ضدّ التيار…
كخطوة أولى للسعادة عليك أن تتخلّص من إحساسك أنك الضحية.. فلا شيء يعصم القيم من السقوط في موجة تنحرف بها عن متبنّياتها وما رسخ فيها، فالموجة كامنة في الذهنية، تحتاج من يحرّضها على الخروج، وما مقولة الحرية ودزينة من مفاهيم القيم الغربية في نهاية المطاف إلّا كوابح قمع براقة ومقنّعة لتلك الموجة.. الطريق بداخلنا، وليس في الآلهة ولا التعاليم ولا القوانين، يكمن في داخلنا الطريق والحق والحياة. الويل لأولئك الذين يعيشون عبر الأمثلة! الحياة ليست معهم. إن عشت بما يتناسب مع مثال فأنت تعيش حياة مثل هذا المثال لكن من عليه أن يعيش حياتك الخاصة إن لم يكن أنت ذاتك؟ هكذا عيشوا حيواتكم. سقطت المعالم وامتدت أمامنا طرقات غير مضاءة. لا تكونوا طماعين لالتهام فاكهة الحقول الغربية، ألا تعرفون أنكم أنتم أنفسكم الأراضي الخصبة التي تحمل كل الاشياء التي تفيدكم؟ لكن من منا هذا في أيامنا هذه؟ من يعرف الطريق إلى الأقاليم المثمرة دائماً للروح؟ أنت تبحث عن الطريق عبر الظاهر فقط، تدرس في الكتب، وتعطي أذنك لكل أنواع الآراء، ما الهدف من كل ذلك؟ هناك طريق واحد فقط، وهو طريقك. العلم لا أمانَ له، فخطأه قد يكلف تدميراً هائلاً، بضغطة زر بالخطأ أو عن قصد ستكون الكرة الزرقاء في خبر كان. لذا انتبه جداً وأنت تسلك طريقك فسيأتي يوم وتُسأل عن سبب اختيارك له؟ مجموعة الأسئلة التي يخوض فيها وعينا في هذه الأيام، تتجاوز قدرتنا على اقتراح إجابات قد تكون ساذجة بعض الشيء ومضحكة لو عرف كلّ منّا سبب اختيار طريق الآخر. العجز الذي يصيب الدماغ والعطب الذي يعطّل الذاكرة لا أكثر من تجليات عن أرواحنا التي تركت عند شاطئ الأحلام لا نعلم ما حلّ بها سوى أننا استفقنا فوجدنا كلّ شيء بمكانه إلّا نحن لا نعلم أين ذهبت أرواحنا التي كنّاها، ولا ابتساماتنا التي أطبقناها، ولا لحظاتنا التي عشناها، هل هذه الـ لا نعلم كافية لنغيّر طريقنا ونسلك سواه؟ تطالعنا الساعة اليدوية قائلة: لقد تأخرتم كثيراً، فالوقت لا يتسع لمثل هذا الوعي. أنتم لم تعودا أطفالاً والطريق طريقكم..
صباح برجس العلي