الجعفري: لإنهاء الاحتلال الأميركي والتركي للأراضي السورية ووقف دعمهما للإرهاب

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري ضرورة إنهاء الاحتلال الأميركي والتركي للأراضي السورية ووقف ممارساتهما العدوانية الداعمة للإرهاب وجرائمهما بحق السوريين والمنشآت المدنية والبنى التحتية.

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول «الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.. تحديات السلم والأمن في الشرق الأوسط»: إن احترام مبادئ المساواة في السيادة بين الدول التي تأسست عليها الأمم المتحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وكذلك عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها يستوجب أموراً من ضمنها إلزام الولايات المتحدة وحلفائها بمن فيهم قوات الاحتلال التركي بإنهاء وجودهم العسكري اللاشرعي على أراضي سورية ووقف ممارساتهم العدوانية الداعمة للإرهاب وجرائمهم بحق السوريين والمنشآت المدنية والبنى التحتية.

حالة التواطؤ وصلت بالبعض إلى تسمية أولئك الإرهابيين الأجانب بـ «المعارضة السورية المسلحة المعتدلة»

وفي هذا الشأن لفت الجعفري إلى قيام «نظام أردوغان» خلال اليومين الماضيين بإدخال مرتزقة وإرهابيين من الأوزبك والطاجيك والقوقازيين والإيغور ومن أتراك وغيرهم من أوروبيين وعرب عبر الحدود التركية مع سورية إلى إدلب وذلك دعما لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المدرج على لائحة الإرهاب الدولية والكيانات الإرهابية الأخرى المرتبطة به، بالإضافة إلى آليات محملة بالأسلحة والذخائر لدعمهم مشيراً إلى أن حالة التواطؤ وصلت بالبعض إلى تسمية أولئك الإرهابيين الأجانب بـ «المعارضة السورية المسلحة المعتدلة».

وأضاف الجعفري: «اطلع وفد سورية على الورقة المفاهيمية التي تم تعميمها على الدول الأعضاء في المجلس تمهيداً لهذه الجلسة. وكالعادة وعلى غرار ما شهدناه في جلسات كثيرة سابقة فإن بعض الدول الأعضاء في هذا المجلس قد تعمدت حرف النقاش عن هدفه المرتجى وهو تشخيص ومعالجة الأسباب الجذرية للتحديات التي تعترض تحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.. أي عرقلة استقراء تلك الأسباب الناجمة عن الاحتلال وأعمال العدوان والتدخلات الخارجية الهدامة في شؤون دول المنطقة بكل أشكالها بما فيها تلك الرامية لقلب أنظمة الحكم بالقوة والاستثمار في الإرهاب وافتعال الأزمات وإطالة أمدها وجر المنطقة إلى حروب دموية مصطنعة تبدد ثرواتها وتقوض رفاهية وأمن شعوبها».

وبين الجعفري أن منطقة الشرق الأوسط شهدت منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن أهوالاً ومآسي جراء تغليب بعض الدول الاستعمارية مصالحها وأطماعها على حساب قيم القانون والعدالة والأخلاق. وأكد أن معالجة تلك التحديات بشكل جدي ووفقاً للقانون لا تمثل مصلحة إقليمية فحسب، بل تصب في مصلحة العالم بأسره، مشددا على أن أي نظرة موضوعية لأسباب التوترات في الشرق الأوسط يجب أن تنبع من الإقرار بأن السبب الرئيس لهذه النزاعات ولتعذر تحقيق السلام والاستقرار كان ولا يزال هو الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية بما فيها الجولان السوري المحتل وليس أي عوامل «عرقية» أو «دينية» أو «مذهبية» مصطنعة يروّج لها البعض بهدف تفتيت دول المنطقة وإعادة رسم حدودها وإضعاف مناعة شعوبنا أمام التسلط الصهيوني.

وتابع مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة «إن غياب الآليات اللازمة لفرض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بالصراع العربي الصهيوني أدى إلى استمرار الاحتلال وتمكينه من مواصلة جرائمه بحق أهلنا في الأراضي العربية المحتلة وشجع الإدارة الأميركية على محاولة التنصل من التزاماتها بموجب تلك القرارات وهو ما تجلى بقيام الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ «إسرائيل» وبما سماه «السيادة الإسرائيلية» على الجولان السوري المحتلّ ومحاولة تمرير صفقة مشبوهة هي بمثابة جريمة العصر».

وبين الجعفري أن غياب تلك الآليات شجع أيضاً المنسق الخاص للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على الإخلال بواجبات ولايته كما أوضحنا مراراً، مؤكداً أن كل من يشكك بوجود ترابط عضوي بين ما جرى ويجري في المنطقة وبين السعي لتكريس واستدامة احتلال «إسرائيل» للأراضي العربية وللجولان السوري واهم أو مضلل أو ساذج.

ولفت الجعفري إلى أن احترام مبادئ الميثاق يستوجب أيضاً الرفع الفوري واللامشروط للتدابير القسرية أحادية الجانب التي أكدت الأمم المتحدة مراراً عدم شرعيتها والتي تلحق آثاراً كارثية بشعوب المنطقة وبالمنجزات التنموية لدولها وتدفع بأبنائها لمغادرة أوطانهم إلى دول أخرى.

واعتبر الجعفري تلك التدابير القسرية أنها تشكل «إرهاباً اقتصادياً» مكملاً لإرهاب التنظيمات الإرهابية وتعبيراً عن النفاق القائم على تجويع الناس وحرمانهم من أبسط احتياجاتهم المعيشية الأساسية وادعاء الحرص على مصلحة الشعب السوري وعلى تحقيق الأهداف الإنمائية لعام 2030 وعدم تخلف أي أحد عن الركب.

وأكد الجعفري ضرورة التصدّي بشكل حازم للتهديد الذي تمثله ترسانة كيان الاحتلال الصهيوني من أسلحة الدمار الشامل على أمن وسلامة شعوب المنطقة. وجدد الجعفري المطالبة باعتماد المبادرة السورية الرامية لإنشاء منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية في الشرق الأوسط والتي لا يزال مشروع القرار الخاص بها والذي تقدمت به سورية خلال عضويتها في مجلس الأمن عام 2003 حبيساً في أدراج مجلس الأمن.

إلى ذلك، أعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي الجنرال فلاديمير شامانوف أن ما تقوم به قوات النظام التركي في إدلب لا يتوافق أبداً مع اتفاق سوتشي.

وتنتشر فى بعض مناطق محافظة إدلب قوات للاحتلال التركي توغلت تحت ستار اتفاق سوتشي الذي يلزم النظام التركي بضمان انسحاب التنظيمات الإرهابية المتحالفة معه من منطقة خفض التصعيد وسحب الأسلحة الثقيلة منها لكن هذا النظام يواصل تقديم جميع أشكال الدعم العسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية المنهارة أمام ضربات الجيش العربي السوري في ريف إدلب.

وأشار شامانوف في تصريح أمس، إلى أن الجانب الروسي أعلن مراراً عن وجود اختلافات في الآراء مع الجانب التركي بخصوص ما يقوم به في إدلب وتم تحذيره مراراً من تداعيات ممارساته هناك.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الإرهابيين يسيطرون على معظم مساحة محافظة إدلب مشيراً إلى أنه لا يمكن السماح باستمرار الوضع على ما هو عليه.

ميدانياً، تلاقت وحدات الجيش السوري المتقدمة من تل ترعي شرق مدينة خان شيخون مع طلائعه المتقدّمة من شمال المدينة، مطبقاً بذلك الحصار على مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» وحلفائه في مئات الكيلومترات من الريف الشمالي لمدينة حماة.

ونقل عن مصدر ميداني أن وحدات الجيش السوري تابعت عملياتها من تل ترعي شرق خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، باتجاه «جبل الصغير» إلى الشمال الشرقي، وسيطرت على عدد من المزارع غرب التل بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة في المنطقة.

وأضاف المصدر أن القوات السورية بدأت بالتثبيت على مسافة تقارب 1 كم من القوات المرابطة في محيط مدينة خان شيخون، مشيراً إلى أن هذه المسافة مرصودة عبر مختلف الوسائط النارية لقوات الجيش السوري، وبالتالي فقد تم إطباق الحصار الكامل على مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» وحلفائه في عشرات القرى والبلدات والتلال الاستراتيجية الحاكمة بريف حماة الشمالي، بما فيها مدن مورك وخان شيخون وكفر زيتا واللطامنة وبلدات لطمين ولحايا ومعركبة وبويضة ووادي معرة والمنطار ووادي الفتاح .

وكان الجيش السوري بدأ صباح الثلاثاء عملية تمشيط جوية بطائرات الاستطلاع المسيرة لأحياء مدينة خان شيخون بعد فرار مسلحي «جبهة النصرة» وحلفائهم تحت جنح الليل.

وترابط وحدات الجيش السوري حالياً على مدخلي المدينة، الشمالي الذي يربط خان شيخون بمدينة معرة النعمان والغربي الذي يصلها بمدينة الهبيط، فيما ترابط وحداته في تل سكيك وبلدة سكيك على بعد نحو 12 كم شرق خان شيخون، مفسحة بذلك قناة برية ضيقة نسبيا توافد عبرها الآلاف من مقاتلي التنظيمات المسلحة التي كانت تنتشر في مدينة خان شيخون وفي عشرات المدن والبلدات والقرى بريف حماة الشمالي.

ويشار إلى أن مجاميع التنظيمات المسلحة بدأت بالفرار من خان شيخون فور سيطرة الجيش السوري على مدخل الطريق الدولي حلب حماة الممتد عبر المدخل الشمالي للمدينة، متخذة لذلك طريقاً زراعياً يخرج من الأحياء الشرقية للمدينة، مروراً بوادي صغير يقع بين جبل الصغير وبين تل ترعي الذي يشرف الجيش السوري عليه نارياً من مواقعه في تلال سكيك، وصولاً إلى مدينة التمانعة شرقا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى