الأسد لوفد روسي: الانتصارات ستستمر حتى تحرير الأراضي السورية.. لافروف: الإرهابيون في إدلب يواصلون اعتداءاتهم على المدنيين
أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال لقائه مع النائب في البرلمان الروسي، دميتري سابلين، عن تغييرات إيجابية في الوضعين العسكري والسياسي في سورية.
جاء ذلك، خلال استقبال الأسد أمس، وفداً من حزب روسيا الموحّدة برئاسة ديمتري سابلين عضو مجلس الدوما الروسي.
وتمّ خلال اللقاء استعراض تطوّرات الحرب على الإرهاب في سورية، حيث هنأ سابلين والوفد الرئيس الأسد بالانتصارات التي يحققها الجيش السوري على التنظيمات الإرهابية، وخاصة مؤخراً في ريف إدلب وأعربوا عن ثقتهم بأن هذه الانتصارات ستؤدي في النهاية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على كامل الأراضي السورية.
من جانبه أكد الأسد أن الانتصارات التي تحققت تثبت تصميم الشعب والجيش على الاستمرار بضرب الإرهابيين حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية على الرغم من الدعم المستمر الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية من قبل العديد من الأطراف الغربية والإقليمية وفي مقدّمتها تركيا، حيث كشفت المعارك الأخيرة في إدلب لمن كان لديه شك عن دعم أنقرة الواضح وغير المحدود للإرهابيين.
كما جرى خلال اللقاء متابعة الاتفاقيات التي تمّت مناقشتها خلال زيارات الوفد السابقة بالإضافة إلى مشاريع التعاون المستقبلية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين السوري والروسي والعمل المستمر لتوسيع التعاون ليشمل المستويات كافة بما في ذلك على الصعيد الاجتماعي والعلمي والثقافي تحقيقاً لمصالح البلدين المشتركة.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الإرهابيين يسيطرون على معظم مساحة محافظة إدلب مشيراً إلى أنه لا يمكن السماح باستمرار الوضع على ما هو عليه.
وتنتشر في محافظة إدلب مجموعات إرهابية تنتمي بمعظمها إلى تنظيم جبهة النصرة المدرج على لائحة الإرهاب الدولية إضافة إلى مجموعات إرهابية أخرى بينهم إرهابيون أجانب دخلوا عبر الحدود التركية بدعم وتسهيل من النظام التركي الذي قدم لهم مختلف أنواع الدعم بالأسلحة النوعية التي يستخدمها هؤلاء الإرهابيون في الاعتداء على نقاط الجيش والقرى والبلدات الآمنة.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك أمس مع وزيرة خارجية غانا تشيرلي ايروكو بوتشويه في موسكو أن الإرهابيين باتوا يسيطرون على 90 في المئة من مساحة إدلب ويواصلون اعتداءاتهم على المدنيين ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم لافتاً إلى أن روسيا تؤيد وتدعم عمليات الجيش السوري في محاربة الإرهاب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في تصريحات صحافية أول أمس أن بلاده ستواصل دعمها الجيش السوري في محاربة الإرهاب لاحتواء الخطر الإرهابي في محافظة إدلب.
وقال بوتين قبل انطلاق مباحثاته مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاثنين: «بلا شك سنتحدث عن سورية، وأود الإشارة هنا إلى أنه بعد توقيع الاتفاقات في سوتشي لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، كان الإرهابيون آنذاك يسيطرون على 50 من الأراضي هناك، والآن يسيطرون على 90 ، ونحن نرى هجمات مستمرة من قبلهم».
وتابع الرئيس الروسي قائلاً: «والأكثر خطورة، أننا نرى نقل المسلحين من هذه المنطقة إلى مناطق أخرى في العالم، وهذا أمر خطير للغاية».
وأضاف: «وكانت هناك أيضاً محاولات استهداف قاعدتنا في حميميم أكثر من مرة، ومن منطقة إدلب بالذات. ولذلك، ندعم جهود الجيش السوري في ما يخصّ العمليات على النطاق المحلي لاحتواء تلك المخاطر الإرهابية».
وفي سياق متصل، جدّد المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان الدعوة إلى بذل المزيد من الجهود لإحراز تقدّم في العملية السياسية لحل الأزمة في سورية بالتوازي مع مواصلة عملية مكافحة الإرهاب فيها.
ونقل عن شيه قوله للصحافيين أمس بعد محادثات أجراها مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في جنيف «يجب استكمال الحرب على الإرهاب مع وجود مؤشرات على خطر عودة عمليات التنظيمات الإرهابية مثل «داعش».
وبدأت الولايات المتحدة في محاولة مفضوحة لتبرير استمرار وجودها العسكري غير المشروع في سورية بالتسويق لعودة إرهابيي «داعش» بالظهور، حيث اعتبر تقرير صدر عن مفتش عام في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مؤخراً أن تنظيم «داعش» الإرهابي يعاود الظهور في سورية بسبب سحب الولايات المتحدة قواتها من هناك» وأنه عزز قدراته في العراق.
وكانت الصين أعلنت في أكثر من مناسبة أنها تجري محادثات مع سورية ودول أخرى بشأن مكافحة الإرهاب، موضحة أنها تعارض بشدة جميع أشكاله وتدعم تعزيز التعاون الدولي في مكافحته وكذلك الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي.
ميدانياً، بدأ الجيش السوري عملية تمشيط جوية بطائرات الاستطلاع المسيرة لأحياء مدينة خان شيخون بعد فرار مسلحي «جبهة النصرة» وحلفائهم تحت جنح الليل.
وقال مصدر بريف حماة الشمالي إن وحدات الجيش السوري ترابط حالياً على مدخلي المدينة، الشمالي الذي يربط خان شيخون بمدينة معرة النعمان والغربي الذي يصلها بمدينة الهبيط، فيما ترابط وحداته في تل سكيك وبلدة سكيك على بعد نحو 12 كم شرق خان شيخون، مفسحة بذلك قناة برية ضيقة نسبياً توافد عبرها الآلاف من مقاتلي التنظيمات المسلحة التي كانت تنتشر في مدينة خان شيخون وفي عشرات المدن والبلدات والقرى بريف حماة الشمالي.
وأشار المصدر إلى أن مجاميع التنظيمات المسلحة بدأت بالفرار من خان شيخون فور سيطرة الجيش السوري على مدخل الطريق الدولي حلب حماة الممتد عبر المدخل الشمالي للمدينة، متخذة لذلك طريقاً زراعياً يخرج من الأحياء الشرقية للمدينة، مروراً بوادٍ صغير يقع بين جبل الصغير وبين تل ترعي الذي يشرف الجيش السوري عليه نارياً من مواقعه في تلال سكيك، وصولاً إلى مدينة التمانعة شرقاً.
انسحاب مسلحي «جبهة النصرة» وحلفائهم يشمل أيضاً ما تبقى من مدن وبلدات ريف حماة الشمالي والتي تمتد على مساحة تزيد عن 1000 كم مربع، وتضمّ عشرات البلدات والمزارع الواسعة كـ كفرزيتا واللطامنة ولطمين والعريض ومعركبة ولحايا ووادي معرة وتل علوانية وتل الصياد والمنطار وتل الصوان وغيرها .
وقال المصدر إن بعض مسلحي التنظيمات المسلحة، اتخذوا مواقع لهم في محيط نقطة المراقبة التركية في مدينة مورك، ولم يتضح بعد فيما إذا كان هؤلاء سيتخذون من هذه المنطقة مواقع دائمة ملاصقة للنقطة بما يخلق واقعاً جديداً يتسم بالحساسية تجاه أي عملية عسكرية قد يخوضها الجيش في المنطقة.
وبدأ الجيش السوري، منذ أكثر من شهر، عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على إدلب، حيث استعاد بلدات وتلالاً استراتيجية، أهمها تل الملح والجبين في ريف حماة الشمالي، والتي مهّدت للسيطرة على الهبيط وكفرعين في ريف إدلب الجنوبي.
وقالت وكالة «سانا» في وقت سابق، إن وحدات من الجيش تابعت عملياتها باتجاه مواقع انتشار مسلحي «جبهة النصرة» والمجموعات المتحالفة معها بريف إدلب، ووسعت نطاق سيطرتها في ريف خان شيخون الغربي بالريف الجنوبي لإدلب، بعد أن كبدت هذه المجموعات خسائر كبيرة.