الوقعة.. كاشفة الأقنعة
كثيرة هي الأفلام التي نشاهدها تمنحنا العِبَر.. وكثيرة هي السيناريوات التي نقرأها عن حياة العظماء فتلهمنا الحكم.. وتبقى الحياة أكبر مدرسة تعلمنا بأن الناس أنواع.. فبعضهم يضعنا في مواقف صعبة.. والبعض الآخر يتخلى عنّا في المواقف الصعبة.. والرائعون يحافظون على روعتهم في تلك المواقف..
ننزعج ونكتئب وننصدم وكل السلبية تأتينا وتتأذى مشاعرنا من أُناس أحببناهم.. آمنّا بهم وأمنّا لهم.. كنا أوفياء لهم.. وقفنا معهم.. إنما.. تخلوا عنا عندما وقعنا في أول حفرة..
وتبدأ معركة الحياة مع أنفسنا بالبحث عما وراء الحقيقة والسبب..
كيف ولماذا تخلّوا عنا؟ ألا يملكون قلباً مثلنا؟ وأسئلة وأسئلة وأسئلة؟
البعض تتوقف حياته عند تلك الحادثة.. يستسلم وينهار ويعيش للتفكير بالانتقام وبمتاهة الحقد ولحياته الاستهتار..
والبعض يدرك بأن ما حدث لا يعني إلا أن دور مَن مرّ في حياته قد انتهى..
والبعض يعتقد بأن من تخلى عنه ينتظر سبب ليبتعد..
والبعض الأخر متأكد بأن من تركه سيتابعه.. فيصر على نجاحه وتفوقه.. ليجعل مَن خسره يندم..
ومع تحقيق مراده.. يشكر ربه على كل وقعة تكشفت له من خلالها الأقنعة.. لينظف طاقته من أصحابها.. ويفتح قلبه من جديد.. يُدخل دماً جديداً.. وينعش حياته ويجددها..
فهل أنت ممن يقول شكراً للوقعة؟؟!!.. أم ماذا؟؟!!
ريم شيخ حمدان- سورية