هل سيكشف تحرير خان شيخون ملابسات المسرحية الكيميائية في المدينة؟

أعلنت وزارة الدفاع السورية سيطرة الجيش السوري على عدد من القرى في ريف محافظة إدلب الجنوبي، وهي المحافظة التي يتحصّن بها عدد من التنظيمات الإرهابية.

ونقلت وكالة «سانا» السورية عن الوزارة «السيطرة على قرى كفر عين وخربة مرشد والمنطار وتل عاس في ريف ادلب الجنوبي».

وذكر مصدر مطلع أن قوات الجيش السوري تابعت تقدمها ليلاً بريف إدلب الجنوبي وتحديداً على محور الهبيط خان شيخون وتمكّنت من السيطرة على بلدة وتل عاس ومزارع المنطار بعد اشتباكات هي الأعنف مع المجموعات المسلحة في المنطقة منذ أسابيع.

ووصلت قوات الجيش السوري إلى مشارف مدينة خان شيخون الاستراتيجية بعد تقدمها وسيطرتها على تل وبلدة عاس، حيث باتت القوات مشرفة نارياً من بعد 3 كم من مدخل مدينة خان شيخون الغربي.

ونقل عن مصدر في القوات العاملة تحت إمرة العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر أن الجيش نفذ عملية ليلية اقتحم خلالها مواقع الجماعات الإرهابية المسلحة على محور الهبيط – خان شيخون، تحت غطاء جوي سوري روسي كثيف، تم خلاله تدمير مواقع وخطوط إمداد المسلحين في المنطقة، وأسهم في هيمنة القوات على مشارف مدينة خان شيخون جنوب إدلب.

وتابع المصدر «بالتزامن مع هذه التطوّرات، تمكنت وحدات الجيش من إحباط هجوم معاكس على محور بلدة القصابية في ريف إدلب الجنوبي، حيث حاولت المجموعات المسلحة إشغال الجبهة من خلال هذا الهجوم، مؤكداً أن العمل جار على تأمين كامل المنطقة التي تقدمت إليها قوات الجيش السوري بهدف توسيع نطاق السيطرة باتجاه المزارع المحيطة لمحور الهبيط – خان شيخون .

وتكتسب مدينة خان شيخون أهمية استراتيجية كبيرة نظراً لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف إدلب الشرقي والغربي والشمالي، كما تعد السيطرة عليها الخطوة الأولى في إعادة فتح الطريق الحيوية التي تصل بين العاصمة الاقتصادية حلب والسياسية دمشق، ومن الناحية العسكرية فإن سيطرة الجيش السوري على خان شيخون ستمهّد الطريق أمام قواته لتحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة على الأرض باتجاه التح وكفرسجنة ومعرة النعمان شمالا، حيث تتمركز عقدة الطرق الدولية السورية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.

وتعني سيطرة الجيش السوري على خان شيخون إطباق الطوق كلياً على مساحة تقدّر بمئات الكيلومترات المربعة من ريف حماة الشمالي، بما فيها مثلث الموت الذي يربط كلاً من بلدات الزكاة واللطامنة وكفرزيتا، وكذلك مورك التي تقع فيها نقطة المراقبة التركية التي لطالما احتمت التنظيمات الإرهابية بمحيطها أثناء قصفها لمواقع الجيش السوري وللبلدات الآمنة الواقعة تحت سيطرته، ومع حصار الجماعات المسلحة بريف حماة الشمالي وتطويقها من كل الجهات، لن يتبقى أمام المجموعات الإرهابية المحاصرة سوى القتال حتى الموت أو الخروج بوساطة تركية باتجاه مدينة إدلب شمالاً، ما يعني تحرير كامل ريف حماة الشمالي الذي ستتنفس معه مدن محردة والسقيلبية وسلحب الصعداء بانتهاء مسلسل القصف الصاروخي شبه اليومي الذي تتعرض من مناطق سيطرة المسلحين

ومع اقتراب سيطرة الجيش السوري على مدينة خان شيخون يقترب كشف ملابسات المسرحية الكيميائية التي قام تنظيم الخوذ البيضاء بفبركتها في المدينة، لاتهام الجيش السوري واستدعاء التدخل الأميركي.

وعلى الفور، شنت الولايات المتحدة الأميركية في شهر نيسان/ أبريل من العام 2017، ضربات صاروخية استهدفت مطار الشعيرات بمحافظة حمص بـ 59 صاروخاً مجنحاً توماهوك من سفنها المرابطة في البحر المتوسط، وزعمت واشنطن، من دون أية أدلة، أنه من هذا المطار جرى تنفيذ الهجوم الكيميائي في خان شيخون في محافظة إدلب.

يذكر أن هجوماً بالأسلحة الكيميائية أسفر عن مقتل وإصابة العشرات معظمهم من الأطفال باختناق، في بلدة خان شيخون بريف إدلب في 4 نيسان/ أبريل وسط إدانة دولية واسعة. إلا أن سورية نفت بشكل قاطع استخدام الغازات السامة في خان شيخون وأكدت أن الجيش السوري لا يملك أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية.

في هذه الاثناء دخل ريف اللاذقية الشمال الشرقي في دائرة نيران الجيش السوري، وسجل أيضاً نتائج عسكرية هامة في الريف المعقد جغرافياً على أطراف ريف إدلب الغربي.

عن مستجدات المعارك في ريف اللاذقية أفاد مصدر ميداني أن وحدات الجيش السوري استطاعت إحكام سيطرتها في بداية العملية على جبل الزويقات ومن ثم وسعت تقدمها نحو التلال المحيطة به التي تشكل أهم الممرات المؤدية لبلدة كباني الاستراتيجية، بوابة الدخول لكبرى إلى أبرز مستوطنات ومعاقل مقاتلي الحزب الإسلامي التركستاني في جسر الشغور وبداما والسرمانية في ريف إدلب الغربي والجنوبي الغربي.

وأضاف المصدر: أن المعركة التي تجري بإسناد بري وجوي كبير وتشارك فيها الطائرات الروسية، تحقق أهدافها بالتوازي مع التقدم الحاصل في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، وهذا ما يجعل المسلحين مشتتين وغير قادرين على إدارة المواجهة، رغم قيامهم مؤخراً بحفر الأنفاق وتحصين خطوط التماس استعداداً لمواجهة تقدم الجيش السوري إليها.

وترتبط السيطرة على بلدة كباني الاستراتيجية بإسقاط خمسة تلال جبلية متتالية يشرف بعضها على بعض، لكون البلدة المرتفعة، تعد امتداداً لريف إدلب وتليها بلدات بداما والسرمانية والناجية وصولاً لجسر الشغور.

على صعيد آخر، قال «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، إنه استقبل من الاتحاد الأوروبي منحة بقيمة 9 ملايين دولار لمساعدة الأسر المتضررة في سورية.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، في تصريح نقله بيان للمنظمة، إن «الدعم المستمر من قبل الاتحاد الأوروبي يمكّن البرنامج من الوصول إلى ملايين المتضررين من الأزمة السورية لتوفير المساعدات الحيوية لهم».

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يعد إحدى أكبر خمس جهات مانحة للبرنامج، إذ بلغ إجمالي إسهاماته حتى الآن 227 مليون دولار منذ أن بدأ النزاع في سورية عام 2011، منوّهاً بالدور الذي تقوم به الجهات المانحة في مساعدة الأسر المتضررة وتعزيز الأمن والاستقرار في سورية.

وأفاد بيزلي بأن البرنامج يتمكّن كل شهر من إيصال مساعداته الغذائية إلى نحو ثلاثة ملايين شخص في جميع المحافظات السورية الـ 14، حيث تحصل الأسر المحتاجة التي يساعدها البرنامج على حصص غذائية من الدقيق والزيت والسكر.

وأشار إلى أن النازحين الجدد الذين لا يمكنهم الوصول إلى مرافق الطهي، يحصلون بدورهم على مساعدات غذائية تشمل أطعمة معلبة جاهزة للأكل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى