بين حين وحين

ظلك يأتيني بين أغصان التين

ويصبح رسمك كل تلاويني

تراني أستيقظ قبل عين الشمس

فاسقي ورودي وبساتيني

فيروز تتنشق القهوة معي

فأبدو كما الزهر بأحسن تكوين

تتحايل الفراشات على عيني

وتتقرّب مني جميع الحساسين

أغدو كسنبلة ذهبية تتمايل

من حين إلى حين

تراني أرسم بغصن يابس اسمك على الرمل

فيزهر لوزاً وبلحاً ويمتد إلى خدّي ليغريني

وأذوب أنا

اتشكل على يديك..

وحدها عيناك تحتويني

حبّ في الميزان.

كم تجادلنا. واختلفنا حول قضية مهمة.. من منا يفوق حبه الآخر؟

أنا أم أنت!

… مَن منا مشاعره كالمحيط يبتلع في أعماقه كل عيوب الآخر،

يغفر زلات شريكه ويسامحه؟

مَن منّا قلبه الجواد لا يكفّ عن تقديم موائد الحب الشهية

التي تطرح جنيها كل المواسم؟؟

فيغدق على مضيفه ما لذّ وطاب من أصناف المودة والشوق والغزل،

ولا يحاسب صاحبه على إفراطه ولا يخشى عليه من التخمة.

سيدي: أنا لا أشبه أياً من نسائك اللواتي مررن بين يديك،

وتقلّبْنَ على صدرك…

وتركتهن واقفات على بابك يستجدين لقمة شهية

أو يترصدن بعض الفتات منك

أنا لا أشبههن أبداً ولن أكون إحداهن على الإطلاق

فالحب عندي احتراق متبادل وانصهار.. ذوبان وتوحد في الآخر.

سيدي:

اسمعها مني للمرة الأخيرة

فإن أهدتك إحداهن شمعة، فقد وهبتك القمر.

وإن أهدتك ابتسامة فقد وهبتك الثغر

وإن أهدتك زهرة فقد وهبتك العطر

وإن أهدتك ليلة فقد وهبتك العمر

وإن أهدتك قطرة فقد وهبتك البحر

أبعد كل هذا: حبيبي العنيد تجادلني، وتستفزني وتدّعي:

بأن قصيدة النثر تطاول قصيدة الشعر؟!

ميساء الحافظ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى