«إيقاعها هي» لأنس بديوي قصائد محمّلة بالدلالة والموسيقى
محمد خالد الخضر
تجيء قصائد المجموعة الشعرية الأحدث للشاعر الدكتور أنس بديوي التي حملت عنوان «إيقاعها هي» مليئة بالعاطفة المحبة والانتماء إلى الأرض والوطن والنزوع إلى الخير الذي يدافع عنه الشاعر بأشكال مختلفة كانت النغمة الموسيقية من بنائها التكوينيّ إلى جانب الدلالة.
في قصيدة أيقونة الجمر تدفع العاطفة الوطنية الشاعر بديوي ليصوّر ما حاكه الغرب وبعض العرب من مؤامرات الغدر والخداع ضد سورية استجابة لمطامعهم معتمداً على البحر البسيط ملتزماً قافية تتناسب مع المعنى ولغة سليمة وحذرة فيقول: ينداح في وجعي طير يطاردني.. أنى تبدّت لي الأستار والحجب تلك الخطى فضحت أوكار سالكها.. وقام ينعب فيها الروم والعرب.
وفي نصّ بعنوان «لا تبسط يدك أيها الموج» يعتبر الشاعر أن العطاء هو السبيل إلى الخير بصورة فنية ووسيلة تعبيرية مشكلة بجمال البحر والسفن والأشرعة، حيث يقول: هي وحدها السفن الكئيبة تستقيل من البحار.. مدت إليك شراعها بالأمس مدت الدنيا على إيقاع رحلتها.. فكان أي النهار.
ثم تختلف وسائل التعبير الشعري في المجموعة بعناوين أخرى مثل «هيروغليفية» و«كان يهذي» و«رقيم بخط مسماري» و«وعندما تصبح الفجيعة أما» و«كان خائفا» و«شيء ما».
المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب تقع في 104 صفحات من القطع المتوسط مؤلفها عضو اتحاد الكتاب العرب وأستاذ النقد الحديث في جامعة حماة ونال الجائزة التشجيعية للآداب لعام 2017 صدرت له كتب عدة في الدراسات الأدبية منها «أساليب التعبير في الشعر العربي المعاصر» وصورة الآخر في الشعر السوري وفي الشعر ها ودق الأصيل وطقوس الغياب وسفر النبوة والوجع الأسود.