الكرملين يعلن التحضير لقمة ثلاثية حول سورية.. ودمشق تكشف تطهير خان شيخون وعدد من القرى
أعلن الكرملين أن التحضيرات جارية لقمة ثلاثية تجمع روسيا وإيران وتركيا حول سورية في أنقرة.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدّث الصحافي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قوله للصحافيين، إن «التحضيرات لهذه القمة جارية.. وسيتمّ الإعلان عن موعدها الدقيق في الوقت المناسب».
وكان بيسكوف أعلن مطلع تموز الماضي احتمال عقد قمة ثلاثية جديدة حول سورية، مشيراً إلى أن الكرملين سيبلغ الصحافيين بموعد عقدها بعد تأكيده بشكل نهائي.
وجدّد رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا حول سورية «روسيا وإيران وتركيا» خلال قمة في سوتشي شباط الماضي التأكيد على التزامهم الثابت بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها.
ميدانياً، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تطهير مدينة خان شيخون وقرى وبلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومعركبة ولحايا غربية ولحايا شرقية وكعب الفرس وعدد من التلال الحاكمة في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي من الإرهاب بعد تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وقالت القيادة العامة في بيان أمس، «بتصميم كبير وثقة مطلقة بالنصر واصلت قواتنا المسلحة العاملة في شمالي حماة وجنوبي إدلب تقدمها الميداني ودحر التنظيمات الإرهابية المسلحة التي كانت تتمركز في المنطقة بعد تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات».
وأضاف البيان «بعد ضربات مكثفة على مدار الأيام السابقة وإحكام الطوق على ريف حماة الشمالي كاملاً تمكن جنودنا الشجعان من تطهير البلدات والقرى التالية: خان شيخون ومورك واللطامنة وتلة الصياد والمستودعات ووادي العنز ووادي العسل وكفر زيتا ولطمين ومعركبة ولحايا غربية ولحايا شرقية وتل فاس وتل لطمين ووادي حسمين ووادي قسمين وكعب الفرس».
وأشار البيان إلى أنه «لا يزال التقدّم مستمراً بوتائر عالية أفقدت التنظيمات الإرهابية المسلحة القدرة على وقف اندفاع أبطال جيشنا المصمّمين على تطهير كامل الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب ورعاته».
وأضاف البيان «أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تعلن هذه المناطق وما حولها خالية من الإرهاب المسلح، فإنها تؤكد أن العمل جارٍ لتطهير هذه القرى والبلدات من العبوات الناسفة وحقول الألغام الكثيفة التي زرعها الإرهابيون خلال تمركزهم هناك بما يتيح للأخوة المواطنين العودة إلى مساكنهم ومزارعهم وجني محاصيلهم السنوية بأسرع وقت ممكن».
إلى ذلك، سيطر الجيش السوري، أمس، على بلدات وقرى عدة في ريف حماة الشمالي ومنها مورك ومحيطها، ويحاصر نقطة المراقبة التركية التاسعة، في إطار تقدّمه لتحرير ريفي حماة وإدلب من المسلحين.
وقالت مصادر ميدانية بأن الجيش طوق نقطة المراقبة التركية التاسعة، تزامناً مع بسط سيطرته على قرى وبلدات البويضة ومعركبة واللحايا ومورك في الريف الشمالي لحماة.
وسبق هذا التقدم سيطرة الجيش على اللطامنة وكفر زيتا وتل فاس ولطمين ضمن الجيب المحاصر في إطار تقدّمه لتحرير الريف الشمالي بالكامل لحماة من المسلحين.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان مقرّه بلندن إن قوات الجيش السوري تواصل توغلها، حيث بسطت سيطرتها على بلدة كفر زيتا واللطامنة وقرى الصياد والبويضة ومعركبة ولطمين ولحايا وتلال أخرى في محيط المنطقة، إذ تُعدّ هذه المرة الأولى التي تسيطر قوات الجيش على بلدات وقرى ريف حماة الشمالي منذ عام 2012، فيما لا تزال النقطة التركية التاسعة ومن معها من مقاتلين في بلدة مورك محاصرة من قبل الجيش.
وبسيطرة الجيش السوري على اللطامنة يكون قد أنهى ما اصطلح على تسميته بـ «مثلث الموت» الذي ظل لسنوات مصدراً للقنص وإطلاق القذائف الصاروخية التي قتلت وأصابت آلاف المدنيين في البلدات والقرى الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، وخاصة مدينتي محردة والسقيلبية والقرى والبلدات المجاورة لهما.
وتبعد بلدة لطمين نحو 5 كم عن مدينة مورك، حيث تقع نقطة المراقبة التركية، وحيث يشرف تل لطمين نارياً على الأخيرة.
وتصطف مدينة كفر زيتا وبلدة لطمين على الطريق الواصل بين كفر نبودة ومورك، وتشتهران بترابطهما ليس فقط فوق الأرض، وإنما بشبكات معقدة من الأنفاق تحت الأرض التي حفرتها التنظيمات المسلحة على مدى سنوات.
وقالت تنسيقيات الإرهابيين إن الفصائل تمكّنت من الفرار قبل سيطرة الجيش السوري على تل ترعي جنوب شرق إدلب وإطباقه الحصار على ريف حماة الشمالي.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الفصائل هربت وتركت سلاحها خلفها، في حين تقول مصادر أخرى إن بعض الفصائل مازالت تتمركز داخل النقطة التركية وتقوم ببث مقاطع مصوّرة خلال تمركز الجيش السوري في محيط النقطة.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية فتح معبر صوران الإنساني في ريف حماة بحماية الجيش السوري لمساعدة المواطنين الراغبين في الخروج من مناطق سيطرة المسلحين. وأكدت الوزارة تأمين كل مستلزمات المواطنين الغذائية والصحية، وبحسب مصادر لـ»الميادين»، فإن المعبر سيبقى مفتوحاً أمام المدنيين الراغبين في الخروج، وسيُعادون إلى منازلهم حين تنتهي العملية العسكرية في المنطقة.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رأى أن عمليات إدلب تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي التركي.
وأشارت الرئاسة التركية إلى أن أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصالٍ هاتفي، أن التطورات في إدلب تتسبب في أزمة إنسانية كبيرة، وتقوّض عملية التوصل الى تسوية في سورية.
وفي سياق متصل، ضبطت وحدات من الجيش السوري أثناء تمشيط منطقة خان شيخون والتمانعة في ريف إدلب الجنوبي شبكة أنفاق محفورة في الجبال أقامها إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له كمقار ومراكز قيادة محصنة.
وأفاد مراسل سانا الحربي بأن وحدات من الجيش عثرت خلال عملياتها في ملاحقة الإرهابيين بمحيط بلدة التمانعة ومدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي على مجموعة من الأنفاق المترابطة والمتشعبة في عدة اتجاهات حفرتها المجموعات الإرهابية في الجبال للاحتماء من ضربات الجيش.
وذكر أن الأنفاق تتضمن مجموعة غرف عمليات كان متزعمو المجموعات الإرهابية يستخدمونها للتخطيط لأعمالهم الإجرامية والاحتماء من ضربات الجيش الدقيقة مشيراً إلى أن هذه الأنفاق تتفرع على عدة اتجاهات داخل الجبل ومجهزة بالإنارة الكهربائية والتمديدات الصحية وكل مستلزمات الإقامة.