رئيس الجمهورية التقى وفوداً مرحّبة: وجودي هنا لزيادة الطمأنينة واللحمة أرسلان: يدنا ممدودة للتعاون والأمور سالكة في الاتجاه الصحيح
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوفود من الجبل زارته في منزله في قصر بيت الدين أن وجوده في بيت الدين لزيادة الطمأنينة واللحمة بين اهالي المنطقة ومجتمعها المختلط الذي يمثل نخبة اللبنانيين.
وشهد قصر بيت الدين سلسلة لقاءات سياسية، تناولت شؤوناً وطنية عامة، في وقت استمر تدفق الوفود الشعبية المرحبة بوجود الرئيس عون في قصر بيت الدين.
واستقبل عون رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان على رأس وفد من المجلس السياسي للحزب ووزير شؤون النازحين صالح الغريب، وتداول معهم في الاوضاع الراهنة ومرحلة ما بعد «لقاء المصارحة والمصالحة» الذي عُقد في قصر بعبدا قبل أسبوعين. كما تطرّق الحديث الى حاجات منطقتي الشوف وعاليه.
ثم التقى عون وفد «كتلة ضمانة الجبل» برئاسة النائب ارسلان وضمّ الوزيرين صالح الغريب وغسان عطاالله والنائبين ماريو عون وسيزار ابي خليل، وعرض معهم شؤوناً وطنية عامة والواقع السياسي وخطة العمل التي وضعت في «اللقاء الاقتصادي والمالي» في قصر بعبدا والذي تلا «لقاء المصارحة والمصالحة».
بعد اللقاء اعتبر ارسلان في تصريح أن «رعاية فخامة رئيس الجمهورية للاجتماع الذي حصل في بعبدا تحت عنوان المصارحة والمصالحة هو خطوة أولى باتجاه الحل. واليوم من مسؤولية الرؤساء وتحت رعاية فخامة الرئيس متابعة الموضوع السياسي، لأن حل ما حصل في قبرشمون يبنى على ثلاثة اسس غير مرتبطة ببعضها البعض، وقد اعتبرنا لقاء بعبدا خطوة اولى في المسار السياسي الذي اراده رئيس الجمهورية، وهناك ايضاً المسار القضائي كما المسار الامني الذي التزم الجميع به في اجتماع بعبدا. ومن مسؤولية الدولة ان تضع خطة أمنية جدية للجبل لنتفادى اي مشكلة قد تحصل، وليشعر المواطنون بالأمان والطمأنينة في كل بقعة من الاراضي اللبنانية. ومن جهتنا، نحن حاضرون للتعاون في هذه المسارات الثلاثة من دون أي مشكلة. ولكن نؤكد أن هذه المسارات منفصلة عن بعضها البعض».
وعن موضوع المجلس العدلي اوضح ارسلان «إن بيان بعبدا واضح وصريح وقد اطلع عليه الجميع. نحن مع إحقاق الحق والعدالة. وفي النهاية من قتلوا هم شباب في ريعان عمرهم، والتعدّي الذي حصل على الوزير الغريب أمر غير مسبوق ومرفوض شكلاً ومضموناً، وبالتالي نحن مع المسار السياسي ويدنا ممدودة، وإنما ليس على حساب المسارين القضائي والأمني بوجود خطة أمنية جدية في الجبل لنتحاشى جميعاً ما حصل».
واستقبل الرئيس عون النائب ماريو عون مع وفد من أبناء الشوف حضر مرحباً برئيس الجمهورية في قصر بيت الدين.
وقال النائب عون: «نطالبكم بالمساعدة على إنشاء مستشفى الدامور ودير القمر لحاجاتنا الماسة اليها، لكونها تساعد على ارساء الطمأنينة في نفوس أهلنا وعلى العودة الى ربوع الشوف، كما نطالبكم بالعمل على انشاء «أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار» على أرض الدامور، وقد وضعت البلدية أكثر من 60 ألف م2 من أراضي المشاع لتحقيق هذا الهدف. شكراً فخامة الرئيس لاهتمامكم وأهلاً وسهلاً بكم في الشوف بين أهلكم ومحبيكم».
من جهته، رحّب الرئيس عون بالوفد، معرباً عن سعادته لاستقباله، مؤكداً أن وجوده اليوم في بيت الدين «هو لزيادة الطمأنينة واللحمة بين اهالي الشوف المكون من مجتمع مختلط يمثل نخبة من اللبنانيين». وأكد ان «الدامور والمنطقة بحاجة الى إنماء كان محتكراً واقتصر نسبياً على بعض الأماكن، ولكنه سيشمل اليوم المناطق كافة».
واشار الرئيس عون الى ان «الامم المتحدة ستصوّت في 13 ايلول المقبل على المبادرة الرئاسية القاضية بجعل لبنان مركزاً لـ»أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار»، وهي نتيجة جهد وعمل سنتين، وقد طرحتها من أجل لبنان وستكون مشروعاً عالمياً للسلام لتعليم الحضارات المختلفة والأديان والاثنيات وعاداتها وتقاليدها، انطلاقاً من لبنان. فعندما يتعارف الانسان على الآخر تخف حدّة العنف ويعم السلام، إذ أن الجهل يساعد الحكام والدول ذات المطامع على تجييش شعبها ضد الآخرين. نحن جميعنا بشر، نحبّ السلام ولدينا الأمانة نفسها، وهذا الامر سيكون رسالة لمختلف شعوب الأرض».
ولفت الى أنه «سيتخرج من هذه الاكاديمية رسل لتعليم الناس على أسس السلام ومبادئه، بعدما فشلت عصبة الأمم كما الأمم المتحدة في تحقيق هذه الرسالة، وقد طال أمد الحروب منذ الحرب العالمية الاولى الى الثانية، وصولاً الى الحرب في المنطقة منذ العام 2003 ونحن لا زلنا الى اليوم نعيش نتائجها»، مؤكداً ان «الشعب اللبناني سيكون اول من يتفاعل مع اهداف ورسالة هذه الاكاديمية».
واستقبل عون النائب السابق اميل رحمة وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات المحلية والمستجدات الاخيرة.
كما استقبل عون بحضور ممثله الشخصي لدى المنظمة الفرانكوفونية الدكتور جرجورة حردان، وفداً إعلامياً فرنسياً ضم انطوان غيلو من محطة التلفزيونية الفرنسية «TF1» والصحافية الفرنسية نفيسة شاراي، الموجودين في زيارة للاطلاع على الأوضاع في لبنان.
وفي قصر بيت الدين، سفير لبنان في المكسيك سامي النمير الذي عرض معه العلاقات اللبنانية – المكسيكية وسبل تعزيزها في المجالات كافة.