التنظيمات الإرهابية، وبدأت الوحدات العسكرية باستهداف مواقع «جبهة النصرة» الإرهابية في أرياف حماة وإدلب.
وذكرت مواقع أن سلاح الجو شنّ غارات مكثفة على مواقع المجموعات المسلحة في بلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي خان شيخون وحيش والشيخ دامس في ريف حماة الشمالي كفرزيتا واللطامنة والزكاة .