قُضي الأمر
معن حمية
منذ أن أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنّ المقاومة ستردّ على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية ومركزاً للمقاومة في عقربا السورية، انهمكت الوسائل والمواقع الإعلامية المحلية والعربية والأجنبية بالحديث عن سيناريوات وأهداف افتراضية، ومعظم هذه الوسائل والمواقع تنطلق من ثابت أكيد هو التسليم بأنّ ردّ المقاومة آتٍ لا محال.
السيناريوات التي وضعت والأهداف التي حُدّدت، تبقى افتراضية إلى حين حصول الردّ، ولكن ما هو دقيق وحقيقي أنّ إسرائيل لن تنجو بعدوانها الغاشم، وأنّ ما أعلنه السيد نصرالله في مهرجان النصر الثاني ببلدة العين البقاعية، صار قيد الترجمة الفعلية، وقد قُضيَ الأمر.
وعليه، لا قيمة على الإطلاق لكلّ التهديدات التي تصدر عن قادة العدو، وفي وسائل إعلامه، فالعدو يعرف قبل غيره، أنّ المقاومة حين تقرّر أمراً، فعن سبق تخطيط وتصميم، وبالتالي فإنّ تهديدات العدو بـ حرب كاسحة و واسعة ، لن تغيّر في واقع الأمر شيئاً.
واقع الحال، أنّ إسرائيل بكلّ غطرستها وبما تمتلك من ترسانة عسكرية متطوّرة، أعجز من أن تدخل في مواجهة مباشرة مع دول وقوى المقاومة، وأعجز من أن تتخذ قراراً لوحدها بخرق قواعد الاشتباك التي وُضعت منذ حرب تموز 2006، ولا يمكن أن تضع نفسها في مهبّ عصف التداعيات، ما لم يكن هناك دفع ودعم من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
ما دفع إسرائيل لتنفيذ اعتداءاتها، ليس منفصلاً عن مشهد المواجهة على صعيد المنطقة ككلّ، ولكن، ما هو مؤكد أنّ المحور المعادي ارتكب خطأ فادحاً في حساباته، وتجاهل حقيقة أنّ المعركة واحدة من لبنان إلى الشام، ضدّ الاحتلال والإرهاب. وبأنه لا يستطيع من خلال عدوانه على لبنان، التقليل من أهمية إنجازات الجيش السوري وتصدّره المشهد الميداني في ريفي حماة وإدلب، مُسقطاً مواقع رئيسة واستراتيجية كانت تحتلها المجموعات الإرهابية.
إسرائيل تواجه الآن مأزقاً كبيراً، ولا تستطيع تفادي ردّ المقاومة، لا بالاستعراضات العسكرية عند الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، ولا بتكثيف الخروقات الجوية عبر الطائرات المسيّرة، ولا بإشاعة مناخ التحذير من نشوب حرب واسعة، ذلك لأنّ المقاومة، دولاً وأحزاباً ومعادلات، تمتلك من القدرات وعناصر القوة ما يمكنها من إلحاق هزيمة مدوية بالعدو. وعليه فإنّ ردّ المقاومة يأخذ بعين الاعتبار تحقيق أكثر من هدف في وقت واحد.
ما هو أكيد، أنّ إسرائيل ليست مهيّأة لتنفيذ تهديداتها بحرب واسعة، وكلّ ما عليها فعله، هو تهيئة جنودها ومستوطنيها لتلقي الضربة وتجرّع الكأس المرة… لأنّ المقاومة قالت كلمتها، ولبنان الرسمي أكد حق اللبنانيين بالدفاع عن لبنان والردّ على الاعتداءات الإسرائيلية ، والمعادلة الذهبية في لبنان جيش وشعب ومقاومة تنتصر.
عميد الإعلام
في الحزب السوري القومي الاجتماعي