هل كانت الوحدة الوطنية سلاح النصر؟
ـ إذا قلنا إنّ الكلام عن دور حاسم لروسيا في صناعة انتصار المقاومة في حربي التحرير والردع ليس صحيحاً فلأنها الحقيقة، فروسيا لم تكن شريك المقاومة في حروبها، وليس لأننا ضدّ تمجيد الدور الروسي، وكذلك عندما نسمع كلام الرئيس فؤاد السنيورة عن «أننا هزمنا إسرائيل بوحدتنا الوطنية» يصيبنا الغثيان والتعرّق والقشعريرة، ليس رفضاً لتمجيد الوحدة الوطنية بل لأنّ التصديق على الأكاذيب بداعي المجاملة خراب للوطن.
ـ طوال مسيرة المقاومة منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 82 وصولاً للتحرير عام 2000، لم تكن هناك وحدة وطنية، وكلّ كلام عن دور الوحدة الوطنية في صناعة التحرير كذبة ممجوجة، وقد كانت الرهانات على سقوط المقاومة تشكل حقيقة موقف أكثر من نصف القوى السياسية حتى يوم التحرير، وهي لم تخجل بمناداتها بوقف المقاومة كلّ يوم داعية لملاقاة دعوة إيهود باراك للتفاوض تحت شعار السعي لانسحاب منسّق يمنع تكرار حرب شبيهة بحرب الجبل.
ـ في حرب تموز كانت الأغلبية الحكومية في موقع التآمر على المقاومة وكان جوهر موقفها تبنّي المطلب الأميركي الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة، وبقيت على هذا الموقف حتى بعدما هُزمت «إسرائيل» وبدأت تسعى لوقف نار بعيداً عن هذا الشرط وصولاً ليوم النصر ومحاولات الرئيس السنيورة لربط إرسال الجيش بتكليفه نزع السلاح.
ـ المقاومة وثلاثية تكاملها مع الشعب والجيش معادلة وطنية ذهبية تستحق العمل لتحقيق الوحدة الوطنية حول مضمونها لكن الكذب بشأن دور الوحدة الوطنية في تحقيق إنتصارات المقاومة شيء آخر…
التعليق السياسي