قالت له
قالت له: ما هي هديتك لي في عيدي؟
قال لها: أتفضلين سواراً أم قصيدة؟
فقالت: سوار من ذهب أم قصيدة من ورق؟
قال: من مشاعر فاضت بالحبر على الورق.
قالت: ومن عساه يفاضل فهات السوار وستتلو عليّ القصيدة يوماً ولو خبأتها اليوم.. وهي تضحك.
فقال لها بنبرة جدية متقطعة الأنفاس: تعلمين أن السوار لن يزيدك جمالاً ولا يعبر عن شيء قمت به سوى أنني دفعت ثمنه. وهو أمر ليس بالصعب عليّ ولا يشكل ضغطاً ولا عبئاً، أما القصيدة فقد استهلكت مني ساعات وسهراً وخيالات وذكريات وفيض مشاعر.
قالت: تحوّل الموضوع إلى اختبار لإحراجي وأريد أن أعرف هل معك السوار فأراه قبل أن أختار؟
أظهر لها السوار وقال: وماذا تختارين بعدما تحققت من أنني لا أخادع لأدفعك لاختيار القصيدة؟
قالت بنبرة ثقة: يميل قلبي لسماع ما كتبت لكنني لا أحس الهدية ما لم تبق بين يدي ألمسها وأمعن النظر فيها إن أردت أن أكتب لك مرة.
فقال: وبالنهاية ماذا تختارين؟
قالت: أن تهديني السوار وأكتب لك قصيدة ونخصّص لقاءنا المقبل لتبادل القصائد، لأنك يا حبيبي لا تعلم أن للهدايا بين الرجل والمرأة معايير لا تحسب فقط بالرموز والمعاني، بل بالأشكال والمظاهر. فحبيبتك تنتظر هديتك لتجيب أختها وزميلاتها عما أهداها حبيبها، وستكون مهزلة إن قالت لهم أهداني قصيدة.
فضحك وبدأ يقرأ لها القصيدة وقد رسم السوار حول معصمها بقلمه ثم ألبسها شكله من ذهب، وقال لها القصيدة عن السوار وقد صمّمته برسمي.
تعانقا ومضيا.